11-أكتوبر-2018

ليس ضروريًا أن تخسر زملاءك وأنت مدير عليهم (Imalia)

الترا صوت- فريق التحرير

نلاحظ في حياتنا العمليّة أنّ الأشخاص الذين يبلغون مراتب إدارية عليا في الشركات يكونون أكثر ميلًا لمقاطعة غيرهم أثناء الحديث، وعدم الإصغاء أثناء الاجتماعات، ورفع الصوت واتباع أسلوب كريه وفظ في التعامل مع الآخرين في بيئة العمل، ما يثير انتقادات على سلوكهم بين موظفيهم، وينشر مشاعر سلبية في بيئة العمل، تؤثر على الانتماء للشركة وفعالية الموظفين وإنتاجيتهم.

فلهذا الأمر آثار سامّة على بيئة العمل، إذ إن إساءة استخدام السلطة يلحق الضرر بسمعة المدير، ويحدّ من تأثيره وفعاليته. كما أنّ هذا النمط من السلوك يرفع مستوى التوتّر والضغط بين بقية الزملاء، ويؤثر سلباً على مستوى إبداعهم وجدّيتهم في العمل كما يقتل روح المشاركة لدى فريق العمل ويحدّ من جودة أدائهم. فعادة ما يحدث لدى من تعرضوا لسوء المعاملة في العمل ردة فعل سلبية تتمثل في التعمّد بإهمال العمل والتسيّب فيه وعدم الاكتراث للنتائج.

في هذه المقالة المستفادة بتصرف عن موقع LinkedIn سنتعرف على 4 خطوات يمكن من خلالها تجنّب الأثر "السامّ" للسلطة والحفاظ على بيئة عمل صحيّة وفعّالة تعود بالنفع عليك وعلى بقية أعضاء الفريق في الشركة أو المؤسسة التي تعمل فيها.

1. كن واعيًا بتصرفاتك  

عليك أولًا أن تأخذ بعض الوقت وتتخذ قرارًا أوليًا ومبدئيًا بامتلاك زمام السيطرة على أفعالك والوعي بها وآثارها على نفسك وعلى من حولك من الزملاء والموظفين. فعليك إن كنت في منصب إداري أن تتنبّه للمشاعر التي ترادوك والتغيرات التي تطرأ عليك وعلى شخصيتك بعد استلام المنصب الجديد وأن تحدد ما إذا كان هنالك اختلاف معين في سلوكك وطريقة تعاملك مع الآخرين. إن امتلاك شيء من السلطة يزيد من مستوى الإثارة، ويشعر الشخص بامتلاء الذات وزيادة القوة والطاقة والرغبة في تحقيق المزيد من المكاسب والسلطة. ثم إن السلطة تجعل صاحبها بظن أنه في حصانة من المساءلة، إذ إنّه هو نفسه الذي يسائل الآخرين من الموظفين التابعين له، وقد يغريه ذلك إن لم يضبط نفسه بارتكاب رعونات مع الآخرين والتصرف بطيش معهم وعدم التزام بقواعد الأدب والاحترام مع من هم أدنى منه وظيفيًا. لكن الخطوة الأساسية الأولى لتجنب الوقوع في هذا الفخّ الذي تنصبه لنا السلطة هو التوقف قليلًا من أجل التفكّر بالأمر على حقيقته، ومعرفة ما هو أكثر جدوى وفعالية من إغراءات السلطة غير الأخلاقية.

اقرأ/ي أيضًا: العمل 4 أيام في الأسبوع مفيد للموظف والشركة معًا! 

2. عوّد نفسك على اللباقة

 عليك باتباع الخطوات الآتية من أجل تعزيز التواصل اللبق مع الآخرين

  • اطرح الأسئلة على من يتحدث معك، وحاول أن تعيد صياغة بعض أفكاره بطريقتك كي توضّح له أنّك متابع لحديثه باهتمام
  • طوّر مهارة الإصغاء وتواصل مع من يتحدث معك بعينيك وجسدك.
  • أبد التعاطف مع الآخرين وقضاياهم ومشاكلهم
  • فكّر بالشخص الذي ستقابله وحاول أن تتعرف إلى بعض الأمور الشخصية العامة عن حياته كي

يجب أن يكون التعبير الصادق عن الشكر جزءاً من تواصلك مع الآخرين

3. لا تنس شكر الآخرين على جهودهم وإسهاماتهم

يمكن تعزيز عادة شكر الآخرين بخطوات بسيطة

  • تذكّر أهمية شكر الآخرين وأثره الإيجابي عليهم، وأثره على صورتك بالنسبة إليهم
  • يجب أن يكون التعبير الصادق عن الشكر جزءاً من تواصلك مع الآخرين
  • أرسل للزملاء في العمل رسائل أو تعليقات فيها تقدير وثناء على جهودهم في عملهم، واحرص على أن تكون هذه الرسائل في الوقت المناسب دون تأخير
  • تحدّث في الاجتماعات عن الجهود المميزة التي بذلها فريق العمل.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تنجح في العمل "فريلانسر"؟

4. كن كريمًا

الكرم كما هو معروف يؤلف بين قلوب الناس ويساعد على بناء علاقات قويّة في بيئة العمل، بشرط أن يكون نابعًا مبنيًا على احترام الآخرين وتقديرهم ونابعًا من رغبة صادقة في تحسين بيئة العمل وتحقيق أفضل النتائج. ويمكن ممارسة الكرم مع الموظفين في بيئة العمل عبر الخطوات الآتية.

  • حاول قضاء بعض الوقت على مستوى شخصي مع موظفيك
  • لا بأس في تفويض بعض المسؤوليات للآخرين.
  •  لا تبخل في الثناء على الموظفين والإشادة بجهودهم
  • انسب النجاح لجميع من أسهموا في نجاح الفريق ومهامّ العمل ولا تحاول الاستئثار بالفضل ونسبه إليك!

إن التزامك من موقعك كمدير في الشركة بمبادئ أخلاقية أساسية مثل التواضع والتضامن والتقدير والكرم والاحترام، يضمن لك أن تستفيد من أقصى طاقات الأفراد الذي يعملون معك، وأن يسود التعاون فيما بينكم جميعًا، دون أن تتسلل أخلاقيات السلطة الفاسدة إليك وتظهر على تصرفاتك، وتنعكس في نهاية المطاف على بيئة العمل. ستعود الفائدة عليك أنت أيضاً، فسمعتك ستظل مشرّفة وقيادتك ستكون فعّالة وقويّة، كما أنك ستشعر بقدر أكبر من السعادة والرضا عن نفسك، لأنّك ستشعر بمحبّة الآخرين لك واحترامهم لقيادتك، دون أن يكون ذلك نابعًا بالضرورة من الخوف والرهبة. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتنمية شركتك الخاصة؟ 6 نصائح ناجحة

اقتصاد الشركات يتجاوز اقتصاد الدول