04-نوفمبر-2015

صادق كويش الفراجي/ العراق

عبور

أحزمُ حقائب نبضي
تلك التي تسرّبَ منها
الحنين
على كلّ منعطفٍ
يؤدّي إليكِ
الشاخصاتُ المرورية
تعرفني جيّدًا
وارتجافةُ العاشق
على حاجزٍ أعرفها
وأعرفُ التّهمَ المعلّبة
كصناديق
الذخيرة
وأعرفُ أنّي القريب البعيد
وأعرفُ أنكِ أنتِ البلادُ
بلادي..
هبيني أزيزكِ
واتركي الأبوابَ موصدةً
خذي قرطاسَ انتظاري
على شفا نيزكٍ أو حمامةٍ
واكتبيني لقاءً
علّي أطيرُ  
أنا كلّما ضيعتِني وجدتُني فيكِ
وكلما وجدتُني أعلنَكِ الشتاءُ
قصيدةً منكوبةْ.

 

زقزقة

أشجار الجُمَّيز على طريق الشام القديم
في بيروت
كلّما خطوتُ إليها
تفرُّ العصافير من أغصانها
تصطدمُ بي..
مناقيرها العالقة على صدري
شمّاعةٌ لحنين الزقزقات 
الريش الذي على أصابعي
كيف أعيده؟
أخبريني!
وجسدي ثقيل كسقفِ بيتٍ تهاوى في شارع البريد
أفرغت جيوبي من صدى الكمنجات
وحبوب الدوفة
في جيبي الخلفي إقامة زهرية مملوءة بالأختام
منتهية الصلاحية
مزقتها
وهوية مكسورة
رسالةٌ من ستةٍ وخمسين حرفًا كَتبْتِها على عَجَلٍ
لم أنتهِ من قراءتها بعد
ورقمُ هاتفٍ مكتوب بالرصاص
عشرُ ليرات سوريّة
وكلّ هذه المسافة
أفقيّة وشاقوليّة
لا تسأليني من أي شيء أنت
أنا حاصل جمع المسافتين
وشاخصةٌ مرورية زرقاء
تشيرُ إليكِ.

 

ملامح

وجه الغريب عطشٌ قديم
لأول وجهٍ رآه
لآخر رصاصةٍ لم تقتله
لمنتصفِ الطريق
حين التقاكِ

وجهُ الغريبِ كفّه المفتوحة
أمام عينَي بصّارةٍ
تقول له
أمامكَ ياغريب
طريقان مسدودان..
 
وجه الغريبِ عطشٌ قديمٌ
على سبيلِ الماءِ
لو كنتَ عذبًا أيّها البحرُ
لصرنا ملحك
لكنّنا الصدفاتُ
تخبّئ فينا صوتكَ
نخبّئ فيكَ أشياءنا التي لا تطفو
على وجهك كي لا يراها الآخرون
مفاتيح دارنا مثلًا
وجه الغريبِ عطشٌ قديمٌ
حبةُ رملٍ على شاطئ بعيدٍ
مغلولةٌ يدُكَ يا بحرُ
ابسطْها
فلقد مللنا.. مللنا حراسةَ الوقتِ
في ساعةِ الرمل العقيمة
نقول لكَ ابسطْ يديكَ
فأنتَ الكريمُ كأمّنا
وخذنا إليك

 

حرب مقدّسة

يا صديقي الماء..
أعرني انتباهكَ قطرةً
السَّروةُ أختُ البئرِ عطشى
والنورسُ الأعمى 
يخمشُ ضرع الموج 
فالأسماكُ منشغلة 
بترتيبِ الجنائز 

يا صديقي الضوء..
مللتُ إعادة تدوير المساءِ
وهذي يدي 
نمشٌ 
لا يضيء.

الصوت..
          الغيم.. 
               الريح..

قد جئتُ أشكو يا جيرانُ
نشاز الحرب
احتكاك الطائرات 
بزند الغيمِ

والسوريُّ يحملُ ساق الريح 
فكيف لاتطفو البراميل على ظهرها؟
عجبًا!

يا نار..
لستُ إبراهيم
"وكلُّ هذا الأفق لي"
حطبُ

يا الله..
تقدّس اسمك
كم تحبُّنا
أريدُ العودة إلى البيت
هلَّا قرعتَ جرس المدرسة.

اقرأ/ي أيضًا:

FORMAT

الحرب في خمس عشرة دقيقة