16-نوفمبر-2016

إبراهيم الصلحي/ السودان

لا أكذب
ولكنها طريقتي المقربة
بالتربيت على أكتاف الأحبة 
بأن أقدم لأسئلتهم المتوقعة
إجابات يرغبون بسماعها
لقد كلفني ذلك مصداقيتي
ويداي
اللتان راحتا لاحقًا 
يستردانها بصمت 
من أكتاف الآخرين
*

إنها الآن بعيدة 
الأيام التي أتذكرها كماضٍ جميل،
ومضحك
بينما أشكر الله في سري 
أنها رحلت
لتبدو كذلك.
*

أريد من هذا الحب 
وجهًا مشرقًا،
وعيونًا لامعة
وهذا بديهي لشابة تخاف الكبر،
والشحوب
وأريد بكل هذا الغياب أن أخبرك
كيف تقول لك امرأة ما
أنها تحبك 
بطريقة هائلة.
*

أنام كل ليلة
على طرف سريري
ليحظى طفلي بالاتساع
والأمان
في النهار
لا شيء يتغير
هأنذا
كحافة
أحرس أيامه 
من هول السقوط المروع
وأزرع في قلبه 
غواية الطيران.
*

كان متسعًا وفارغًا
وقتي الذي
أمرره بطريقة بائسة 
كالنوم،
وأحلام اليقظة 
لكن هذا لم يهزم يومًا
ظنوني 
بأنني امرأة محظوظة 
بالوحدة
والفراغ الكبير؛
الذي أتاح لي دومًا 
فرصًا رحبة للكآبة
وأخرى
للبكاء.
*

ليس حزنًا 
هذا الذي يثيره بعدك
إنها الوحشة 
أنظر 
أربع حجرات في قلبك
ولا مكان لدي لأسكنه.
*

بالغياب
بسلاحي الوحيد
يحاربني الأحبة
الذين أنفقوا عمرًا طويلًا
وهم يعلمونني كيف أبتكر سلاحًا
يجعلهم يصفحون عني
كلما أخطأت.
*

أحبك
وأظن أنني لن أتمكن من فعل ذلك للأبد
تخيل
أنت تبكي 
والدموع تسقط من عيني
أنت تتوجس
وأنا أتلفت حولي
وهكذا
ثم بلا أي رحمة 
يتوقف قلبك
وأنا أموت.
*

عرفت النجاة أول مرة 
من احتفال أمي
باستيقاظنا
كل يوم.
*

لا أعلم إن كنت ميتًا أو حيًا 
على أي حال
فإن غيابك الكبير هذا 
لا يترك أي مجال للشك 
بأنك هنا 
أو هناك
فأنت على ما يرام.
*

أقع في الحب عادة 
عندما تنتهي الأحاديث التي بيننا
فكرت مليًا 
لا وسيلة أخرى 
أفضل 
من إنهاء علاقة ما
بهذا الشكل.
*

لم يكن إثمنا عظيمًا الى هذا الحد يا الله
كرهنا صوت الغسالات والأئمة في أيام العطل
هل كان هذا سببًا كافيًا لتأخذ منا كل شيء؟
البلاد 
والأحبة
والكهرباء!
*

بماذا علي أن أفكر كلما رأيتك؟
بالنظرة الموحشة في نهاية اللقاء
أو ربما
بالمصافحة الهائلة عند بدايته
ثم وأنت تشرح بيديك عن البؤس في كل مكان
ماذا علي أن أتمنى 
سوى
ألا تشير "صدفة" بإصبعك نحوي
وأنت تتحدث عن الموت.
*

بصعوبة بالغة 
فهمنا كيف جئنا الى هذا العالم
ضحكنا يومها
تغامزنا
وتوبخنا
نحن الذين نرحل بسهولة مخجلة
ومريبة 
كل يوم
إلى احتمالات
فنائنا.
*

لست طيبة إلى هذا الحد يا الله
غير أنني أخشى في موت الأحبة 
ألا أضحك بعد ذلك
أبدًا.
*

لقد مللت من الإلحاح
بأنني وحيدة 
وحزينة
لقد بات الجميع يعلم ذلك
يشيرون بأصابعهم إليَّ
كلما مرت الوحدة في خاطرهم
كلما كسرت قلبهم
وجرحت أعينهم الدموع
سأفكر الآن في طريقة أخرى 
تجعل الآخرين يلتفتون لي 
كلما قال أحدهم نكتة سمجة 
تموت امرأة بكامل بهائها 
من الضحك!
*

لم يترك لنا الموت شيئًا قيّمًا 
انظر 
إنها ساحة الحرب
رؤوس
وأجساد 
ودماء
وخردوات 
وكفوف مفتوحة عن آخرها
أراها مليئة بحظوظ
لا تصلح حتى للبيع.
*

لا تقلق حيال كآبتك
ستنجو بك حتمًا
نحو هاوية ما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أيُّ مجزرة أحمل في قلبي؟

لم يبق مني سوى حزن أمي عليّ