30-أكتوبر-2017

الشاعر السوري ياسر خنجر

يعدّ الشاعر السوري ياسر خنجر واحدًا من أبرز الأصوات الشّعريّة في الجولان السوري المحتل، إذ يتفرّد بلغة شعريّة مُستمدّة من معايشة واقع الاحتلال والاعتقال في السجون الإسرائيلية لسنوات عديدة.

صدر ديوانه الأول "طائر الحريّة" (دار الفارابي، 2003) أثناء اعتقاله. بالإضافة إلى مجموعتين صدرتا لاحقًا هما: "سؤال على حافة القيامة" (مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة في الجولان، 2008)، و"السحابة بظهرها المنحني" (دار راية للنشر والترجمة، 2014).


  • من بين كلّ الأجناس الأدبيّة، لماذا وقع اختيارك على الشّعر ليكون نقطة بداية؟ وبرأيك؛ ما الذي يميّز الشّعر عن بقية الأجناس الأخرى؟

لم تكن البداية اختيارًا، أول القصائد كتبتها وأنا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم تكن الموسيقى على سبيل المثال متاحة ولا الفنون البصرية، فكتبت مدفوعًا برغبة نقل صوتي وأصوات رفاقي في تلك العتمة إلى الضوء الذي ينتشر خارجها حيث الحياة التي نحلم وننتظر. العثور على أدواتٍ ممكنة ليس محض اختيار إنما وفقًا لظروف التكوين الأولى هنالك ما قد أسميه تلقائية جعلت من الشعر وسيلة لتحقيق انتصار على جدران الزنزانة، التي تسعى إلى منع السجناء عن الحضور في مساحة المجتمع الطبيعية ومشاغلها، لم يكن السؤال عن النوع الأدبي أكتبه حاضرًا، ولا أنا ألححت في استحضاره أو البحث عنه طالما كنت قادرًا من خلال كتابة الشعر على إيصال صوتي إلى ما هو أبعد من عتمة تحاول اغتياله، وما يميز الشعر في الحالة هذه هي قدرته على الحضور متحررًا من تفاصيل الوقت إن هو استطاع ملامسة المساحة المشتركة ما بين القصيدة والقارئ.

ياسر خنجر: وصول القصيدة إلى القارئ يتعثر بثلاث مركّبات: الشاعر وقصيدته أولًا، الناشر ثانيًا، والقارئ ثالثًا

  • يقال بأنّ مقروئية الشّعر تتراجع في الوطن العربي، وذلك إثرَ توجّه القرّاء إلى الرواية بعد هيمنتها على المشهد الأدبي، برأيك؛ ما هي العوامل التي ساهمت في خفض مقروئية الشّعر عربيًّا وربّما عالميًّا؟ ولماذا هيمنت الرواية على المشهد الأدبي دون غيرها؟

وصول القصيدة إلى القارئ يتعثر بثلاث مركّبات: الشاعر وقصيدته أولًا، الناشر ثانيًا، والقارئ ثالثًا. وظيفة الشاعر في كونه مُنتجًا أو مبدعًا تنتهي لحظة إتمام القصيدة، في حين لا تنتهي هنا وظيفته كفاعلٍ ومؤثر اجتماعي، حيث عليه أن يجد لقصيدته طريقًا إلى القارئ هي دار النشر التي ستحمل على عاتقها إيصال هذا المنتج إلى غايته، فالقارئ هو الحلقة الأخيرة في هذا المسار. أعتقد أن تحوّل لغة الشعر إلى التعقيد والتركيب جعلت منها في صيغة ما لغة نخبوية تُحاكي كاتبها أولًا ومن ثم تتقاطع مع عدد أقل من القراء مما جعلها تفقد انتشارها مع فقدان النقاط المشتركة بينها وبين القراء. يُضاف إلى ذلك أن الرواية العربية فتيّة في عمرها وما زالت تحتمل أن تشغل مساحات كثيرة جدًا في الشأن الأدبي مما يمنحها قوة لمزاحمة القصيدة في الانتشار. أنا شخصيًا لا أنظر إلى الأمر على أنه منافسة بين القصيدة والرواية بقدر ما هو منافسة على الوصول إلى القارئ، يكفي أن يصل الأدب الجيّد، رواية كان أم قصيدة، كي يساهم في تعزيز الذائقة وتطويرها وبالتالي تفرض على الأدباء تطوير أدواتهم في اللغة.

اقرأ/ي أيضًا: تيسير خلف.. تدمر أكبر من مجرد آثار

  • تمثّل، بين قليلين، الأدب الجولاني عربيًّا، في ظلّ غياب ملحوظ للجولان في المشهد الأدبي، ماذا يعني هذا الأمر لك؟ وبرأيك ما هي العوائق التي تحدّ من انتشاره؟

بداية دعني أختلف مع تعريف "أدب جولاني"، فالأدب إمّا أن يُعرّف بهويته اللغوية أو بالقضايا التي يتناولها، لا أعتقد بوجود خاصية أدبية تكفي لتعريف ما أنتجه –أو غيري من الأدباء في الجولان- على أنه أدب جولاني، الميزّة الوحيد لهذا الأدب باعتقادي هو أنه قادم من الجولان السوري المحتل، وهو بهذا يتقاطع ويشكل رافدًا للأدب السوري، حاملًا خاصية كونه ناتجًا في ظروف مختلفة غير ناضجة كفاية، أو لا يملك مقومات أن يكون ذا تعريف مستقل، أو يتقاطع ويشكل رافدًا للأدب الفلسطيني كوننا نعيش ظروفًا فلسطينية شبه كاملة، ويحمل أيضًا خاصية كونه ينتمي إلى الأدب السوري في فلسطين. أما إذا كان القصد بـ"الأدب الجولاني" الأدبَ القادم من الجولان، فعندها أستطيع الإشارة إلى أن عدد سكان الجولان 25 ألف مواطن، بينهم الكثير من المبدعين تشكيليين، نحاتين، مصوّرين، موسيقيين وأدباء. نعم، حصّة الأدب ضيّقة إلى حدّ ما بين الفنون في الجولان لعوامل ذاتيّة باعتقادي، ربما تعود إلى عدم قدرتنا كأفراد على الانغماس والتعمق كفاية في التجارب الأدبية وربما لأن الجولان ظل محتكرًا لفترات طويلة في خطاب الدولة الرسمي ومعزولًا عن تفاعله الطبيعي في امتداده وعمقه السوري مما أنتج تسليمًا بأن دور الكلمة في الجولان ملك للخطابة.

أما حصّة الجولان الضيّقة في المشهد الأدبي فذلك لأن المنتَج الأدبي لا بد يحاكي مشاغل منتجه وهمومه، ولو تعمقنا في هموم المنتجين للأدب لاتضح لنا أن قضية الجولان جزء طبيعي من هموم الحرية حتى ولو لم تحضر باسمها الصريح، لو نظرنا إلى الأمر بوصف الجولان قضية تحرر من الاحتلال الإسرائيلي لوجدنا أنفسنا جزءًا من قضية ومواضيع الأدب الفلسطيني البارزة (مع غياب خصوصية الجولان السورية)، ولو نظرنا إلى الأمر بوصف الجولان قضيّة إنسانية وجودية فإن غالبية الأدب السوري الجيّد يتناولها من زوايا مختلفة (أيضًا هذه المرّة مع غياب خصوصية الجولان كجزء محتل من سوريا). من زاوية أخرى للموضوع أعتقد أن مساءلة الأدباء عمّا لم يكتبوه غير شرعية، مع اعتقادي بأهمية حضور الجولان كقضية تحرّر في الأدب، ولكن انشغال الأدب في مسألة التحرر من وحشية الأنظمة الحاكمة ومن تحكّمها في صيرورة المجتمع أكثر قربًا وتأثيرًا على الأدباء من قضية يروّج خطاب الدولة الرسمي أنها من أولوياته دون أن يقدّم من أجلها أي شيء حقيقي.

ياسر خنجر: السجن هو أضيق الأماكن المتاحة للكتابة وأكثرها بشاعة، وهو النقيض المباشر للغاية التي يرجوها الشعر

  • كتبت ديوانك "طائر الحريّة" داخل السجون الإسرائيليّة، كيف تصف لنا الكتابة داخل السجن في ظلّ انعزالك عن كل ما هو خارجه؟

السجن هو أضيق الأماكن المتاحة للكتابة وأكثرها بشاعة، وهو النقيض المباشر للغاية التي يرجوها الشعر، نقيض كل ما هو جميل، الفنون جميعها تسعى إلى الحرية والانعتاق. ولكن كان عليّ وأنا في السجن أن أتمسك بكل ما يجعلني على علاقة مع حريتي، كنت أخاف أن أصير شبيهًا بالمكان موحشًا ومعزولًا، بعيدًا عن كل ما هو جميل، وكنت أخاف أن أكون منسيًا. لم أكتب وأنا في السجن قصائد عن السجن، بل كتبت عن بحثي عن الأشياء التي خارجه، فنحن نكتب عن الضوء حين يعم العتم، من جهة لأننا نخاف التأسيس لحضور هذا العتم ويشدنا الحنين من جهة ثانية إلى الضوء. ولأن الفنون جميعها تحكي هموم ومشاغل منتِجها فقد كنت مشغولًا بحب الأشياء التي خارج زنزانتي، لم يشغلني السجن إلّا بوصفه معيقًا أمام وجودي في مكان آخر، في مجموعة "طائر الحرية" تتردد على سبيل المثال مفردة التراب كثيرًا، ذلك لأني لم أدس ترابًا طيلة أعوام السجن، لم أصعد درجًا، لم أفتح نافذة ولم تمسك أصابعي مقبض باب، هي أشياء قد تبدو عادية في الحياة اليومية خارج السجن وقد لا يلتفت إليها أحد، لكنها من الأشياء التي تركت وشمًا في هواجسي فوجدت طريقها إلى الكتابة.

اقرأ/ي أيضًا: نبيل الملحم: أغار من عبد الباسط الساروت

  • تقف في صف الثورة السوريّة منذ بدايتها، وضمن هذا السياق، لماذا اختار بعض المثقفين والكتّاب الوقوف ضدّ الثورة وتأييد النظام؟

ليست الثورة باعتقادي رفاهية، بل هي ضرورة ملحّة لتغيير بنية وصل ثقلها إلى الحدود التي لا تُحتمل. وكلما اقترب الإنسان، أديبًا كان أو فنانًا، مثقفًا أو ناشطًا، من قضايا المجتمع وهمومه كلما ازداد إدراكه لحاجات المجتمع الملحّة وقضاياه الواجبة التغيير. لم أقف في صف الثورة كضرورة سياسية فقط، إنما من منطلقات محض إنسانية في كثير من الأحيان، وحشية النظام في تعامله مع الحراك الثوري منذ بدايته لا تحتاج في رفضها إلى موقف سياسي، يكفي أن نشير إلى المجرم والقاتل بأصابع الاتهام، وأن نشير إلى الضحية بأصابع التبرئة فنمتلك الحد الأدنى من موقف إنساني ينتصر للثورة.

والثورة منذ انطلاقها لم تأخذ قيمة وأهمية من الأفراد الذين وقفوا في صفها بقدر ما هم أخذوا. أما المثقفون الذين وقفوا في صف النظام فذلك باعتقادي يعود إلى ثلاثة احتمالات: الأول أن بعضهم لم يكن أصلًا على علاقة مع هموم الشارع ولم يتقاطع معها فلم يكن قادرًا على فهم الحاجة إلى الثورة وضرورتها، الثاني أن بعضًا آخر انتهازيًا قرأ الأحداث وفق موازين القوى، فاختار من وجد أنه قادر على حسم الأمور الانتصار سياسيًا أو عسكريًا، الثالث هم أولئك الذي يعيشون رهاب الأسلمة ويمكن أن أضيف مجموعة أخرى ممن صدّقوا أن النظام في سوريا، رغم كل جرائمه، هو نظام مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي رغم أنه قتل من الفلسطينيين أكثر مما قتل من جنود الاحتلال عبر تاريخه الدموي، وجميعهم تنازلوا عن دورهم الأخلاقي الأول في انتصار الثقافة للضحية وتحولوا إلى مثقفي بلاط جلّ ما يشغلهم هو تمجيد أحذية القتلة.

  • أنت معارض للنظام في مكان يُعرف عنه تأييده للنظام، كيف تتعامل مع هذا الأمر؟

يحزنني جدًا أن يؤيد أحد من الجولان نظامَ المذبحة الذي أهمله طيلة عقود، ويحزنني أكثر أن لا ينتبه هؤلاء إلى أن الضحايا هم إخوتهم فيواصلون التهليل للمجرم وتمجيد انتصاراته عليهم. أجد صعوبة بالغة في تقبّل الأمر، ولكن ما زال علينا في الجولان المحتل أن نعمل معًا، معارضة وموالاة، في التصدي للمشاريع الإسرائيلية هنا، لذلك يبحث البعض منا عن القواسم المشتركة التي ما زالت قائمة أو قابلة للترميم، خاصة وأن أقصى حدود الجرائم المرتكبة هنا لم تزد عن حدود إعلان مواقف بشعة يندى لها الجبين (باستثناء بعض الحالات القليلة التي مورس خلالها عنف جسدي من الموالين للنظام ضد الناشطين المعارضين له).

  • في ديوانك "السحابة بظهرها المنحني" تركّز على قضية المعتقلين السوريين في سجون النظام، ما الذي دفعك للكتابة عن هذا الأمر؟ وهل ساعدتك تجربتك في السجون الإسرائيليّة في الكتابة عن المعتقلين؟

بكل تأكيد كان لتجربتي في السجن أثر كبير على الكتابة عن المعتقلين السوريين، وهي تختلف عن تجربة الكتابة عن السجون الإسرائيلية، عندما كنت أكتب وأنا في السجن كان عليّ أن أتمسك بالتفاصيل التي خارجها وأحاول حفظها وتأسيس حضورها فيّ، أما وأنا أكتب عن المعتقلين السوريين فإنني أستعيد أيضًا كل الملامح التي تركها السجن داخلي مدفوعًا برغبة حماية تجاربهم وتفاصيل معيشتهم في ذلك المكان الأشبه بمقبرة الأحياء، ومحاولًا ربط التجربتين معًا، فالسجناء هنا وهناك قلب واحد يثمل في وحي الانعتاق. أعتقد أيضًا أني أكتب عن المعتقلين للتأكيد على وحدة الحال والقضية، فالحرية لا يمكن تجزئتها وتبنّي بعض جوانبها فقط، حرية المعتقلين في السجون الاحتلال الإسرائيلي ورفاقهم في سجون أنظمة الاحتلال العربية واحدة في عمقها.

ياسر خنجر: في مجموعة "طائر الحرية" تتردد على سبيل المثال مفردة التراب كثيرًا، ذلك لأني لم أدس ترابًا طيلة أعوام السجن

  • تكتب عن سوريا دائمًا، رغم انعزالك عنها نتيجة الاحتلال. كيف تجد الكتابة عن مكان في مكان آخر؟

يشبه الأمر كثيرًا تجربة الكتابة عن الحرية من داخل السجن، الشمس التي تُشرق على الجولان تكون قادمة من سوريا التي حرمني الاحتلال من امتلاك تفاصيلها، وهي لا تصل إليّ إلّا بعد أن تجتاز سياجًا من الأسلاك الشائكة. هو شكل من أشكال الحنين إن جاز التعبير لتفاصيل لم أكن يومًا جزءًا منها رغم أنها تستحوذ على كل وقتي وتشغلني دائمًا. أكتب عن سوريا باحثًا عن ذاتي فيها ومحاولًا ترميم هويتي المشتتة بين سوريا وفلسطين، وفي هذا السياق تخيّلت الأمر مرّة كما لو أنني شجرة مغروسة جذورها في سوريا وأغصانها في فلسطين. مؤخرًا بدأت أشعر أن تنازع المكانين في هويتي يزيدها اكتمالًا ويمنحني القدرة على ربط القضية السورية بالقضية الفلسطينية وإدراك عمقيهما ببعد واحد.

اقرأ/ي أيضًا: سنان أنطون: تركت العراق لكنه لم يتركني

  •  كيف تنظر إلى الثورة السوريّة الآن؟ وبرأيك إلى أين تتجه الأمور في سوريا؟

الثورة السورية ما زالت ضرورة ملحّة رغم كل الخيبات والخذلان، رغم كل المجازر، الثورة ما زالت قائمة في نفوس وضمائر كل السوريين الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لحلم الحرية. لا يمكن للثورة أن تنتهي قبل أن تنتهي أسبابها أو تتغير إلى واقع مغاير يلبي الحد الأدنى من رغبة السوريين في العيش بحرية وكرامة، لا يمكن للثورة السورية أن تنتهي قبل أن تنتهي سوريا الأسد التي ابتلعت سوريا الوطن. رغم التغيّيرات الكثيرة التي حدثت في مسار الثّورة منذ انطلاقها كحراك مدنيّ سلميّ، ثم اضطرارها إلى التسلح في مواجهة غيلان القتل والتدمير، فخذلان العالم لها وتغلغل القوى الإسلاميّة المتطرفة فيها كردٍّ على طائفيّة النظام المجرم ومشابه له في كثير من جوانبه واختصارها بتعبير الحرب بين عليّ وعمر، ثم انتهاء بإغفالها وتجاهل كل مطالبها الرئيسيّة والتضحيات الهائلة التي دفعها السوريون على طريقها، وربما أيضًا في طور تحولها إلى مقاومة وكفاح مسلح طالما أن حضور المحتلين في سوريا طغى على المشهد كله، إلّا أني من الواثقين أن كل هذا في سياق المؤقت وأن الشعب السوري سيواصل المسير إلى صبحه الحر الذي يستحق، كتبت مرّة: "ورثتُ التفاؤلَ في الأبجدية/ فلا زادَ حرفٌ على لُغتي،/ ولا نقَصَت أغنية/ وَحدهُ اليأسُ يستدرجُ الموتَ،/ موتى نكونُ إذا انتَصَرت فكرةٌ يابسة/ خاسرٌ كلّ سيفٍ يُحاوِلُ أن يقطعَ الضوءَ مِن رحمِهِ/ فقد عوّدتنا الجنائزُ حينَ نُشيّعُ أصحابنا،/ أن نُغطي القبورَ بباقاتِ وردٍ/ ونصرخَ أن خاسرٌ كلّ سيفٍ/ يُحاولُ أن يقطعَ الضوءَ مِن رحمهِ".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مرتضى كزار.. الرواية ضرب من التأريخ

أحمد شافعي: ما كنتُ لأحتمل هذا العالم لولا الترجمة!