28-يوليو-2019

من فيلم أحلام لـ كيروساوا (IMDB)

ألترا صوت - فريق التحرير

ثمة خطب تطالعنا على الشاشة أثناء الفرجة على فيلم أو مسلسل فتعيدنا إلى زمن آخر، زمن المسرح، حيث تشعر أن الممثل يقف أمامك وجهًا لوجه، كاسرًا كل الحدود التي تصنعها الشاشات. قد لا تكون الخطبة خطبة بالمعنى المعروف، ففي لحظات معينة قد تكون مونولوجًا للشخصية، لكن الشكل الذي تصلنا به تشعرنا أنها خطبة تترع بالحكمة والتبصّر وطول التفكير.

تأخذ الخطب التي تمر بنا في الأفلام أو المسلسلات شكلًا شعريًا في كثير من الأحيان، لأنها تتضمن غالبًا فكرة العمل ككل، أو تصوّر هذه الشخصية عن نفسها ومصيرها.

هنا 4 خطب لا يمكن نسيانها.


1- من خطبة شارلي شابلن في "الدكتاتور العظيم": لن تموت الحرية

لا أريد أن أكون إمبراطورًا، فهذا ليس من شأني. لا أريد أن أحكم أو أقهر أحد، ولكنّني أحبّ أن أساعد الجميع بقدر ما أستطيع، يهودي أو غير يهودي، أسود أو أبيض، كلّنا يجب أن نساعد بعضنا البعض، فهكذا بدأت الإنسانية.
كلنا نريد أن نحيا حياة سعيدة بجانب سعداء آخرين، لا بجانب بؤساء أشقياء. لا نريد أن يكره ويحتقر ويبغض كلٌّ منّا الآخر، لأنّ في هذا العالم يوجد متّسع لكلّ شخص، والأرض غنية وتكفي الجميع أيضًا. طريقة حياتنا يمكن أن تكون حرة وجميلة، ولكنّنا فقدنا الطريق.
لقد طوّرنا السرعة ولكنّنا لم نتحرك. الماكينات التي تمنحنا الرفاهية، تركتنا محتاجين، والعلم جعلنا مختالين نحتقر الآخرين. مهارتنا قاسية ونستخدمها بوحشية. نفكّر كثيرًا ونادرًا ما نشعر. ولكنّنا نحتاج للإنسانية أكثر من الماكينة. وأكثر من المهارة نحتاج للتعاطف والمودة، بدون ذلك ستصبح الحياة أكثر عنفًا، وسنضيع جميعًا.
الطائرة والراديو جعلتنا أكثر قربًا من بعض. إكتاف هذه الاختراعات كانت لرفاهيتنا جميعًا، لتقربنا أكثر، ولتجعل حياتنا أكثر إخاءً، ولتوحّدنا جميعًا في هذا العالم. صوتي الآن يصل لملايين الناس حول العالم، الملايين من المحبطين، رجالًا ونساءً وأطفالاً، ضحايا النظام الذين يُعَذّبون، والبريئون الذين يعتقلون أيضًا، لهؤلاء الذين يصل لهم صوتي أقول لهم: لا تُحبطوا.
البؤس والشقاء الذي نحياه الآن نتيجة الجشع والنهم، والمرارة التي يشعر بها من يعيش في الخوف من تطور البشري. الكراهية لدى الناس ستختفي، والزعماء الدكتاتوريون سيموتون، والقوة التي تمّ سلبها من الشعوب، ستعود لهم، ومهما مات الناس لن تموت الحرية.

 

 

2- من خطبة الكولونيل في "عطر المرأة": اللعنة عليكم 
"أنت لا تعرف ما هو خرق القانون حضرة المدير، وكنت لأريك ذلك لولا سنّي، لو لم أكن متعبًا وضريرًا. لو كنت الرجل الذي كنته قبل خمس سنوات، كنت أحرقت المكان برمّته. مخالف للقانون؟ مع من تحسب نفسك تتكلم بحقّ الجحيم؟ لقد مررت بالكثير في هذه الحياة لعلمك. كنت أبصر، ولقد شهدت الكثير، هؤلاء كأولئك، وأولاد أصغر منهم أيضًا، أذرعهم ممزقة وسيقانهم مبتورة. ولكن هذا ليس كمشهد روح ممزقة، لأنّ ذلك لا يوجد ما يمكن أن يعوضه. أنت فقط تحسب أنّك سترسل هذا الجندي الذي ظلّ صامدًا حتّى آخر لحظة إلى دياره وهو يجرّ أذيال الخيبة، لكنّني أؤكّد لك، بأنّك حكمت على ضميره بالإعدام. ولماذا؟ لأنّه ليس جديرًا بأن يكون من "بيرد"؟ يا طلاب هذه المدرسة، أنت تجرحون هذا الفتى، وكثيرون منكم سيصبحون فشلة مدرسة "بيرد". ويا "هاري" و"جيمي" و"ترينت"، أينما كنتم هناك، اللعنة عليكم أنتم أيضًا".

"لم أنته بعد، وأنا بصدد دخولي إلى هذه القاعة سمعت هذه العبارات؛ مهد الزعامة. حسنًا، عندما ينكسر غصن الشجرة، يسقط المهد، وهذا المهد قد سقط هنا. لقد وقع هذا المهد، صنّاع الرجال، صانعو الزعماء. احذروا أي نوع من الزعماء تنتجونهم في هذه المدرسة. لا أعرف ما إذا كان صمت "تشارلي" هو عين الصواب أم عين الخطأ. لست بقاضٍ ولا من المحلّفين، لكنّني أستطيع أن أقول لكم هذا، لن يبيع ضميره لكي يشتري مستقبله. وهذا يا أصدقائي ما يسمى بالأمانة. هذا ما يسمى بالشجاعة، وهذا ما يجب أن يصنع منه الزعماء. الآن وقد أتيت لمفترق الطريق في حياتي، كنت أعرف دومًا ما هي طريق الصواب، من دون أي استثناءات، لكنّني لم أسلكه قط. أتعرفون لماذا؟ لأنه طريق صعب وشاق".

 

3- خطبة العجوز في "أحلام": سرّ التعاسة

العلماء أكثر الناس ذكاء، لكنّهم لا يفهمون جوهر الطبيعة، إنهم يخترعون الأشياء التي تجعل الناس تعساء في النهاية، والغريب حقّاً أنهم فخورون بذلك.
 

 

4- خطبة تيريون لانستر في "صراع العروش": مذنب بكوني قزمًا

- أبتي، أرغب بالاعتراف. لقد أنقذتكم، لقد أنقذت هذه المدينة، وأنقذت حياتكم البائسة. كان ينبغي أن أترك "ستانيس" يقتلكم جميعًا. أنا مذنب، هل هذا ما تود سماعه؟
- هل تعترف بتسميمك الملك؟
- لا أنا بريء من هذا. أنا مذنب بجرائم أكثر وحشية، أنا مذنب بكوني قزمًا
- أنت لا تحاكم على كونك قزمًا
- بل أنا كذلك. لقد كنت أحاكم من أجل هذا طيلة حياتي بأكملها
- هل لديك شيء تقوله للدفاع عن نفسك؟
- لا شيء غير هذا، أنا لم أفعلها، لم أقتل جوفري، ولكنني أتمنى لو فعلت. أن أرى ابن الزنا يموت أمامي يجعلني مرتاحًا أكثر من أن أرى ألف عاهرة تكذب أمامي. أتمنى لو كنت الوحش الذي تظنونني إياه. أتمنى لو كان لدي سم كافٍ من أجلكم جميعًا، سوف أضحي بحياتي، بكل سعادتي، لأشاهدكم وأنتم تبتلعونه. لن أضحي بحياتي بتهمة قتل جوفري، وأعلم أنني لن أحظى بالعدل هنا، لذا سأدع الآلهة تقرر مصيري. أطال بمحكمة عن طريق القتال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رمزية اللباس في "La Casa de Papel".. سلفادور دالي والبزّات الحمراء

"الآلهة الأمريكية": لماذا تكتسب قصة عن الآلهة القديمة دلالة في الوقت الحاضر؟