16-أبريل-2017

هنري ميشوكس/ بلجيكا

إلى سيدة المدن.. دمشق 

قليل من دمشق وبقية أنفاس كافية للعيش 
أذكرها تتربع على كتف الحلم 
تنفض الياسمين 
في وجوه العابرين 
قبل أن نتعاطى الرصاص دواءً لأوجاعنا 
مدي ذراعكِ
واقطفي لنا لقاء آخر.

 

إلى من تبقى من الشعراء

أيا رعاة الحروف 
تعالوا لنسرح بآخر غيمتين من نيسان 
كاليتامى 
عيونكم ترقب الطرقات 
أولكم يصدح:
هل من ربيع يطرق شبابيك البلاد؟
وآخركم يتقيأ الحنين على أرصفة بعيدة.

 

إلى الشاهدة الأخيرة في "مقبرة الشيخ عقيل"

ها هي الحرب تأكل وجوه الموتى.. كما الأحياء 
تنهش جدرانكم 
لا ترقدوا 
فإنــــا وإياكم لمتأهبون
هيئوا الرصاص 
حصنوا برزخكم 
ولندافع كلٌّ عن دنياه.

 

إلى جدتي التي لم تفكر بالنزوح

درب الصمود يمر من الوشم أسفل ذقنكِ
أيتها العابرة من زمن الرصاص 
اخبزي اللقاء 
فالجوع أضنانا.

 

إلى من أحببتها ذات شتاء

المسافة لا تقاس بالأمتار بل بالاشتياق 
والوقت يركض يسابق الوقت 
كالزئبق 
تتملصين حتى من أحلامي 
نعم 
ربما سيكون لنا شتاء آخر.

 

إلى بيتنا المؤجر

أتوق لليالي العمياء 
تحت سقف يألفني
ولرائحة الكاز يفوح من فتيل الأيام 
تعالوا 
لننفخ في ناي الربيع 
نجر نهر الأمنيات 
إلى حظيرة الأمل 
عساها تتفتق أشجارنا مواسم عودة.

 

إلى من ركبوا البلم

كيف هي الحياة على الضفة الأخرى؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشتاء ساعة في يد أحد ما

أخشى على الطريق من خطواتي