أعادت احتجاجات مدينة السويداء جنوب سوريا المستمرة منذ 7 أيام، والمظاهرات التي شهدتها مناطق مختلفة في شمال وجنوب سوريا قبل يوم أمس الجمعة؛ بدايات الثورة السورية التي راهن كثيرون على أنها انتهت مرةً حين سيطر نظام الأسد على مساحات واسعة من البلاد بمساعدة روسيا، وعبر سياسة الأرض المحروقة، ومرة أخرى حين طبّعت بعض الدول العربية علاقتها معه.
تُضيف احتجاجات السويداء فصلًا جديدًا لسيرة هذه الثورة التي شهدت تحولات هائلة منذ انطلاقها قبل أكثر من 12 عامًا. وهي تحولات تطرح الكثير من الأسئلة حول واقع الثورة ومآلاتها المحتملة.
في هذا المقال 5 كتب عن الثورة السورية التي تتناولها من جوانب وزوايا مختلفة تُساعد على فهم أسبابها ومساراتها ومآلاتها.
1- سورية: درب الآلام نحو الحرية
"سورية: درب الآلام نحو الحرية" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2013) للمفكر العربي عزمي بشارة، هو أعمق وأشمل ما كُتب عن الثورة السورية في سنواتها الأولى، أي بين عامي 2011 – 2013. وقد جمع بشارة من أجل فهمها ودراستها بين التأريخ والتوثيق وعلم الاجتماع والاقتصاد والعلوم السياسية والعلاقات الدولية ومجالات أخرى.
يبدأ المفكر العربي الكتاب باستعراض حصيلة العقد الأول من حكم بشار الأسد، ويشخص طبيعة نظامه عبر البحث في بيئته وخلفياته وسلوكياته، ثم يتحدث عن بداية الحراك الشعبي والطريقة الوحشية التي تعامل بها النظام معه، وصولًا إلى تحوّله لثورة مسلحة وما ترتب على هذا التحوّل.
2- عطب الذات: وقائع ثورة لم تكتمل
يُعد كتاب "عطب الذات: وقائع ثورة لم تكتمل" (الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2019) للمفكر السوري برهان غليون، من الكتب المهمة والأساسية لفهم تجربة العمل السياسي للمعارضة السورية. فالكتاب ليس تأريخًا للثورة وإنما قراءة ذاتية للتجربة السياسية في الثورة السورية، وشهادة عن تجربة المعارضة السياسية، والمجلس الوطني الذي يستعرض غليون، وهو أول رئيس للمجلس، كواليس تأسيسه والخلافات التي دارت في أروقته بين التيارات والأحزاب المشاركة فيه. وما يخلص إليه الكتاب، في أحد جوانبه، أن المعارضة افتقرت للعمل السياسي الحقيقي لأسباب عديدة منها أنه لم يكن لها من الأساس تجربة سياسية في ظل الواقع القمعي الذي كان مفروضًا على البلاد.
3- الثورة السورية وبيئتها الدولية
يستعرض الكاتب السوري الراحل ميشيل كيلو (1940 – 2021) في كتابه "الثورة السورية وبيئتها الدولية" (دار الجديد، 2022) المواقف والتدخلات في سوريا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وإيران، والدول الأوروبية، وتركيا، وبعض الدول العربية. ويقدّم في هذا السياق رؤيته لما حدث في سوريا منذ اندلاع الثورة وصولًا إلى عام 2020 من خلال تناول أحداث معينة وفارقة في تاريخها، ودراسة سياسات الولايات المتحدة تجاه سوريا وثورة شعبها التي يحمّلها مسؤولية إجهاضها، وكذا الدور الروسي الذي حوّل الثورة إلى حرب، إلى جانب سياسات ومواقف دول أخرى أثّرت في مسار ومصير الثورة السورية.
4- تدمير سورية: كيف نجحت استراتيجية الأسد أو نحرق البلد؟
يبحث كتاب "تدمير سورية: كيف نجحت استراتيجية الأسد أو نحرق البلد" (دار رياض الريس، 2022) للأكاديمي السوري رضوان زيادة في العوامل التي اتبعها نظام بشار الأسد لضمان بقائه في السلطة، والقائمة على القتل والتدمير والتهجير وتغيير الواقع الديموغرافي للبلاد بهدف بناء مجتمع متجانس دائم الطاعة والولاء. وقد حدَّد زيادة هذه العوامل في استخدام سلاج الجو، والحصار، والمجازر المرتكبة على أساس طائفي أو جنسي، والنزوح والتهجير القسري، بالإضافة إلى تدمير الممتلكات الخاصة لحرمان اللاجئين من العودة.
5- التراجيديا السورية: الثورة وأعداؤها
ينطلق كتاب "التراجيديا السورية: الثورة وأعداؤها" (منشورات المتوسط، 2016) للمفكر السوري سلامية كيلة (1955 – 2018) من عدة تساؤلات مثل: هل نفهم الثورة السورية بذاتها، أو نفهمها عبر انعكاسها الخارجي، ومواقف القوى الخارجية منها؟ هل نفهمها كنتاج تكوين اقتصادي طبقي داخلي أو كانعكاس لسياسات الآخرين، وللأوضاع الدولية؟ من أجل فهم الثورة التي يتساءل عما إذا كانت نتيجة طبيعية لتفاقم الصراع الطبقي على ضوء التمايز الهائل بين أقلية يقول إنها نهبت ومركزت الثروة بيدها، وأغلبية أُفقرت. وذلك إلى جانب استعراض واقع السوريين وظروفهم المعيشية قبل اندلاع الثورة السورية، وتقييمه لأداء المعارضة السياسية.