28-أبريل-2024
فلسطيني وسط الركام والخراب في مخيم النصيرات

(epa) دخلت الحرب يومها الـ205 وسط تزايد عن إمكانية التوصل لصفقة تبادل

دخلت الحرب الإسرائيلية الوحشية المدمرة على قطاع غزة يومها الـ205، وسط تزايد الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سيما من قِبل الإعلام الإسرائيلي.

وأفاد موقع "واللا"، أمس السبت، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، بأن "إسرائيل"، ولأول مرة، أبدت استعدادها لبحث عودة الهدوء المتواصل إلى قطاع غزة بعد تنفيذ أولى مراحل صفقة التبادل. فيما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت، عن مسؤول إسرائيلي، بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أصبح ضمن أقلية تعارض صفقة التبادل، في حين أن معظم قادة المؤسسة الأمنية يؤيدونها.

وقالت الصحيفة، نقلًا عن المسؤول الذي وصفته بـ"الكبير" في الحكومة الإسرائيلية، إن معارضة الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تدفع نتنياهو إلى إبطال إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.

حذّرت وزارة الصحة في غزة من كارثية صحية نتيجة طفح مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات في الشوارع وبين خيام النازحين

ويعارض بن غفير وسموتريتش كذلك عدم اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأنهما هدّدا نتنياهو بالانسحاب من الحكومة في حال عدم اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.

في المقابل، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بإبرام صفقة التبادل وفق القناة الـ12 الإسرائيلية. فيما قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، في بيان، إنه: "على إسرائيل أن تختار: (اجتياح) رفح أو صفقة (مع حماس)"، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

غارات متواصلة وكارثة صحية وشيكة

وفي الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل وتهدئة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة لليوم الـ205 على التوالي، مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا.

وشنّت طائرات الاحتلال، ليلًا، عدة غارات استهدفت بلدتي الزوايدة والمغراقة في وسط قطاع غزة. فيما استُشهد 10 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، جراء قصف طال منزلًا في حي النصر برفح، جنوب القطاع.

وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 34.388 شهيدًا و77.437 مصابًا بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 32 شهيدًا و69 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي سياق متصل، حذّرت الوزارة من أن المياه التي يشربونها أهالي قطاع غزة غير آمنة، حيث قالت في بيان، أمس السبت: "مع توقف مختبر الصحة العامة وعدم القدرة على فحص مياه الشرب وعدم سماح الاحتلال بإدخال مادة الكلور أو أي بديل عنه لمعالجة مياه الشرب من خلال الكلورة، فإن جميع مواطني قطاع غزة يتناولون مياه غير آمنة وتعرض حياتهم للخطر".

وحذّرت، في بيان، من: "انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات في الشوارع وبين خيام النازحين، وانتشار الزواحف والحشرات، في ظل ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة صحية".

استمرار الحراك الطلابي دعمًا لغزة

دوليًا، تتواصل المظاهرات الطلابية في جامعات مختلفة حول العالم، من الولايات المتحدة إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وصولًا إلى اليابان، تضامنًا مع قطاع غزة وتنديدًا بالحرب الإسرائيلية الوحشية المتواصلة على القطاع.

واتسعت رقعة الاحتجاجات لتصل إلى جامعة ماكغيل التي تُعتبر من الجامعات الرائدة في كندا، حيث تظاهر الطلاب تضامنًا مع الفلسطينيين، ورفعوا لافتة كُتب عليها: "لن نسمح لجامعتنا بأن تكون شريكة في الإبادة الجماعية" في غزة.

وطالب الطلاب جامعتهم بإنهاء: "استثماراتها المالية في الشركات التي تدعم الهجمات الإسرائيلية على غزة"، فيما طوّقت قوات الشرطة الكندية الجامعة، التي سبق أن أضرب طلابها عن الطعام تضامنًا مع غزة.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، امتدت احتجاجات الطلبة إلى جامعات نورث كارولينا، وأريزونا، وهارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وغيرها. كما ألهمت هذه الاحتجاجات طلاب جامعات في دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.

ويُعتبر هذا الحراك الطلابي تضامنًا مع فلسطين، الأول من نوعه على مستوى العالم. وإلى جانب التضامن والتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يُطالب الطلاب جامعاتهم بوقف التعامل مع "إسرائيل"، وسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة لها.