06-سبتمبر-2022
WASHINGTON, DC - JANUARY 23: Washington Post logo outside of t

قد تواجه واشنطن بوست أزمة حقيقية في حال استمر التراجع في إيراداتها (Getty)

تترنح صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية اليوم، أو تكاد، بعد تراجع كبير في إيراداتها، سيما تلك التي توفرها الإعلانات الرقمية على مواقع الصحيفة ، والتي لم تتجاوز 70 مليون دولار أمريكي في النصف الأول من هذا العام، وذلك أقل بنسبة 15% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

تراجعت إيرادات الواشنطن بوست من الإعلانات الرقمية بنسبة 15 بالمئة مقارنة بالعام الماضي 

كذلك تراجعت إيرادات كانت ترفدها الاشتراكات الشهرية والسنوية للقراء البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين مشترك، مما أدى إلى خسارة المؤسسة الصحفية العريقة إيرادات مالية كبيرة هذا العام، وذلك وفقًا لوثائق داخلية خاصة بالشؤون المالية للمؤسسة حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز

WASHINGTON, DC - JANUARY 23: Washington Post logo outside of t

في المقابل، أشارت متحدثة باسم الصحيفة، إلى أن "الوثيقة المالية التي تشير إلى تراجع العائدات المالية تظهر صورة غير مكتملة عن الوضع"، وأضافت "الوثيقة تستكشف المناصب التي ينبغي إعادة توجيهها لخدمة جمهور أكبر على المستوى الوطني والعالمي"، ولكنها لم تشرح كيفية القيام بذلك. وأشارت صحيفة النيويورك تايمز إلى أن أكثر من عشرين موظفًا من داخل صحيفة الواشنطن بوست تحدثوا في التقرير مشترطين عدم ذكر أسمائهم حتى لا تتأثر علاقاتهم المهنية داخل الصحيفة المأزومة.

تداخل السياسة والإعلام

في عام 2013، حين اشترى المياردير ورجل الأعمال جيف بيزوس الصحيفة بقيمة 250 مليون دولار، ارتفعت أعداد القراء والمشتركين، وتضاعف عدد الصحفيين الموظفين بالعشرات في الصحيفة وتوسعت تغطياتها الاخبارية. حينها كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في أوجها وكانت أخبار إدارة ترامب تأخذ حيزًا كبيرًا من الأهمية ويتابعها الملايين. إلا أن كل ذلك بدأ يتغير سريعًا بعد تلاشي الأخبار الساخنة التي كان محورها ترامب وإدارته، مما أدى إلى تحول القراء إلى وسائل إعلام أخرى.

منافذ إخبارية عدة شهدت انخفاضًا في قرائها بعد رحيل الرئيس دونالد ترامب، في مقابل ذلك، شهدت منافذ إخبارية منافسة للواشنطن بوست مثل صحيفتي وال ستريت جورنال والنيويورك تايمز، شهدت ارتفاعًا في أعداد القراء والمشتركين، ولاسيما في النيويورك تايمز التي اقترب عدد المشتركين بخدماتها الرقمية من 9.1 مليون مشترك ومشتركة، بعد أن كسبت 180 ألف مشترك إضافي في الربع الثاني من العام الجاري. وتطمح التايمز إلى زيادة هذا الرقم إلى 15 مليون مشترك بنهاية العام 2027. 

وقد حاولت إدارة الواشنطن بوست التعويض عن خسارة القراء عبر استهداف شرائح اجتماعية جديدة من قراء ومشتركين خارج العاصمة واشنطن لكن ذلك لم يعوض الخسارة والتراجع في إيرادات الإعلانات والاشتراكات. إزاء ذلك، طرح الرئيس التنفيذي وناشر الصحيفة، فريد رايان، إمكانية إلغاء تسريح 100 موظف في الشركة، من بينهم صحفيون ومحررون، علمًا أن غرفة التحرير في الصحيفة تضم الآن حوالي ألف موظف.

إستراتيجية 5-25 

تسعى الصحيفة إلى تحقيق المعادلة التالية: 5-25 والتي تشير إلى هدف إدارتها الوصول إلى خمسة ملايين مشترك رقمي بحلول عام 2025 وهو ما سيعزز الإيرادات المالية للصحيفة ويضمن توسيع حجم قاعدة قرائها. كبيرة المحررين في الصحيفة، سالي بوزي، علقت على المعلومات المتداولة بالقول "ليس هناك شك في أننا بحاجة إلى تنويع ما نقدمه ومن نتوجه إليهم من أجل خدمة الناس الذين يأتون إلينا من أجله، وهذه هي استراتيجيتنا الكاملة"، وأضافت "هناك استثمارات جديدة نتوقع أن نرى منها عوائد مالية من القراء والإعلانات وذلك في العام المقبل".

تطمح نيويورك تايمز إلى زيادة عدد المشتركين لديها إلى 15 مليون مشترك بنهاية العام 2027

أما جيف بيزوس، مالك الصحيفة، فيقول في حديث له مع شبكة CNBC الأمريكية، إنه يجب التركيز على القراء ووضعهم قبل أي اعتبار ،حتى قبل المعلنين". وقال: "نتبع استراتيجية تتمركز حول العميل، وهو ما يعني في حالة الصحيفة التركيز على القارئ، وذلك لأن المعلن يريد أكبر عدد من القراء أيضًا، ولذا يجب التفكير بطريقة بسيطة بشأن ذلك، فإذا كان بالإمكان النجاح في نمو قاعدة القراء، فإن المعلن سيكون مضمونًا".