20-أبريل-2022
الروائي المصري صنع الله إبراهيم (ألترا صوت)

الروائي المصري صنع الله إبراهيم (ألترا صوت)

هذه المساحة مخصصة، كل أربعاء، لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


في آذار/مارس 1997، نشر الروائي المصري صنع الله إبراهيم (1937) روايته الشهيرة "شرف"، التي تندرج ضمن إطار ما يُعرف بـ "أدب السجون"، وتدين الواقع السياسية والاقتصادي العربي والمصري، بوصفهما نتاج أنظمة فاسدة يُعرف إبراهيم بنقده لسياساتها ومعارضته لممارساتها القمعية.

بنى فضل اتهامه لإبراهيم بالسرقة على تطابق وقائع روايته "شرف" مع وقائع مذكراته بصورة حرفية تنفي أن يكون الأمر مجرد توارد خواطر

وعلى غير عادة الأعمال التي تنتمي إلى هذا النوع من الأدب الذي يثير الجدل، غالبًا، بمضمونه النقدي الذي يتسم بالجرأة في بيئة سلطوية ينشط فيها القمع والرقابة؛ أثارت "شرف" جدلًا من نوع آخر لم يكن متوقعًا، حيث اتهم الكاتب المصري فتحي فضل صنع الله إبراهيم، قبل أسابيع قليلة من صدور الرواية التي نُشرت بعض فصولها في مجلة "أخبار الأدب" المصرية، بأنه استند في بناء "شرف" إلى مضمون مذكراته الذي نشرها عام 1993، تحت عنوان "الزنزانة".

بنى فتحي فضل اتهامه لإبراهيم بالسرقة على تطابق وقائع روايته "شرف"، حسب قوله، مع وقائع مذكراته بصورة حرفية تنفي أن يكون الأمر مجرد توارد خواطر، خاصةً وأن عدد المقاطع التي قال فضل إنها نسخة طبق الأصل عن مقاطع وردت في مذكراته، التي وثّق فيها ما خبره خلال فترة اعتقاله في سجن طرة، يتعدى 40 مقطعًا.

أثار اتهام فضل لصنع الله إبراهيم جدلًا واسعًا شغل الأوساط الأدبية المصرية على مدار عدة أسابيع، تعرض خلالها صاحب "نجمة أغسطس" لهجمات مختلفة قادها مثقفون وأدباء مصريون وجدوا في الحادثة، بحسب البعض، ووفقًا لإبراهيم نفسه، فرصة للتشهير به وبمنجزه الأدبي.

لم ينف الروائي المصري، في المقابل، قراءته لمذكرات فتحي فضل قبل أن يبدأ بكتابة "شرف". لكنه نفى أن يكون قد سطا على ما جاء فيها من أحداث ووقائع، واعتبر أيضًا أن المقاطع والنصوص التي يرى فتحي فضل أنها تتطابق مع ما جاء في مذكراته، هي في الأصل تفاصيل خبرها بنفسه، شأنه شأن معظم السجناء، خلال سنوات اعتقاله في عهد جمال عبد الناصر. ما يعني أنها تفاصيل مشتركة بين جميع السجناء، وليست شخصية كما ادعى فضل.

أثار اتهام فتحي فضل لإبراهيم بالسرقة جدلًا واسعًا شغل الأوساط الأدبية المصرية على مدار عدة أسابيع تعرض فيها إبراهيم لحملات تشهير مختلفة

وأكد صنع الله إبراهيم، في تصريحات لوسائل إعلامية مختلفة، أن مذكرات فتحي فضل هي جزء من مجموعة مؤلفات أخرى استفاد منها في تأليف "شرف"، وذكرها في قائمة المراجع في نهاية الرواية، التي أن التشابه الوحيد بينها وبين مذكرات فتحي فضل، إنما يكمن في المكان، السجن، وما يدور داخله من تفاصيل يعرفها كل من اختبر تجربة الاعتقال. لافتًا إلى المسألة لم تكن لتثير هذا القدر من الجدل، لو أنها لم تتحول إلى فرصة للتشفي والتشهير به.