29-مايو-2019

من المسلسل (IMDB)

وصل مسلسل "صراع العروش" (Game of Thrones) إلى نهايته بعد ثمانية مواسم تاركًا معظم المعجبين غير راضين عنه. يذهب ليون سيسيليانو، من مجلّة الإنسايدر، إلى أن الأسباب الرئيسية في إثارة استياء العديد من المعجبين هي الآتية..


1- العجلة

بدا أن كل شيء في الموسم الثامن سريع. وما كان يستحقّ ثلاث حلقات لعرضه وإيصاله ضُغط في حلقة واحدة طويلة، ممّا سلبنا إمكانية الاستمتاع بعديد اللحظات المثيرة كما فعلنا سابقًا. فمثلًا، في الحلقة الأولى، امتطى جون التنين ريجالي، ولأن كان ذلك أمرًا جللًا، إلّا أنه مرّ مرور الكرام! لأنه جاء ضمن حلقة شملت لمّ شمل جون ببران وآريا، وإنقاذ ثيون لآريا، ووصول الفرقة الذهبية إلى ويستروس، ومقتل نيد أمبر على يد الوايت واكر، وظهور جيمي لانستر دون سابق إنذار ونظراته المتبادلة مع بران، ومعرفة جون أنه إيجون تارجاريَن. ويستمر المسلسل على هذا المنوال، مما يقود إلى عدم المعالجة الكافية لكثير من الأحداث. وتتضّح الصورة عند مقارنة ذلك بالحلقات من المواسم السابقة، التي تضمّنت حوارات ثقيلة، وبناء للشخصيات، ورتم بطيء.

2- تطوير الشخصيات

أدّت العجلة والرتم السريع إلى خللٍ في تطوير الشخصيات، ما ترك المشاهدين في حالة من الصدمة والارتباك، وحتى من الشعور بالخيانة. قد يقول قائل إن المسلسل ضلّ طريقه من الموسم الخامس (مرحلة الخروج عن نص جورج آر مارتن)، لكن الأمر مختلف مع الموسم الأخير، إذ رُسمت كل شخصية بوضوح وتروٍّ حتى هذه المرحلة، لكن وفي غضون ستّ حلقات تغيّر بعضها إلى ما لا يمكن تخيّله.

خذ دينيرس مثلًا ففي المواسم السبعة بُنيت شخصيتها كواحدة من الأبطال الرئيسيين، إلّا أن ذلك هُدم ودُمّر في الحلقات الثلاث الأخيرة، كان تحوّلها صادمًا، وشعر العديد من المعجبين بالخيانة. لا انتقد منعطف القصة هنا، فإن كان تحوّل دنيريس لـ"الملكة المجنونة" ضروريًا فلا مشكلة، لكن لا يجب أن يكون بتلك السرعة. كان علينا رؤيتها لا تأكل ولا تنام والجنون والعظمة والرغبة في الانتقام تتنامى فيها شيئا فشيئًا، ما قُدّم لم يكن كافيًا، وتصرّفاتها لم تلائم شخصيتها بناءً على المواسم السابقة.

وماذا عن جون سنو، الشخصية التي شغلت الوقت الأطول على الشاشة، واحتوت القصص الأكثر إثارة، ما الهدف من كونه تارجارين؟ كانت تلك المعلومة جزءًا مهمًّا في السرد، لكنها لم تستخدم إلّا كأداة لتبرير انحدار دينيرس جزئيًا نحو الجنون. وكيف طعن جون ملكته في قلبها؟ ألم يعجز عن أداء اليمين الكاذبة لسيرسي قبل المعركة ضد جيش الموتى؟ هل يفترض تصديقنا إمكانية قتله ملكته، المرأة التي أحب، دون محاولة مساعدتها وعدم الاكتفاء بالصراخ عليها؟ ربما نصدّق الأمر لو أخذ مزيدًا من الوقت.

3- لحظات خارج السياق

أكثر لحظات الموسم الثامن تأثيرًا كانت معركة ونترفيل. أي نعم، كانت المعركة مهيبة وجميلة من الناحية السينمائية، لكن لم يكن ما أراده بعض عشّاق المسلسل، وإليكم السبب..

أظهرت الحلقة الأولى أعضاء "نايت ووتش" يتخطّون الجدار ويواجهون وجهًا لوجه الوايت واكر. وقدّم السرد فكرة أن جميع الحروب بين ملوك ويستروس ليست شيئًا مقارنة بالتهديد المتراكم وراء الجدار. فالنايت كينغ صار الشرير المطلق حالما تعرّفنا إليه، وهو قوي بشكل لا يصدّق، ويبدو من المستحيل إيقافه. لذا بدت هزيمته في منتصف الموسم الثامن مخيّبة وخارج السياق، ناهيك عن الطريقة التي حدث بها ذلك، ليس لدي مشكلة مع أن آريا من قتله، لكن الأمر حدث بسرعة، ولم يكن متلائمًا مع التصعيد السابق للمعركة. وهناك لحظات أخرى كموت جيمي وسيرسي، ورحيل الدوثراكي والانساليد، الجيشين اللذين أعدّا لمزيد من الحروب بهدوء في قواربهم، بينما يشاهدون قاتل ملكتهم، أي نعم الزمن يُنسي، لكن ليس بتلك السرعة!

4- ثغرات في الحبكة

كان ينبغي، بما أن الموسم الثامن هو الموسم الأخير، ربط جميع النهايات الفضفاضة وعدم ترك المجال للجمهور بطرح الأسئلة، إلّا أن ذلك لم يحدث، وهاك بعض الأمثلة.

أولًا، جلوس بران على العرش، بقدر ما أحببت شخصيًا ذلك التحوّل، إلّا أن الأمر كان غير معقول نوعًا ما بسبب الطريقة التي حدث بها! ألا يحب تايرون القصص؟ ومن أفضل من بران في ذلك؟ وماذا عن جون سنو وتحوّلاته العظيمة، لمَ لم يتكلّم أحد عنه عندما كانوا يدرسون اختيار الزعيم القادم؟ وماذا عن آريا وسانسا ألم يملكا قصصًا ترشّحهن للزعامة، لكن لمَ لمْ تُذكر أسماؤهما؟ ومن هو أمير دورن؟ وكيف وصل إلى السلطة؟ لماذا لم يعد مهمًّا رغم أهمّيته المواسم السابقة؟

5- شخصيات منسية

كان واضحًا أن بعض الشخصيات لم يكن مقدّرًا لها الوصول إلى المرحلة النهائية للعرض فتم نسيانها تمامًا، مثل:

  • أين جاكن هاجر؟

الرجل مجهول الهوية، وأحد الشخصيات التي درّبت آريا ستارك. الذي سمح لها بالعودة إلى ويستروس في نهاية الموسم السادس، ولم نسمع عنه شيئًا منذ ذلك الحين.

  • داريو نهاريس

كان الحبيب السابق لدينيرس وتُرك في ميرين في نهاية الموسم السادس لمراقبة المدينة، ولم نسمع عنه شيًا منذ ذلك الحين.

  • هل لا زالت إيلاريا ساند في الطابق السفلي؟

في نهاية الموسم السابع، تُركت إيلاريا ساند لمشاهدة ابنتها تموت أمامها في ريد كيب. ولم نرها أو نسمع عنها شيئًا منذ ذلك الحين.

6- أحداث غير واقعية

رغم أن المسلسل يشمل تنانينَ وسحرًا وموتى أحياء، إلّا أن هناك ما كان غير واقعي فيه. فماذا عن حاجة آريا للقفز لقتل ملك ليل، ألا يبدو ذلك سخيفًا؟ وماذا عن عدم رؤية داني لسفينة يورون من ارتفاع نصف ميل؟ وماذا عن تهديد برون لتايرون وجيمي بالقوس، الذي ما لبث أن نُسي بعد حريق كينغز لاندنج؟ ولم لم نر المزيد من إمكانيات بران للتعامل مع النايت كينج ودينيرس؟

7- التغيّرات في الشخصيات الشريرة الرئيسية

شاهدنا من الحلقة الثالثة إلى السادسة ثلاثة أشرار رئيسيين مختلفين: النايت كينج في معركة وينترفيل وسيرسي خلال الحلقة الرابعة والخامسة، وأخيرًا دينيرس في الحلقة السادسة. كان هذا التحوّل السريع بين الخصوم مربكًا بعض الشيء، ولم يساعد ضيق الوقت المتاح في معالجته.

 8- موت الشخصيات

أعتقد أن العرض كان سيكون أفضل مع وفاة عدد من الشخصيات الرئيسية. لكن المسلسل فقد عنصر المفاجأة عند اقترابه من نهايته، حيث قُتلت شخصيات رئيسية مرارًا وتكرارًا، ومع ذلك، بدا واضحًا أن الشخصيات الرئيسية ستستمر في معركة وينترفيل، حيث لا يزال لديها دور تلعبه. لكن لم أكن لأشعر أبدًا بالخطر لو مات جون أو داني أو جيمي أو تيريون أو سانسا في تلك المعركة، وهو أمر لم يكن من الممكن توقّعه في المواسم السابقة.

9- هفوات التصوير

كان مشهد كأس قهوة ستاربكس على الطاولة في مشهد بسيط بعد معركة وينترفيل ممّا لا يمكن نسيانه. وهناك أيضًا قنينتا ماء حديثتان شوهدتا على الأرض في المشهد السابق لتنصيب بران ملكًا. كما لاحظ المشاهدون ذوو النظر الثاقب أن دينيرس كانت ترتدي باروكات مختلفة عند وصولها إلى وينترفيل في الحلقة الأولى.

اقرأ/ي أيضًا:

سلافوي جيجيك.. عن الأنوثة المميتة والخوف من الثورات في"صراع العروش"

في 10 أسئلة.. اختبر معلوماتك عن مسلسل "صراع العروش"