07-أبريل-2024
دمار وركام في قطاع غزة

(epa) تركز القصف الإسرائيلي ليلة السبت – الأحد على جنوب قطاع غزة

نصف عام مضى على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا تزال دولة الاحتلال ماضية في القتل والتجويع وعرقلة صفقة وقف إطلاق النار رغم الضغط الدولي، وقرار مجلس الأمن الأخير، والعزلة الدولية المتزايدة.

وشهدت ليلة السبت – الأحد قصفًا جويًا ومدفعيًا عنيفًا طال مناطق متفرقة من قطاع غزة وتركز في المناطق الجنوبية، حيث تعرضت مدينة خانيونس، وخاصةً المنطقة الشرقية منها، لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف.

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على قريتي الزنة وبني سهيلا شرق خانيونس، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف من مروحياته تجاه القريتين، دون تسجيل وقوع إصابات حتى اللحظة.

كبّدت فصائل المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال خسائر فادحة في الجنود والآليات في جنوب قطاع غزة

كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "أبو السعود"، بجوار مسجد الاستقامة، في حي الجنينة شرق مدينة رفح دون إصابات. بينما تعرضت مناطق واسعة في بيت حانون ومنطقة قليبو، شمال قطاع غزة، لقصف مدفعي عنيف.

وقصفت قوات الاحتلال أيضًا حي الزيتون شرق مدينة غزة، والأحياء الجنوبية والغربية للمدينة. كما أطلقت آليات الاحتلال المتوغلة قرب مقر اللجنة القطرية، غرب غزة، النار والقذائف تجاه منازل المدنيين.

وبحسب التقرير الإحصائي اليومي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 33.133 شهيدًا و75.815 مصابًا.

وقالت الوزارة في تقريرها إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر بحق المدنيين في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 46 شهيدًا و65 مصابًا، فيما لا يزال العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

استئناف مفاوضات التهدئة في القاهرة

وتشهد العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودولة الاحتلال، وذلك بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، أمس السبت، عن مصادر مصرية "رفيعة المستوى".

وقالت المصادر ذاتها إن: "القاهرة تستضيف غدًا (الأحد) اجتماعات لبحث سبل استعادة الهدوء بقطاع غزة (...) بعد أن شهدت الساعات الأخيرة اتصالات مصرية مكثفة لاستئناف مفاوضات التهدئة بالقاهرة".

وأضافت أن: "رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية (وليم بيرنز)، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري (محمد بن عبد الرحمن) ووفد إسرائيلي، يشاركون في مفاوضات القاهرة بشأن التهدئة في غزة". وأكملت: "بدعوة مصرية؛ وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة غدًا، لبحث تطورات وقف إطلاق النار في غزة".

وكانت حركة "حماس" قد أعلنت، أمس السبت، أن وفدًا قياديًا برئاسة خليل الحية سيتوجه اليوم إلى القاهرة استجابةً لدعوة الأشقاء في مصر، مؤكدةً، في بيان، تمسكها: "بموقفها الذي قدمته يوم 14 مارس، وهي مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها".

وأضاف البيان: "مطالب شعبنا وقواه الوطنية تتمثل بوقف دائم لإطلاق (النار)، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة".

وفي وقت سابق، الجمعة، ذكر مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم يكشف عن اسمه، أن بايدن بعث رسالتين إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتعلق بتسريع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وكان بايدن قد دعا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال اتصال هاتفي معه، الخميس الفائت، إلى: "وقف فوري لإطلاق النار في غزة" واتخاذ خطوات جدية في هذا الاتجاه، وفق بيان للبيت الأبيض.

600 ألف طفل يعانون الخوف والجوع

إنسانيًا، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، أمس السبت، من أن تدهور الأمن الغذائي في قطاع غزة قد وصل إلى مرحلة حادة وسط ظهور مؤشرات على حدوث مجاعة في شمال القطاع المحاصر والمنكوب.

وقالت المنظمة الأممية، في منشور على حسابها في منصة "إكس": "لأول مرة منذ تصاعد الأعمال العدائية، تنجح فرقنا في إدخال الأعلاف الحيوانية التي تشتد الحاجة إليها في غزة".

وأضافت أن: "انهيار سلاسل القيمة الغذائية الزراعية أدى إلى التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي ليصل إلى مرحلة حادة وسط ظهور مؤشرات على حدوث مجاعة في الشمال"، مشيرةً إلى أن: "إدخال الأعلاف الحيوانية إلى غزة جاء بهدف توفير سبل التغذية".

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، جيمس إلدر، في مقطع فيديو نُشر على حساب المنظمة في منصة "إكس"، إن: "رفح مدينة للأطفال، هناك 600 ألف طفل وطفلة، لكنهم مهددون بهجوم عسكري، وهم محاصرون في رفح، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه".

وذكر إلدر أن الأمهات والآباء يحاولون، يوميًا، منح الأمل لأطفالهم رغم الخوف والجوع، مشيرًا إلى أن كلمة "الأمل" معرضة لخطر الحذف من القاموس في غزة.

المقاومة تكبّد الاحتلال خسائر فادحة

أما على الصعيد الميداني، فقد أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، إجهاز مقاتليها على 14 جنديًا إسرائيليًا خلال المعارك في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وقالت الكتائب، في سلسلة بيانات مقتضبة عبر منصة "تلغرام"، إن مقاتليها أكدوا، بعد عودتهم من خطوط القتال، الإجهاز: "على 5 جنود صهاينة من المسافة صفر، وإصابة عدد آخر، وتدمير ناقلة جند صهيونية بقذيفة (تاندوم) في منطقة حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة".

وتابعت "القسام" أن مقاتليها تمكنوا: "من استهداف 3 دبابات صهيونية من نوع (ميركافا) بقذائف (الياسين 105)، وفور تقدم قوات الإنقاذ للمكان ووصولهم لوسط حقل ألغام أُعد مسبقًا تم استهدافهم بتفجير 3 عبوات مضادة للأفراد وأكد مجاهدونا مقتل 6 جنود صهاينة وتحولهم لأشلاء وإيقاع عدد آخر بين قتيل وجريح" في منطقة الزنة شرق خانيونس.

واستهدف مقاتلو الكتائب كذلك: "دبابة صهيونية من نوع (ميركافا) بقذيفة (الياسين 105) واستهداف قوة صهيونية راجلة بعبوة مضادة للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، وهبوط الطيران المروحي لإخلائهم، في منطقة حي الأمل بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة"، كما دمّروا دبابة "ميركافا" بعبوة العمل الفدائي في الحي نفسه.

وصباح أمس السبت، أعلن جيش الاحتلال عن إصابة جنديان من الكتيبة 46 في اللواء 401 بجروح خطيرة في معارك وسط قطاع غزة. وصباح اليوم، الأحد، اعترف جيش الاحتلال بمقتل ضابط و3 جنود في المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة في جنوب قطاع غزة.