18-أبريل-2017

منال الدويان/ السعودية

شبابيكُ كنزتكِ الفستقيةِ تدخلني في منام الشفـــقْ
وتفاحتانِ على ركبيتكِ تحكّانِ جلدَ الهواءِ فيصهلُ من لهبٍ وشبقْ
ودربٌ طويلٌ أجسُّ نهايتَهُ كلما هبَّ منكِ نسيمُ الرحيلِ
غريبانِ يلتقيانِ على شاطئِ الحربِ 
خاضَ الغريبُ جنونَ الرياحِ بعاصفةِ الأمسِ 
ثمّ رمتهُ الرياحُ على موجةٍ حملتهُ إلى ظلِّ يقطينةٍ 
نبتتْ من ذراعِ الغريبةِ
دربٌ طويلٌ لأنّ جراحي تمدُّ أمامي الطــّـرقْ/
شبابيكُ كنزتِكِ الفستقيةِ تدخلـُني في نقوشِ المساماتِ فيكِ
وتنثرُني في حقولِ الشُعيراتِ فيكِ
وتطفئـُـني عندما أحترقْ /
وشَعركِ لا يفهمُ الإتكيتَ 
تعدّى على مقعدي ويدي
فتعالي لأعرف كيفَ يرفُّ الحمامُ على شجرٍ
قدْ أُحيلَ مزقْ؟
غريبٌ أنا.
فلماذا يدغدغُ شَعرُكِ جذرَ البلاغةِ فيّ
أيعقلُ أنَّ امرأ القيسِ قالَ لجدّتكِ الشعرَ يومًا هنا
وهو يبحثُ عمّنْ يعيدُ لهُ ملكهُ الضائعَ.
أنا صرتُ أيضًا أفتّشُ عن غيمةٍ في النساءِ تعيدُ لي المطرَ الضائعَ/
تطلّينَ من شُرفاتِ الهمومِ
تصبّينَ بالبرقِ نهرَ القصيدةِ
تلتحفينَ بأغنيةٍ مزّقتها مقاماتُ راستِ
تنامينَ فوقَ سريرٍ تشكّلَ من زهرةِ الزيزفونِ
تشدّينَ أوتارَ قلبي بحرفٍ صغيرٍ تمشّى على ريشِ صوتكِ
كوني وجودي لأعرفَ أينَ تخطُّ السماءُ حدودي
وكوني نسيمًا يرددُ صوتي، لتعشقني زهرةٌ بعدَ موتي 
وكوني نهاية هذا النفقْ.
خذيني إلى أيّ ماءٍ يصبُّ بوادي الخيالِ
فماءُ الحقيقةِ مُـرُّ
انشريني على نجمةٍ في الجبالِ
فما عادَ في القلبِ سِرُّ
اقرأيني بصمتٍ عميقٍ ومعنى
فيومٌ من الحبِّ في الحربِ أطولُ من ألفِ يومٍ
من الحبِّ وقتَ السلامْ 
أحبكِ كي لا يموتَ بقلبي الحمامْ
أحبّكِ كي لا يجفَّ بغصنِ الشبابِ الورقْ 
شبابيكُ كنزتكِ الفستقيةِ تدخلني في بساتينِ نخلٍ على قمرٍ يحترقْ.
فمنْ أنتِ، ما اسمكِ، أيُّ قفيرٍ يصبّكِ شهْدًا على فمي المرِّ 
أيُّ مساءٍ يضيئكِ شمعًا على عتْمةِ الشِّعـْـرِ
أيُّ غزالٍ يطاردُ أغنيتي في المساءِ ويصطادها أولَ الفجرِ
دربٌ طويلٌ، فمَنْ ينزعُ القلبَ مني
ويرمي بهِ خلفَ خطوةِ أنثى 
تكهربُ بالمشي كلَّ الطرقْ/
مقعدٌ واحدٌ ساخنٌ فارغٌ بيننا 
والطريقُ طويلٌ فلا تنقذيني من البحرِ فيكِ
دعيني أفتّشُ عمّن دعتْـني إليكِ
لأحلمَ أطولَ مما حلمتُ
وأبصرَ أكثرَ مما رأيتُ
على شفتيها
أحبّكِ كي لا أضيعَ الطريقَ إليها
فـَفيها ترفرفُ روحي كتخطيطِ قلبٍ 
إذا يستقيمُ مخطّطهُ في جهازِ الغرامِ
خفـقْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رسائلي الأخيرة

محاورة عن الحرب