08-فبراير-2024
من المعرض

من المعرض (المتحف الفلسطيني)

ينظِّم "المتحف الفلسطيني" ببلدة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة، تظاهرة فنية تضامنية مع قطاع غزة الذي دخل العدوان الإسرائيلي عليه شهره الخامس، مخلّفًا أكثر من 27 ألف شهيد وما يزيد عن 67 ألف مصاب، ناهيك عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

تُقام هذه التظاهرة استجابةً لما يتعرّض له قطاع غزة منذ 125 يومًا، وبهدف رفع الصوت: "ضدّ المجازر ومحاولات المحو والتدمير الممنهج للفلسطيني وثقافته" بحسب المنظمين.

يضم معرض "هذا ليس معرضًا" أكثر من 285 عملًا فنيًا لما يزيد عن 100 فنان من غزة

وتتوزع التظاهرة على 3 مساحات، تستضيف قاعة المعارض الرئيسية بالمتحف المساحة الأولى، وهي معرض فني جماعي بعنوان "هذا ليس معرضًا". وتُنظّم الثانية في الرواق الزجاجي، وهي معرض فردي للفنان تيسير بركات بعنوان "المفقودون". ويستضيف بهو المتحف المساحة الثالثة التي تحمل عنوان "نساء غزّة"، وستُعرض فيها مختارات من مجموعة المتحف الفلسطيني.

يضم المعرض الجماعي الذي سيُفتتح مساء الأحد القادم، الحادي عشر من شباط/فبراير الجاري، أكثر من 285 عملًا فنيًا لما يزيد عن 100 فنان من غزة. وبحسب المنظمين، فإن المعرض: "لا يتقصّد عرض أعمالٍ فنية بعينها لفنّانين بعينهم، فلا أحد يملك أن يفعل ذلك الآن، إذ إن مجرد التواصل مع الفنانين الغزيين أمر يكاد يكون مستحيلًا".

وأضافوا في بيانهم: "فهم مثل باقي الناس في غزة، يجابهون حرب الإبادة الجماعية، ويعانون بؤس النزوح والجوع والبرد، وقد تركوا بيوتهم ومراسمهم خلفهم، مدمّرةً أو تنتظر، وقد أودعوا أعمالهم الفنية في مهبّ النار والقصف والموت".

وتابع البيان: "أما من يقطن منهم خارج غزة، فقلوبهم تنفطر على معاناة أهلهم، أهلنا، ومصائرهم. كلّ هذا يجعل من مجرد الحديث عن الفن الآن يبدو انفصامًا عن الواقع، كما يجعل التفكير في إنجاز معرضٍ بالطرق المعهودة ضربًا من البعث والترف".

مع ذلك، يريد المنظمون من المعرض أن يقف شاهدًا على روح غزة العظيمة بينما تُمعن آلة القتل والدمار: "في تحويل المشهد العمراني والطبيعي في قطاع غزة إلى كتلٍ رمادية لا متناهية، تلتهم كل الألوان والتفاصيل الكبيرة والصغيرة، وحيث يُلاحق الموت كل أشكال الحياة وأصواتها وتجلياتها".

ولفت البيان إلى أن المعرض: "جاءت لوحاته من بيوت الناس في الضفّة، بعد أن أنزلوها من على جدران بيوتهم"، مؤكدين أنه شاهد على روح هذه المساحة الجغرافية الصغيرة: "التي تعاقبت عليها في العقدين الأخيرين الحروب تلو الحروب، وأطبق عليها حصارٌ جائرٌ، ولكنها كانت دائمًا تنهض من جديد".

كما أشار البيان إلى أن الفن في غزة، على مدى العقود الماضية، لم يكتفِ: "بدور الشهادة على قساوة الواقع، بل كان في جوهره تجلّيًا لفعلٍ وجوديٍّ في مجابهة تلك القسوة التي تحاول تجريد الإنسان من إنسانيّته، وكان الفنّانون هم أوّل من يسعى إلى نشر بذور الحياة من جديد، وشقّ أنفاقٍ تُفضي إلى آفاقٍ أكثر رحابة".