07-يناير-2022

(Getty Images)

مع نهاية عام وبداية آخر جديد، اعتادت بعض العائلات على إحداث تغييرات شكلية في منزلها، إن كان عبر تغيير الأثاث أو إضافة قطعة جديدة، أو حتى إعادة توزيع وترتيب الأغراض في المنزل، ويحرص هؤلاء الناس عادة على اقتناء قطع مميزة أو مثيرة للإعجاب، أملًا بانعكاس جمال الأثاث على حياتهم، خصوصًا إذا كانت المقتنيات من شركة عملاقة للأثاث كشركة ايكيا، التي فجّرت مفاجأة غير سارّة لزبائنها، بزيادة أسعار منتجاتها في عام 2022، ووضحت الأسباب والنسبة.

آيكيا: سنضطر إلى تحميل زبائننا بعض الزيادات في الأسعار بسبب الكلف المتزايدة للإنتاج

شركة " "Ingka Groupالقابضة والتي تشرف على أكثر من 90% من متاجر ايكيا في العالم قالت "للأسف، للمرة الأولى منذ أن بدأت تكاليف مرتفعة أكثر بالتأثير على الاقتصاد العالمي، سنضطر أن نحمّل زبائننا بعض الزيادات في الكلفة".

وقدّرت الشركة يوم الخميس زيادة أسعار منتجات أكبر علامة تجارية للأثاث في العالم ايكيا بنسبة 9%، بسبب ارتفاع تكاليف النقل (الوقود والغاز والكهرباء) والمواد الخام (الخشب والفولاذ والنحاس).

وتزامنًا مع استمرار انتشار جائحة كورونا، شهدت الشركة طلبًا قويًا على الأثاث لاسيما فترة الحظر وبقاء الناس في منازلهم وقت أطول.

وتابعت الشركة في سياق حديثها عن القرار الجديد "تواصل ايكيا مواجهة قيود كبيرة في مجال النقل والمواد الخام تؤدي إلى ارتفاع التكاليف، مع عدم توقع حدوث انقطاع في المستقبل المنظور"، مضيفة أنها تتوقع استمرار الاضطرابات في عام 2022، وفق ما نقلت وكالة رويترز عنها.

ولفتت مجموعة اينغكا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات المحلية التي تعكس ضغوط تضخمية مختلفة، بما في ذلك السلع وقضايا سلسلة التوريد.

وعن فرق الأسعار للمنتجات نفسها بين الدول، وما ينضوي تحت ذلك من فروقات بتكاليف عمليات النقل والمواد الخام، موقع ألترا صوت قارن بعض هذه المنتجات الموجودة في دولتين مختلفتين، ولاحظ الفرق بالسعر.

فمثلًا يبلغ سعر كرسي ماركة إنغولف أبيض معروض في إيكيا السعودية، 245 ريال سعودي، أي حوالي 870 ليرة تركية بحسب سعر الصرف اليوم، بينما يبلغ سعر الكرسي نفسه في تركيا، حوالي 530 ليرة، أي أن هذا المنتج أرخص في ايكيا تركيا، عن ايكيا السعودية.

التوجه نحو تركيا

لا يُستغرب انخفاض أسعار أثاث ايكيا في تركيا مقارنة بدول أخرى، إذ أعلن المدير المالي لشركة ايكيا في أكتوبر/تشرين الأول الفائت أن الشركة تخطط لنقل المزيد من الإنتاج إلى تركيا لتقليل مشكلات نقص سلاسل التوريد العالمية وزيادة تكاليف الشحن.

وقال كريم نيسل كبير المسؤولين الماليين لوكالة رويترز آنذاك " شركة ايكيا السويدية للأثاث تعتزم زيادة الإنتاجية داخل تركيا.... لقد رأينا جميعًا خلال الوباء أن التنويع مهم جدًا، قد لا تكون استراتيجية جيدة لإنتاج سلع في بلد واحد ثم محاولة نقلها في جميع أنحاء العالم".

وعن تكاليف النقل أردف نيسل "إن تكلفة حاوية من شرق آسيا قفزت من ألفي دولار إلى 12 ألف دولار قبل تفشي كوفيد -19 العام الماضي، ومن المنطقي أن يتم تصنيعها بالقرب من مكان بيعها، لهذا السبب نريد تصنيعها في تركيا"، وحاليًا يتم شحن الأثاث على بعد آلاف الأميال من شرق آسيا إلى الشرق الأوسط والأسواق الأوروبية.

وتمتلك ايكيا سبعة متاجر في تركيا، ثلاثة في اسطنبول وواحد في كل من أضنة وإزمير وبورصة، وتصدّر ثلاثة أضعاف ما تستورده إلى تركيا، حيث تنتج المنسوجات والزجاج والسيراميك والمعادن للتصدير العالمي.

وكانت الشركة ترغب بتحمّل أعباء النقل والإنتاج بمفردها، بحسب ما أعلنت في وقت سابق دون نقل جزء منها للعميل، إلا أن "الاضطرابات" كما سمّتها أدت في نهاية المطاف إلى إشراك الزبائن بتحمّل التكاليف.

وقبل أشهر كشف الرئيس التنفيذي جون أبراهامسون رينج من Inter Ikea، مانح الامتياز العالمي للعلامة التجارية، أن التحدي الأكبر كان إخراج المنتجات من الصين، "حيث كانت السعة محدودة للغاية"، مضيفًا أن النقص في حاويات النقل والموانئ المغلقة تسبب في تعقيد الخدمات اللوجستية لتجار التجزئة في جميع أنحاء العالم.