25-أبريل-2022
لوحة لـ أوليغ غولوسي/ أوكرانيا

لوحة لـ أوليغ غولوسي/ أوكرانيا

أخبرتهم ألّا ينتظروني

تركت السيارة الحمراء ترحل وحيدة في الليل

والجسد الذي اغتالوا بياضه

 

لم أقطع البركة

تركت الأقدام الكبيرة تجرجر نفسها مثل بول الكلاب

هذا البول الذي يوّسع الشارع

البول الذي يعيد لنا إنسانيتنا

 

كل يوم أعود وحيدًا إلى الحمّام الأزرق

أحفظ مواضع البلاط

الكلس الذي يحفر عميقًا في قلبي

اليد المنسية على الكنبة

جثث الرجال الذين يتمددون فوقي بأنفاس حارة

أراهم كل يوم

مكومين على البسطة

والذباب يتغذى على عيونهم.

 

لست وقحًا

جسدي رطب، ينساب مثل الماء في المجاري

ورقبتي بيضاء

مشعورةٌ مثل فرخ الدجاج

 

أريد أن أدعك جسدي في هذا الروث

أن أنسى المسافة الفاصلة بيننا

أقطّع قدمي الباهتة وأدحشها عميقًا في مكانٍ صلب

 

من يرسم لي طريق العودة إلى البيت؟

من يقفل الشاحنة على صدري حين ينحسر الضوء في الأزقة الباهتة؟

 

أخبرتهم ألّا ينادوا عليّ من بعيد

لأني من بعيدٍ أرحل

يظنونني شبحًا، أقفز وسط الأقمشة البيضاء

كي أجفّ

 

لم أختر ملابسي

تركتها معلّقة على الشاشة

حقائب فارغة تقيلُ فوق حبال الغسيل

 

لست فظًا

لكني أريد حصانًا أمتطيه من أسفل

كي أشعر أني لست مثقوبًا

 

أنا آخر الرجال في عائلتي

كلهم ذهبوا مع السيارة الحمراء

وانتظرتهم

ونسيت أني بلا عائلة.