09-أبريل-2023
إصابة

"Getty" صورة تعبيرية

قُبيل بداية بطولة كأس العالم السابقة في قطر 2022، كان أهم ما يشغل مدربو الأندية والمنتخبات على حدٍ سواء هو التخوف من إصابات اللاعبين، سواء قبل انطلاق المونديال بالنسبة لمدربي المنتخبات، أو أثناء البطولة بالنسبة لمدربي الأندية.

تشير الدراسات "الأوّلية" إلى إمكانية تعرض اللاعبين الدوليين لإصابات أكثر بسبب كأس العالم التي أقيمت بالشتاء

اعتقد الكثير من مدربي الأندية أن فكرة إقامة كأس العالم في الشتاء قد يكون لها دورًا كبيرًا في زيادة تعرض اللاعبين للإصابات، خاصةً أن اللاعبين قد عادوا مباشرةً لفرقهم دون فترات راحة كافية. والسؤال الآن بعد ثلاثة أشهر من انقضاء البطولة، وتحقيق ميسي ورفاقه اللقب، هل حقًا أدت كأس العالم إلى زيادة في إصابات اللاعبين؟

معلومات وفقًا للإمكانيات

قبل أن نجاوب على السؤال أعلاه، هناك سؤال يجب أن نسأله في البداية، وهو لماذا يختلف كأس العالم في قطر بالتحديد عن كؤوس العالم السابقة؟

يوضح " كريس بارنز " عالم الإحصاء، الذي عمل مع عدة أندية إنجليزية مثل " ميدلسبره- وست بروميتش ألبيون- نوتنغهام فورست "، ويعمل حاليًا في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أنه هناك ما يُعرف باسم الفترات الانتقالية بالنسبة للاعبين، وهي الفترات التي ينتقل فيها اللاعبون من مرحلة لأخرى، مثل الانتقال من النادي للمنتخب الوطني والعكس، وهي الفترات التي يزداد فيها احتمالية إصابة اللاعبين.

إصابة

يقول بارنز إن كأس العالم السابقة بالتحديد احتوت على فترتين انتقاليتين، وهما فترات دخول اللاعبين إلى المعسكرات الدولية، ثم العودة السريعة إلى الأندية، وهو ما لم يكن موجودًا في البطولات السابقة، حيث كانت تلعب في الصيف، بعد انتهاء الدوريات المحلية.

يرى بارنز أن المعضلة الرئيسية تمثلت في كيفية إعادة هؤلاء اللاعبين بسرعة لنُظم أنديتهم التدريبية، وأنه ليحدث ذلك كان لزامًا على الأجهزة الطبية لكل منتخب أن تزود الأندية بتقارير تحتوي على المعلومات الطبية النهائية -البدنية والنفسية- لكل لاعب، لكن المشكلة الأخرى كانت أن مقدار وجودة هذه المعلومات اختلف طبقًا لإمكانات الجهاز الطبي لكل منتخب، وهو ما اضطر بعض الأندية لعمل استبيانات خاصة للاعبين العائدين من المونديال، فماذا كانت النتيجة؟

زيادة في الإصابات ولكن

بعد انتهاء كأس العالم مباشرةً، وبعد عودة اللاعبين لفرقهم، عانى لاعبون أمثال " تياجو سيلفا"

مدافع (البرازيل- تشيلسي)، و "هوجو لوريس" حارس مرمى (فرنسا- توتنهام)، و"تاكيهيرو تومياسو" (اليابان- أرسنال)، مما يُعرف بإصابة الأنسجة الرخوة، والسؤال الآن، ماذا تكشف لنا البيانات عن مدى حجم هذه المشكلة؟ وما عَلاقة مونديال قطر بها؟ أجرى موقع " ذا أثليتك " دراسة لحصر حجم هذه المشكلة أولاً، وثانيًا لمحاولة اكتشاف إلى أي درجة ترتبط بكأس العالم.

عالم إحصاء:  احتوت كأس العالم على فترتين انتقاليتين، وهما دخول اللاعبين إلى المعسكرات الدولية، ثم العودة السريعة إلى الأندية، وهو ما لم يكن موجودًا في البطولات السابقة

أُقيمت هذه الدراسة تحديدًا على إصابة الأنسجة الرخوة، وأُجريت على فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، في أول 28 أسبوعًا على مدار المواسم الخمسة الماضية، باستثناء موسم 2019-2020 المتأثر بفيروس كورونا، وكانت النتائج كالتالي:

-موسم 2016-2017 كان عدد الإصابات (246)

-موسم 2017-2018 كان عدد الإصابات (222)

-موسم 2018-2019 كان عدد الإصابات (205)

-موسم 2021-2022 كان عدد الإصابات (240)

-موسم 2022-2023 كان عدد الإصابات (269)

تُشير النتائج إلى زيادة معدل الإصابات في هذا الموسم بنسبة 12% عن الموسم السابق، وبأكثر من 30 إصابة فوق المتوسط، لكن ومع ذلك، لم تنتهي الدراسة عند هذا الحد.

إصابة

تخبرنا الدراسة أيضًا، أن عدد اللاعبين الذين ذهبوا إلى كأس العالم من الدوري الإنجليزي الممتاز لا يتعدى نسبة 20% من إجمالي اللاعبين، حيثُ شارك 133 لاعب من أصل 652، وهو ما يعني أن الغالبية العظمى من اللاعبين حصلوا على راحة إضافية خلال الأسابيع الستة للبطولة، وهو ما يعني أيضًا أن زيادة عدد الإصابات ليس بالضرورة بسبب كأس العالم.

كانت الخطوة التالية هي إجراء هذه الدراسة على اللاعبين الدوليين العائدين من كأس العالم، في الفترة ما بين 1 يناير حتى 20 مارس 2023، وكشفت عن تسجيل 76 إصابة في عام 2023، بزيادة 11.7% عن نفس الفترة في العام الماضي.

تنتهي الدراسة التي أجراها محللو " ذا أثليتك " أن اللاعبين الدوليين أكثر عرضة للإصابة بعد كأس العالم الشتوية بنسبة 33.3%، مما لم تكن البطولة قد أُقيمت في هذا الوقت، لكنها أيضًا لم تجزم بضرورة أن كأس العالم هو السبب الأوحد في زيادة معدل الإصابات لعدة أسباب.

حتى تَثبُت حجة الكارهين

يكمل " كريس بارنز" باقي وجهة نظره، ويطلب أن ننحي الأرقام جانبًا لبعض الوقت. يخبرنا بارنز أن بيانات اللاعبين كاملة لم تفصح عنها الأندية حتى الآن، لذا فإنّ هذه الدراسات حتى وإن اتسمت ببعض المنطق، فإنها يشوبها النقص من جهة، ومن أخرى يشوبها من يريد أن فقط أن يشكك في كأس العالم العربية الأولى.

يخبرنا أيضًا أنه حتى الآن لا توجد دراسة استطاعت أن تدرس حالة كل لاعب على حدة، فمن غير المنطقي أن تكون طريقة القياس للاعب غادر من دور المجموعات، هي ذاتها للاعب وصل للقاء الختامي. في النهاية، يمكننا القول أن الدراسات الأولية تشير إلى إمكانية تعرض اللاعبين الدوليين لإصابات أكثر بسبب كأس العالم الشتوية، لكنها بالرغم من كل ذلك لا تتعدى كونها دراسات أولية.