31-يوليو-2015

غلاف الألبوم

خمس أغانٍ أطلقها الموسيقي السوري مجد الحموي على الإنترنت، ضمن ألبومه الموسيقي الأول يا لطيف، بصوت كل من عفراء باطوس وفادي الحموي. الألبوم الذي رأى النور أخيرًا انتظر أكثر من أربع سنوات، بدأت مع انطلاق الحراك الشعبي في سوريا.

تواكب موسيقى مجد الحموي الكلام، وتُظهر ما في النص من تعب

بدأ مشروع مجد الحموي في دمشق بتسجيل "يا طول" في استديو الفنان محمد آل رشي الذي اعتقل لاحقًا فتوقف المشروع، قبل أن يتم اعتقال عفراء باطوس، وعازف العود باسل طباخ الذي ما زال غائبًا في معتقلات مخابرات النظام السوري.

دفعت هذه الأحداث مجد الحموي إلى مغادرة دمشق باتجاه بيروت، والعمل من جديد على إعادة توزيع وكتابة أغاني "يا لطيف"، بانتظار فرصة لتسجيلها، وهو ما حدث بعد اجتماع المغنيين عفراء وفادي، والتعاون الذي قدّمته مؤسسة شباك أمل.

تبدأ الأغنية الأولى، والتي حمل الألبوم اسمها بـ"يا لطيف بعد الخريف، ع شي مواطن صالح، ع شي رئيس نضيف". الأغنية التي جاءت مزيجًا من أنواع موسيقية مختلفة، هي الوحيدة التي يغني فيها مجد الحموي في الألبوم، كما يقول لـ"ألترا صوت"، ويضيف مجد الحموي: "ربما اختلف الظرف الآن بالنسبة لكلمات الأغنية، فقد كنت مترددًا في إدراجها ضمن الألبوم، لكن على اعتبار أنها توثق مرحلة بداية الثورة السورية، وتتالي خطابات النظام، عدت وأدرجتها لأنّ هذا ما كنت أشعر به حينها، فلماذا أنكره؟". أما الأغنية الثانية "حامي الحمى"، سُجّلت مرتين، مرة بصوت عفراء باطوس، بأسلوب الفولك البسيط ومرافقة غيتار مجد، والنسخة الثانية بصوت فادي الحموي، مع توزيع جديد بأسلوب السوفت روك. هكذا تواكب موسيقى مجد الكلام، وتُظهر ما في النص من تعب.

الأغنية التي تقول: "يا حامي الحمى، لا ديابك ترعبنا، ولا كلابك تحرسنا، ولا الموت راح يخرسنا"، كُتبت على فترات متباعدة، وأخذت أكثر من شكل موسيقي وتوزيعات مختلفة، وقُدمت للجمهور في عدة حفلات في بيروت. يقول الحموي: "إنها رفيقتي التي أوحى لي بها كل دكتاتوريات الأرض، على امتداد وجه البسيطة. قد تبدو الأغنية مهادنة للظلم في البداية، لكنها في نهايتها تحمل تحديًا واضحًا لا يقبل المساومة".

يبقى الإنتاج الموسيقي هو المشكلة الأكبر التي تواجه الفرق والموسيقيين الذين ولدوا من رحم الثورة، بحيث تؤخر إنتاجهم وتبقيها أسيرة الحفلات أو التسجيلات البسيطة في بعض الأحيان، وهو ما يعيق وصول رسالة تلك الأغاني الى جمهور أكبر، ويؤثر سلبًا على معنويات الموسيقيين الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه ما تتعرض له بلادهم.

مجد الحموي الذي درس الفنون الجميلة في دمشق، والموسيقى في معاهدها، يرى أن تسجيل أغنيات ألبوم "يا لطيف" كانت بمثابة مسؤولية تجاه الوقت والتعب والذاكرة من جهة، وتجاه الأصدقاء الذين رحلوا أو غابوا في المعتقلات الطاغية بعدما شاركوه أغاني الألبوم. لكنه يرى أن تفاعل الناس مع الأغاني في الحفلات، هو ما يجعله مستمرًا مهما كانت ظروف الإنتاج صعبة.