16-أبريل-2024
طفل ينتظر وجبة طعام في غزة

(epa) طفل ينتظر وجبة طعام في غزة

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه حتى لو انتهى العدوان على غزة غدًا، فإن ذلك لن يساعد بعض أطفال الأراضي الفلسطينية، فقد أودى الجوع وسوء التغذية بحياة ما يقدر بنحو 27 طفلًا. وبالنسبة لمن بقوا على قيد الحياة، فربما يكون وقت تدارك الخسائر الفادحة التي تلحقها المجاعة بالأجساد التي لا تزال قيد النمو قد فات.

نُزهة عوض أم فلسطينية لثلاثة توائم، أنجبت أطفالها مالك وخضر ومصطفى قبل شهرين من العدوان. تحدث للصحيفة بحسرة وهي تصف الوضع الصحي لأبنائها الذين يعيشون معها في خيمة مؤقتة في دير البلح، بعدما نزحوا من مدينة غزة لنفاد الحليب الصناعي والطعام.

وقالت عوض للصحيفة: "يجب أن يكون وزن الطفل في هذا العمر 8 كيلوغرامات، لكن وزنهم 2 كيلوغرام فقط. ليس لديهم أفخاذ بعد. من المفترض في هذه المرحلة أن يبدأوا الزحف والاستعداد للمشي".

وتابعت وهي تشير إلى أطفالها: "هل هذا ذراع طفل عمره 8 أشهر؟ الموت هنا، الموت الموت. الموت بالمعنى الحرفي للكلمة".

وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو إس إيد"، سامانثا باور، إن "المجاعة تحدث بالفعل" في أجزاء من غزة، والناس في شمال القطاع يواجهونها فعليًا منذ مطلع آذار/مارس الماضي.

قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو إس إيد"، سامانثا باور، إن "المجاعة تحدث بالفعل" في أجزاء من غزة، والناس في شمال القطاع يواجهونها فعليًا

وأجابت باور بـ"نعم" على سؤال للنائب الأمريكي الديمقراطي، خواكين كاسترو، في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء، عما إذا "كانت المجاعة تحدث بالفعل في غزة".

وقدر خبراء انعدام الأمن الغذائي المدعومون من الأمم المتحدة في منتصف شهر آذار/مارس أن المجاعة في غزة يمكن أن تبدأ في وقت لاحق من ذلك الشهر ومنتصف أيار/مايو.

وفي الأسبوع الماضي، أصبحت سامانثا باور أول مسؤولة أمريكية تؤكد علنًا أن المجاعة قد بدأت بالفعل في بعض المناطق.

وينتشر سوء التغذية بوتيرة قياسية بين الأطفال، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي. ويعيش أكثر من 90% من الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات على مجموعتين غذائيتين أو أقل - الخبز بشكل رئيسي - دون الحصول على الفاكهة أو الخضار أو الحليب أو البروتينات.

إن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة هم تحت سن 18 عامًا، وقد تلحق آثار المجاعة بأولئك الذين يعيشون على قيد الحياة لبقية حياتهم: إذ لا يمكن لأدمغتهم وأجسادهم، بدون العناصر الغذائية اللازمة للنمو أن تتطور بشكل صحيح، مما يؤدي إلى مشاكل صحية كضعف البصر، وكذلك صعوبات التعلم في وقت لاحق من الحياة.

انهار نظام الرعاية الصحية في القطاع، كما أن نقص المياه والغذاء جعل من المستحيل تقريبًا على الطاقم الطبي تخفيف أعراض سوء التغذية لدى الأشخاص الضعفاء.

وأشارت "الغارديان" إلى أن جيهان أبو الجديان، وهي أم لخمسة أطفال وحامل في شهرها التاسع، لكنها تقف في طابور طويل من أجل الحصول على طعام في دير البلح.

وأضافت الصحيفة أنها تعاني من سوء تغذية حاد، ومن غير المرجح أن يكون جسدها قادرًا على إنتاج الحليب عند ولادة الأطفال. كما أن وضعها الصحي يكشف أن وزن مولودها سيكون منخفضًا عند الولادة، مما قد يتسبب في وفاته.

وقالت أبو الجديان: "منذ بدء الحرب وأنا أتوجه لمؤسسات الغذاء الخيرية. نحن 7 ولا أستطيع العثور على طعام للجميع. الوضع صعب".

وتزعم "إسرائيل" أن المرور اليومي للشاحنات التي تدخل غزة تضاعف منذ مكالمة بايدن-نتنياهو في 4 نيسان/أبريل، ليصل إلى حوالي 400.

ومع ذلك، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، إنه بعد ذروة قصيرة بلغت 246 شاحنة في 9 نيسان/أبريل، تراجعت الأعداد. وانخفض عدد الشاحنات التي تعبر إلى غزة في اليوم التالي إلى 141.

وقد أصبح إيصال المساعدة إلى الأماكن التي تشتد الحاجة إليها في غزة، خاصة النصف الشمالي من القطاع، صعبًا للغاية بسبب الطرق المتضررة، ونقص الوقود، وانهيار النظام العام، وما وصفته وكالات الإغاثة بالعقبات البيروقراطية غير الضرورية التي تفرضها "إسرائيل".

وبحسب الأمم المتحدة، فإن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في التجويع المتعمد.