يتخوف مسؤولون أمريكيون وغربيون من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد يحول مشاكله الشخصية إلى "كابوس إقليمي"، بسبب غياب "رؤية إسرائيلية واضحة أو موقف متماسك أو خطة سياسية بمجرد انتهاء الحرب في قطاع غزة".
وقالت شبكة "NBC" الأمريكية، إن "مجتمع الاستخبارات الأمريكي" يعتقد أن إيران لا تسعى إلى حرب مباشرة مع الولايات المتحدة، لكنها تخشى أن يجرها نتنياهو إلى هذه المواجهة. فخلال الأسابيع الماضية، هدد نتنياهو وغيره من كبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين إيران وحزب الله بالحرب. وفي الأسبوع الماضي فقط، حذر نتنياهو مرة أخرى من أنه "إذا ارتكب حزب الله خطأ ودخل في حرب واسعة، فسيكون قد دمر لبنان بيديه".
يعتقد "مجتمع الاستخبارات الأمريكي" أن إيران لا تسعى إلى حرب مباشرة مع الولايات المتحدة، لكنها تخشى أن يجرها نتنياهو إلى هذه المواجهة
ويواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من جميع الأطراف، فهو محاصر بين الجمهور الغاضب بسبب فشله في إدارة الأزمة، وتهم الاحتيال التي يمكن أن تقوده إلى السجن وتنهي حياته السياسية.
وفي هذا السياق، تشير "NBC" أن لدى نتنياهو حافزًا ربما لإطالة أمد العدوان الإسرائيلي على غزة، في محاولة لحماية حياته السياسية، وفقًا لمصدر مرتبط بالمخابرات الأمريكية تحدث للشبكة. ولكن لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على أنه أو حكومته يفكران في شن حملة كبيرة ضد حزب الله في لبنان، كما قال نفس الشخص.
وقبل عام تقريبًا، أثار مشروع قانون "الإصلاح القضائي" المقترح من نتنياهو، والذي اعتبره العديد من الإسرائيليين محاولة للحد من سلطة النظام القانوني، وأدى ذلك إلى اندلاع احتجاجات غير مسبوقة وضعت إسرائيل في حالة من الانقسام.
واتهم نتنياهو بالاحتيال وخيانة الثقة وقبول الرشاوى في ثلاث قضايا منفصلة، وهي التهم التي نفاها مرارًا وتكرارًا، لكن ذلك وضعه في الزاوية.
وإن كان نتنياهو يأمل في إظهار أن "إسرائيل ستنصر في غزة"، فإن أحد مخاوف واشنطن وعواصم في الشرق الأوسط هو أن تعريف هذا "النصر" الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني لا يزال غامضًا. ويقول مسؤولون أمريكيون وغربيون إن "إسرائيل ليس لديها خطة سياسية متماسكة بمجرد اكتمال حملتها العسكرية".
ويالتوازي مع المأزق الذي يواجهه نتنياهو، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد "لازار للأبحاث" لصالح جريدة "معاريف" الإسرائيلية، أمس الخميس، أن 27% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن بنيامين نتنياهو هو الشخص المناسب لرئاسة الحكومة. في حين أن 49% من الإسرائيليين، أي حوالي النصف، يعتقدون أن زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس، هو أفضل شخصية لقيادة الحكومة الإسرائيلية.
كما أظهر الاستطلاع انهيارًا حادًا في شعبية حزب الليكود بقيادة نتنياهو، مع ارتفاع كبير لشعبية حزب غانتس.
