26-أكتوبر-2016

مارشال ريس/ فرنسا

تقول أريانا درايفوس في إحدى مقالاتها: "ما من شعرٍ ممكن دون شعور نحو الآخر. الوجود منحة يتواهبها البشر فيما بينهم إن أرادوا ذلك. لا بدّ للكتابة أن تمنح شعورًا بأنّ الكلام صادر من بشر إلى بشر بلغة مألوفة ولكن مفاجئة تدفع للتنبّه واليقظة. لا سبيل للكتابة سوى بالاعتماد على الوجود الإنسانيّ، وهو وجود الصوت أكثر مما هو وجود الجسد، وهذا هو التحدي: أن نستخلص (باللغة) شيئًا من اللغة سوى اللغة نفسها".

أريانا درايفوس شاعرة وناقدة أدبية فرنسية ولدت عام (1958) لها العديد من المجموعات الشعرية التي بدأت نشرها ابتداءً من العام 1993، وكان آخرها عام 2013 بعنوان (La lampe allumée si souvent dans l'ombr) تدور الكثير من أشعارها حول ذلك التوتر الحاصل في سعي الإنسان اليائس ليتحرر من بعض ذكرياته والحاجة الملحّة لتحقيق ذلك رغم صعوبته. فيما يلي قصيدتان لها مترجمتان عن الإنجليزية. 


اليوم وراء اليوم

كامرأة تنزلق من تحت رجل 
اقرأ كتابتك 

أو لعلّي أنا التي تكتب في السرير
فيصدر عن الصفحة الخالية ضوء يجعلني 
أنسى رؤية نفسي. 
أحسّن كتابتي باستمرار
ثمّة جانب لم يجفّ عنده الحبر 
هذا ما يصل إليك.

حين تقرؤني تقول ذلك 
أو لا تقول أيّ شيء
آخذ من كل نسيج حسب دفئه 
ومن قطع الحياة حسب 
موتي المحتّم القادم.

لم أكن لأنحني جهة الهاوية 
كامرأة على رجل. 

تلك التي تكتب سرعان ما تفقد 
في عادة الأمر شبابها.

كان لا بدّ للكلمات أن تدخل بينهما 
لترى 
لا شيء منها صحيحٌ وحده 
ولحسن الحظّ فإنّ البلوى لا تردّ أعوانها 

أوفيرةٌ هي القصائد جدًّا حدّ أن أكون مخفيّة في الغابات؟ 
لك أن تختار إذًا
لحاء الشجرة الذي تدّعي أنّي لمست. 


الميناء ساعة المساء 

"لكني حقًّا، قد أفرطت في البكاء!" 
* رامبو 

"أنت هنا؟ هذا جيّد"
من ينحني جانبًا، يضعها في يدي 
مضمومة. 
نتلكّأ أمام الماء. في البداية نلقي الخشبة الصلبة، 
ثم تجمدُ ساقه. 

تحوم الطفولة من حولنا
ولا نملك لها دفعًا 
حين نكون سعداء 
لا أحد يبحث عنا

القارب الحقيقي يصدر صوتًا رتيبًا. نراقب تحت 
أقدامنا الرجلَ الذي ترقّ قوّته عند 
الرحيل 

يتخطّى الحبال المربوطة 
في قاع القارب. 
لا نزال جالسين قرب السلم الرطب 
لم نعد نشعر بما يدخلنا. 

تبقّت لحظة واحدة. 
ساقه تصبح أدفأ من الهواء. 
وتنحسر الشمس.

لقد اختفى، القارب الحقيقي. 
بعيدًا جدًّا، صغيرًا صار في أعيننا كأنه لعبة 
بين أصابعنا. 
"أنت أيضًا لم تجرب ذلك؟ 
-نحن لا ندري إن كنّا ننتظر، إن كنّا نفهم. 
-نحن نؤذي كل من يأتي".

أفضل من التلاشي، 

وقت السباحة في الظلام.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ولد وبنت

فارس في المشهد الأخير من فيلمه الوثائقي