07-أبريل-2024
جو بايدن

(epa) يتزايد استياء الناخبين الأمريكيين من سياسة بايدن تجاه غزة

أظهر استطلاع رأي أجرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية استياء الناخبين الأمريكيين من طريقة تعامل الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت شهرها السابع، وتجاوز عدد ضحاياها 33 ألف شهيد، وأكثر من 75 ألف مصاب.

وبعد ستة أشهر على بداية العدوان، وزيارة بايدن إلى "إسرائيل" لإظهار التضامن معها بعد هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبح الناخبون الأمريكيون غير راضين على طريقة تعامله مع هذه الحرب بحسب المجلة، التي قالت إن استياء الناخبين الأمريكيين من تصرفات بايدن قد تزايد بشكل حاد منذ كانون الأول/ديسمبر الفائت، وذلك وفق ثلاثة استطلاعات رأي أجرتها شركة "Redfield & Wilton Strategies" للمجلة.

يعارض 39 بالمئة من الناخبين الأمريكيين سياسات جو بايدن تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مقابل تأييد 30 بالمئة فقط

وقال أحد خبراء السياسة الخارجية في الشرق الأوسط والولايات المتحدة للمجلة إنه من الصعب على بايدن شرح "القضية الإسرائيلية"، بحسب تعبيره، لقاعدته الانتخابية خلال حملته الانتخابية الرئاسية. فيما استبعد محلل سياسي آخر أن يُحدث ذلك فرقًا كبيرًا بالنسبة إلى بايدن في الانتخابات في ظل وجود قضايا أخرى تشغل الناخبين.

وبحسب المجلة، فقد أُجري أول استطلاع في 29 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بعد 11 يومًا من تعهد بايدن بدعم تل أبيب، وشمل 1500 ناخب من جميع أنحاء البلاد. وقد أظهر الاستطلاع تأييد 37 بالمئة لتصرفات بايدن، مقابل معارضة 35 بالمئة لها.

وأظهر الاستطلاع الثاني الذي أُجري في 8 كانون الأول/ديسمبر الفائت، وشمل العدد نفسه، ارتفاع عدد مؤيدي سياسة بايدن تجاه الحرب على غزة إلى 39 بالمئة، مقابل معارضة 33 بالمئة فقط.

لكن هذه الأرقام ستتغيّر بشكل ملحوظ نتيجة عوامل عديدة، بينها ارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى أكثر من 33 ألف فلسطيني، وتفشي المجاعة التي يعاني منها جميع سكان قطاع غزة، عدا عن مواصلة الولايات المتحدة إمداد "إسرائيل" بالأسلحة رغم ما سبق، حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأسبوع الفائت، أن الولايات المتحدة سمحت بنقل 1800 قنبلة من طراز "MK-84" تزن 2000 رطل، بالإضافة إلى أسلحة أخرى، إلى "إسرائيل".

ويظهر الاستطلاع الأخير الذي أجرته شركة "Redfield & Wilton Strategies" لمجلة "نيوزويك"، خلال الفترة بين 23 إلى 24 آذار/مارس، وشمل 1500 ناخب، انخفاض معدل تأييد سياسات بايدن تجاه الحرب على غزة بنسبة 9 نقاط، حيث بلغت نسبة معارضي سياساته 39 بالمئة، (بينهم 22 بالمئة يعارضونها بشدة) مقابل تأييد 30 بالمئة فقط.

وقال ما يقرب من نصف الناخبين الأمريكيين، 44 بالمئة، إن "الجهود الأمريكية" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لم تغيّر من رأيهم حول تعامل بايدن مع هذه الأزمة. واعتبر 22 بالمئة منهم أن بايدن مسؤول بشكل كبير عن الأزمة الإنسانية في غزة، فيما قال 23 بالمئة إنه مسؤول إلى حد ما، وذلك مقابل 24 بالمئة اعتبروا أن "حماس" هي المسؤولة عن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.

وذكرت المجلة إن ما يقرب من ربع ناخبي "جيل زد" (المولودين بين 1997 – 2012)، أي 23 بالمئة، حمّلوا بايدن مسؤولية الوضع الإنساني في غزة، وهذا: "أعلى بكثير من نسبة 8 بالمئة من ذلك الجيل التي ألقى باللوم على حماس"، بينما حمّل 12 بالمئة نتنياهو مسؤولية الوضع، مقابل 10 بالمئة قالوا إن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول.

أما جيل الألفية (الذين ولدوا بين 1981 – 1996)، فقد قال 22 بالمئة منهم إن بايدن هو المسؤول الأكبر عن المعاناة في غزة، فيما حمّل 15 بالمئة "حماس" المسؤولية، مقابل 13 بالمئة و14 بالمئة حمّلوا المسؤولية لنتنياهو والجيش الإسرائيلي على التوالي.

وفي السياق، قال أسامة خليل، خبير العلاقات الخارجية الأمريكية والشرق الأوسط، لمجلة "نيوزويك"، إن: "المشكلة هي أن معظم الناخبين، وخاصة بين الشباب والأقليات.. منقسمون بشدة بشأن الصراع الحالي في الوقت الحالي". وأضاف: "ما يرونه هو على الأقل مسألة تواطؤ؛ أن إدارة بايدن متواطئة فيما يوصف الآن بالإبادة الجماعية".

وأشار إلى أن: "القلق العام مقابل الدعم الواضح الفعلي لحكومة نتنياهو، سياسيًا ودبلوماسيًا وعسكريًا، سيكون صعبًا على بايدن"، وتابع: "سيكون من الصعب عليه للغاية أن يشرح ذلك للقاعدة ويحفز القاعدة للخروج في نوفمبر".

وأوضح خليل أن الأمر يتعلق: "بالخطاب مقابل الواقع والاعتقاد الذي أعتقده بين العديد من قاعدة الحزب الديمقراطي أن إدارة بايدن متعاونة تمامًا مع ما يفعله الإسرائيليون وما يفعله نتنياهو".

في المقابل، اعتبر المدير المؤسس لمركز السياسة الأمريكية في جامعة كوليدج لندن، توماس جيفت، أنه على الرغم من إن "إسرائيل" تشكل تحديًا أمام بايدن، خاصةً أنه يمكن لبضعة آلاف من الأصوات في الولايات المتأرجحة أن ترجّح النتيجة، إلا إنها: "ليست قضية بارزة بشكل خاص" بالنسبة للناخبين.

وقال لمجلة "نيوزويك": "هذا يتضاءل مقارنة بقضايا مثل الهجرة والتضخم والاقتصاد بشكل عام، وكلها تحظى بنسب مئوية من 10 بالمئة من اهتمام الناخبين"، وتابع أنه عندما سيذهب الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في تشرين الثاني/نوفمبر، فإن اهتمامهم سيكون على القضايا التي توثر على حياتهم اليومية.