22-أبريل-2016

مهرجان بوفيه القرود في تايلاند (ستيفان بوتانو/Getty)

تختلف الشعوب فيما بينها في أعيادها التقليدية، بما يتوافق وحضارتها القديمة، والمواريث الشعبية التي وصلت إليها عبر أسلافها، ما يجعلها محط أنظار الشعوب الأخرى التي تحاول اكتشافها.

ترتبط الأعياد التقليدية في آسيا بالأساطير والموروثات الشعبية التي تعود إلى ما قبل الميلاد

ولعل أهم ما يميز القارة الآسيوية في أعيادها التقليدية، أنها مرتبطة بالأساطير والموروثات الشعبية التي تعود إلى ما قبل الميلاد، ما جعلها تكون أقرب للمعتقدات الدينية، في هذه الوقفة التي يمكن اعتبارها بوابة للولوج إلى تفاصيل الأعياد الشعبية الأسيوية، يستعرض فريق "الترا صوت" مع متابعيه، نماذجًا من الأعياد الشعبية التي تحتفل بها القارة الآسيوية.

اقرأ/ي أيضًا: أجمل 6 أعياد شعبية في أوروبا

1 ـ الصين.. عيد الربيع

تحتفل الصين في كل عام بأكثر من عشرين عيدًا، ورثتهم منذ آلاف السنين عن الأجداد، وهناك أعياد يجتمع على الاحتفال بها أكثر من قومية، وأعياد تحتفل بها قوميات محددة.

إلا أن عيد الربيع الصيني الذي يصادف اليوم الأول من الشهر القمري، يحتفل بقدومه معظم سكان الصين، حيثُ يعد من أكبر الأعياد التقليدية في جمهورية الصين الشعبية من ناحية المشاركة. في هذا العيد يؤدي المحتفلون "رقصة التنين المنوّر"، ويقدمون عروضًا تعرف باسم "شيهوا" وهي من العروض التقليدية، ويشاركون في المهرجانات التي ينظمها المعبد، وتمتلئ شوارع مدينة بكين بالزينة والأضواء الملونة.


2 ـ اليابان.. عيد أطفال السومو

لا تختلف اليابان عن جارتها جمهورية الصين الشعبية من ناحية الاحتفال بالأعياد التقليدية، فهي تملك ما يصل إلى 15 عيدًا في العام، مثل "مهرجان نصف العري"، الذي يخرج فيه الناس إلى الشوارع نصف عراة، أو "عيد نثر الفول"، حول المعابد والحقول والمنازل، لطرد الأرواح الشريرة.

لكن يبقى "عيد أطفال السومو"، الرياضة الأكثر شعبية في اليابان، والتي يعود تاريخ بدايتها إلى عام 712 ميلادي، من أكثر الأعياد شعبية في هذه الدولة الشرق آسيوية، لأن هذا المهرجان الذي ينظم في الأول من نيسان/أبريل من كل عام يدمج بين مناسبتين، من جهة تنظيم منافسات العروض السنوية لمصارعة السومو أولًا، ومن جهة يشارك عدد كبير من الأطفال الرضع في المنافسة، بعد تقديمهم لمصارعي السومو.

ويسود في الاعتقاد الشعبي أن الطفل الذي يبكي أولًا يخسر في المسابقة، والطفل الذي يبقى للنهاية دون أن يبكي، سيكون عندما يكبر من الأشخاص الشجعان، الذين لا يعرفون الخوف.


3 ـ كوريا الجنوبية.. الأبيض ويليه الأسود

تحتفل كوريا الجنوبية في الرابع عشر من أذار/مارس من كل عام، بعيد اليوم الأبيض، حيثُ يقوم الرجال في هذا اليوم بإهداء السيدات، نوعًا من الحلوى تعرف باسم "تشوبا تشويس"، والتي تصنف من أكثر أنواع الحلويات مبيعًا في هذا اليوم.

وينتظر الرجال بعد انقضاء هذا اليوم، شهرًا كاملًا، ليحتفلوا في الرابع عشر من نيسان/أبريل، بعيد اليوم الأسود، ويذهب الرجل الأعزب في هذا اليوم إلى أي من المطاعم، ليندب حظه السيئ في الحب، وهو يتناول "المعكرونة السوداء"، أو وجبة من طعام "جاجا نغميون"، بسبب عدم تلقيه قطعة حلوى واحدة خلال العيدين.

اقرأ/ي أيضًا: أعياد بلا قلوب..

4 ـ الفلبين.. مهرجان الطين

تحتفل العاصمة الفلبينية مانيلا في كل عام، بمهرجان الطين، والذي ينظم للاحتفال بذكرى القديس يوحنا المعمدان، حيثُ بدأ الاحتفال بهذا المهرجان لأول مرة عام 1945، بهدف الحصول على المحاصيل الوفيرة، من القديس يوحنا الذي يظن أنه أنقذ أرواح السكان.

في هذا المهرجان، يخرج المحتفلون إلى الشوارع للتعبير عن فرحهم بالرقص والغناء والتراشق بالمياه، ويحمل الأطفال أسلحة المياه البلاستيكية الضخمة، بينما يقوم المزارعون بارتداء المعاطف المصنوعة من ورق الأشجار الجافة، ترميزًا لفقر القديس يوحنا، وبعدها يتجه الفليبينيون إلى حقول الأرز، والكنيسة من أجل الصلاة.


5 ـ تايلاند.. مهرجان بوفيه القرود

في عيد بوفيه القرود بتايلاند، يتم إعداد موائد متنوعة ويقوم السكان بتقديمها للقرود بعد استدعائهم من الغابات المحيطة بهم

تحتفل محافظة لوبوري التايلاندية في الأحد الأخير من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، بعيد بوفيه القرود، ويتم في هذا العام إعداد موائد متنوعة من الفاكهة والحلويات والمشروبات الطبيعية والغازية، يقوم سكان المحافظة بتقديمها للقرود بعد استدعائهم من الغابات المحيطة بهم.

المهرجان الذي نظم لأول مرة عام 1988، هدفه تنشيط السياحة في المحافظة، ويقدم خلاله ما يقارب بين الثلاث إلى أربع أطنان من مختلف أنواع الفاكهة والخضار، التي يتبرع بها التايلانديون للقرود، ويسود اعتقاد في الروايات الشعبية التايلاندية، أن ملك القرود ساعد أحد الأبطال الأساطير "راما"، في أحد معاركه للانتصار على أعدائه، ما جعل من هذا اليوم تقليدًا سنويًا لتكريم القرود على مساعدتهم.


6 ـ عيد النيروز

يحتفل الأكراد في الحادي والعشرين من أذار/مارس من كل عام بعيد النيروز، ويتميز هذا العيد بأنه ينظم في عدد كبير من دول العالم، حيث تتواجد الجاليات الكردية.

ويصادف بدء الاحتفال بهذا العيد مع قدوم فصل الربيع، حيثُ يخرج الأكراد إلى الطبيعة للرقص والغناء واللهو والمرح، وتتعدد الروايات حول أسباب الاحتفال بهذا العيد، إلا أن تاريخه يعود إلى أكثر من ألفي عام، في مناطق آسيا الصغرى والوسطى والغربية.

وتتنوع طرق الاحتفال بين ثقافات الشعوب الآسيوية كل حسب ما وصله من الموروث الشعبي عبر الأجداد، إلا أن ذلك لم يمنع منظمة اليونسكو للتراث العالمي من الاعتراف به رسميًا، وتسجيله في قائمتها اعتبارًا من عام 2009.


اقرأ/ي أيضًا: 

أعياد العراق.. أفراح منقوصة

"عيد الأم".. تغليف الذكورية بالهدايا