04-يونيو-2016

من فيلم إيدا

في أجمل تعريفات السينما أنها "فن إبهار البشر بالبشر"، ولذلك نجد الكثيرين من عاشقي الفن السابع وفق هذا التعريف حانقين على هوليوود وما تبالغ بإظهاره في أفلامها، ما يجعل بعض أفلامها الجماهيرية تكاد تكون خالية من مشهد واحد حواري مؤثر ومعبر ويكون الفيلم عبارة عن أكشن وتفجيرات وجرافيكي. 
 
هؤلاء ومن على شاكلتهم ممن لهم مآخذ على السينما الأمريكية قد يجدون ضالتهم في السينما الأوروبية، أو على الأقل في إحدى موجات القارة العجوز صاحبة جيل من المخرجين أصحاب الموجات التثويرية في حقل الفن السابع، والتي ما زالت إلى حد بعيد محافظة على هذا البعد في أفلامها، ولهؤلاء نرشح سبعة من أجمل الأفلام الأوربية خلال السنوات الخمس الأخيرة، والتي حظيت بمتابعة وتقدير من جهة النقاد محققة عشرات الجوائز، لتصبح رسمياً من أجمل الأفلام التي يتابعها المشاهدون في العالم.  


 
1- حب (Amour) 

من أجمل الأفلام الفرنسية التي صدرت في السنوات الخمسة الأخيرة. يحكي فيلم Amour قصة زوجة مسنة مصابة بسكتة دماغية تدعى "آن"، وزوج محب مسن يرفض إدخال زوجته لمصحة علاجية ليتولى رعايتها بنفسه يدعى "جورج". هكذا تدور قصة فيلمنا للكاتب والمخرج مايكل هاينيكي، لنتابع فيها واحدة من أجمل قصص الحب غير التقليدية. تم ترشيح الفيلم لأكثر من 70 جائزة ومن أبرزهما السعفة الذهبية في مهرجان كان، وجائزة أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار، وهو من أجمل الأفلام الرومانسية الفرنسية. 


 
2- الصدأ والعظام (Rust and Bone) 

أحد أجمل أفلام الدراما الرومانسية الفرنسية أيضاً وهو للمخرج والكاتب جاك أوديار. الفيلم يحكي قصة حب غير معتادة بين تلك الفتاة التي تفقد أرجلها خلال حادثة عمل كمدربة دلافين، وبين رجل متشرد فقير يشترك ويفوز في مسابقات مصارعة الشوارع لكي يتمكن من الإنفاق على نفسه وعلى ابنه الصغير. والفيلم مستوحى من مجموعة قصص قصيرة بنفس العنوان للكاتب الكندي كريج دافيدسون. رشح الفيلم لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2012، وقد تلقى الكثير من الثناء والإعجاب بعد عرضه في المهرجان، حيث صفق المشاهدون واقفين بعد انتهاء العرض لمدى عشر دقائق كاملاً تعبيراً عن الإعجاب الكبير بالفيلم، وربما يكون هذا دليلاً عملياً على أنه واحد من أجمل الأفلام الأوروبية في السنوات الأخيرة. 


 
3- المنبوذون (The Intouchables) 

فيلم دراما كوميدي فرنسي، احتل  المرتبة الثالثة كأكثر فيلم أجنبي تمت مشاهدته أكثر من أي وقت مضى، وكأحد أجملام أفلام السينما الفرنسية، كما احتل المركز الأول لمدة 10 أسابيع متتالية في دور العرض الفرنسية ليصبح بعد ذلك الفيلم الأكثر مشاهدة في فرنسا لعام 2011. وقد نال الفيلم العديد من الجوائز ودخل في العديد من الترشيحات المحلية والأجنبية، واحتل مرتبة مهمة في مواقع نقد الأفلام وتقييمها ليحل في قائمة أجمل الأفلام في العام 2011. 

الفيلم يحكي قصة حقيقية لشخص ثري قعيد يائس "فيليب"، وخادمه الفقير "إدريس" والذى يقوم برعايته، ليقوم كل منها بتغيير حياة الآخر بشكل كامل، خاصة بعد أن ساعد إدريس على إعطاء الكثير من الحياة والأمل لفيليب. وقد بلغ الإعجاب بالفيلم حدّ أنه تم الحصول على حقوقه لإعادة تمثيله باللغة الإنجليزية عام 2013، وباللغة الهندية عام 2014، ليصبح الفيلم من أجمل الأفلام ليس أوروبيا وحسب بل وعالمياً أيضاً. 


4- الجلد الذي أعيش داخله (The Skin I Live In) 

من أجمل الأفلام الإسبانية هذه المرة. تدور أحداث هذه المأثرة السينمائية المسرحية التي صدرت عام 2011 حول جراح التجميل العبقري الذى تسببت أحداث أليمة في دفعه لاختراع نوع جديد من الجلد الاصطناعي والذي يصمد أمام أي دمار، وامرأة غامضة متقلبة المزاج تمتلك مفاتيح أفكاره وهواجسه. الفيلم من بطولة أنطونيو بانديراس وإلينا أنايا، ويبقى ذكر أن خلف مشاهد الشريط عين المخرج الراسخ بيدرو ألمودوبار. الفيلم مستوحى من رواية للكاتب الفرنسي ثيوري جونكويه. وقد وصف الفيلم بأنه فيلم "مرعب بلا صراخ ولا عويل". رشح الفيلم للعديد من الجوائز منها جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي. وربما تجدر الإشارة إلى أن بيتر برادشو، الكاتب وناقد الأفلام الإنجليزي الشهير، قد قيم الفيلم ومنحه أربعة نجوم من أصل خمسة، ونادراً ما يفعل برادشو ذلك، وهذا يعني أننا أمام واحد من أجمل الأفلام على الإطلاق. 


5- إيدا (Ida) 

جوائز عديدة رشح اليها الفيلم البولندي "إيدا" الذي صدر عام 2013 وعلى رأسها بالطبع تشرحه لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم اجنبي. الفيلم من إخراج باول باوليكويسكي، وتدور أحداثه خلال ستينات القرن الماضي حول آنا (أجاثا ترزيبوتشوسكا) تلك الفتاة البولندية التي تنضم لدار للرهبان، لتكتشف قبل قطعها لوعود الرهبنة سرًّا يعود تاريخه لأيام الاحتلال النازي لبولندا، وهو السر الذي يغير قرارتها تمامًا. يعد الفيلم من أجمل أفلام "الطريق" أو أفلام المسار، ووصف الفيلم بأنه يضم "عوالم من الندم والألم والعنف". يعد فيلم IDA من أجمل الأفلام الأجنبية والبولندية وقد رشح للعديد من الجوائز الأوروبية والعالمية، ونال جائزة أفضل فيلم بولندي صدر عام 2013. 


6- يومين وليلة واحدة (Two Days, One Night) 

ليس مصادفة أن يحتل فيلم Two Days, One Night مكانة مهمة من بين أجمل الأفلام الأجنبية التي صدرت مؤخراً. فهو فيلم بلجيكي/فرنسي صدر عام 2014 من إخراج جان بيار داردين ولوك داردين وكتابة جان بيار داردين ولوك داردين، وبطولة النجمة الشهيرة والجميلة ماريون كوتيار. الفيلم يحكي قصة "ساندرا"، تلك الزوجة الشابة التي يساعدها زوجها على التخلص من اكتئابها ويدفعها للمقاومة، خاصة مقاومة مديرها في العمل، وذلك بإقناع كل زملائها خلال أسبوع بالتنازل عن مكافآتهم التى سيحصلون عليها من العمل في مقابل احتفاظها بوظيفتها. لنتابع خلال قصة الفيلم سعيها الدؤوب لمقابلة كل زملائها وشرح حالتها لهم. نافس الفيلم في مهرجان كان السينمائي عام 2014، وحاز في العام ذاته على جائزة مهرجان سيدني للأفلام. حقق الفيلم أرباحاً تجاوزت عشرة ملايين دولار أمريكي، وهي أرباح جيدة لفيلم قصير متواضع الميزانية كهذا الفيلم الذي حقق شهرة كبيرة بوصفه أحد أجمل أفلام الدراما الأوروبية المشتركة. 


 
7- الصيد (The Hunt) 

كيف يمكن لبلدة كاملة أن تظلم رجلاً؟ هذا ما يحاول فيلم "The Hunt" الصادر عام 2012 للمخرج توماس فينتربيرج شرحه من خلال قصة لوكاس (مادس ميكيلسن)، هذا المدرس الذي تتحول حياته رأسًا على عقب بعدما تتهمه طفلة بالتحرش بها. الأمر الذي يجعل الجميع يكرهونه ولا يصدقون دفاعه عن نفسه ويتسبب في خسارته لكل شيء. نافس هذا الفيلم الدنماركي في مهرجان كان السينمائي عام 2012 وحاز بطل الفيلم مادس ميكلسن على جائزة أفضل ممثل في ذلك العام عن أدائه في هذا الفيلم، كما رشح الفيلم عام 2013 لجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي. وقد حصل الفيلم على تقييم عال جداً في موقع تقييم الأفلام العالمي الشهير روتن توميتوزوصل إلى 94%، وهذه إشارة مهمة إلى أن هذا الفيلم من أجمل الأفلام الأجنبية العالمية التي صدرت مؤخراً في أوروبا. 

 

8- جراد البحر (The Lobster) 

للمخرج والمنتج اليوناني يورغوس لانثيموس، عمل عليه وأصدره في الـ2015، ليرصد قصة غرائبية ديستوبية تقع في منتجع ما، يُعنى بإعادة توجيه الآرواح ويضيء على أفكار تتعلق بالتناسخ، كتلك التي تتمحور في عدد من الأفكار الدينية الشرقية حول مآلات الروح، تميز العمل بدقة رصد تفاصيل انفعالات الشخصيات، توفير مساحة وافرة على التوقع وتحقيق المفاجأة بإجابات أو تسلسل مشهدي غرائبي، خاصة في ظلال الرحلة نحو الذات ومنهجيات التحقق من الأفكار/القناعات/العقائد، وبالتالي المشاعر، إن بقي لها من مكان في عالم بالغ الشفافية والتعقيد في آن وفق ما رصدته عدسة العمل. رشح الفيلم لجائزة السعف الذهبي في مهرجان كان السينمائي عام 2015 واحتل مكانة مهمة من بين أجمل الأفلام الأجنبية في ذلك العام، حيث رشح للعديد من الجوائز العالمية المهمة. 

 لشخصيتي العمل الأساسيتين جهد بارع يذكر على مر الفيلم، فقد كأن أداء كولن فارييل ورايتشل وايز أدق وأبرع ما يمكن أن يتوفر لسيناريو مشابه للذي وضعه لانثيموس، خاصة أنه أول أعماله بالإنجليزية، على الرغم من عالمية أدائه في أعمال سابقة آنس بها الشاشة الكبيرة طوال مسيرته. 

اقرأ/ي أيضًا: 

أودري تاتو.. من هو الفنّان؟

3000 ليلة.. نسوية الحركة الأسيرة