18-يوليو-2022
غرافيتي لـ لوركا في نيويورك

غرافيتي لـ لوركا في نيويورك

قبل أن ينتهي كل شيء

 

لَيسَ لَدي مُتّسع من الوقت 

أُريد أن أقولَ كل شيءٍ قبل أن أَرحل

 

ولدت في زَمنٍ أَغبر

كل طفلٍ يُولدُ

تموتُ أُمه قبل أن تُورثهُ حُزنَها!

 

في كل مكانٍ صَرخة

في كل بلدً نَكبة

وفي كل قَلب

قُنبلةٌ تكادُ تَنفجر

 

صَادقتُ نِساءً كُثر

المرأة التي اُناديها حَبيبتي في الليل نَفسها التي تَركُلُني في مُؤخّرَتي نَهارًا

 

في قَلبي صَرخةٌ كُبرى

من يَملك الجُرأة لِيسمع؟

في وَجهي آثارُ حَرب

من يُعيد لي فَكّي الأيمن؟!

بِدَاخلي بُركانٌ يَغلِي

من يَملكُ أَرضِيةً مُلائِمةً لأِطلقَ سُمُومي؟!

 

لا أَملكُ القُدرة على الحياة

لا أملك القدرة على الموت،

أَصرخُ كَطفلٍ صَغير في بَطن أُمّه

وَكُل مَرّةٍ نَاوَلتني الحياةِ ثَديَيها رَضعتُ حَتّى شَبِعتُ،

ثُم بَكيت!

 

لَيس لَدي مُتّسعٌ من الوقت

أُريد أن أَصرخَ دُفعةً وَاحدة

قَبل أن يَنتهي كُل شيء.

 

أسقط من تلقاء نفسي نحو الهاوية

 

يا سيّدي

حدّثتني سِيلفيا بَلاث عن الانتحار،

عن الذين ماتوا وفي قلوبهم طعنات،

عن اللذة الأخيرة الكامنة في الوجع

عن الصّمت المُطبِق،

وعن الموت الشّهي الذي تواجهه عاريا من الخوف!

 

انبعاث لوركا

 

لا يُمكنكَ قتل شاعر برصاصة واحدة،

الطّلقة في الجمجمة، وليست في الفكرة

كم من الوقت سيستغرق قتل فكرة!؟

 

كان وجهكِ شاحبًا يا غرناطة

وحدها دموع لوركا سقطت فوق خديكِ،

لِتغسلَ خطاياكِ الكثيرة!

الرصاصات كثيرة،

والصّراعات مريرة

والأحقاد قاتلة،

وحده الحب يمنحنا جسدًا للتّحمل

وطاقة هائلة للاستمرار،

وذاكرة أخرى للنسيان

 

شبح ماريانا يُلاحقنا يا أمي

ينمو داخلنا،

يُحرّضنا على الثورة،

وشِعر لُوركا يَهيم بنا نحو الحرية،

فمن يمنحنا قصيدة تُداوي كُل هذا الألم!؟

 

شَاحبٌ وجهكَ أيها العالم،

ونحيبنا يملأ طرقاتك،

بشغف نغسلُ أجسادنا من آلامك،

ونبتسم للموت

كأنما -لوركا- عاد ليبعث من جديد، بداخلنا.