15-سبتمبر-2023
هانتر بايدن وجو بايدن ولائحة الاتهام

التطورات المتتالية سلطت الضوء على التحديات التي يواجهها بايدن أثناء ترشحه لولاية ثانية (Getty)

وجه مدعون فدراليون أمريكيون، يوم الخميس، الاتهام إلى هانتر بايدن بتهم تتعلق بحيازة السلاح، بعد انهيار اتفاق الإقرار بالذنب مع نجل الرئيس الأمريكي في تموز/ يوليو. وقال محاميه إن المدعي العام الخاص ديفيد فايس "رضخ للضغوط السياسية" لتقديم لائحة الاتهام.

وزعمت دعوى قضائية أمام محكمة جزئية أمريكية في ولاية ديلاوير أن هانتر بايدن (53 عامًا) حصل بشكل غير قانوني على مسدس في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بعد أن أعلن كذبًا أنه ليس مستخدمًا أو مدمنًا للمخدرات.

تزيد لائحة الاتهام الموجهة إلى نجل بايدن، من أزمات الرئيس الأمريكي في مساره للترشح إلى ولاية ثانية لرئاسة أمريكا

لائحة الاتهام المفاجئة التي تم تقديمها، يوم الخميس، قدمها المدعي العام فايس، المعين من قبل دونالد ترامب كمحامي أمريكي لولاية ديلاوير، والذي عينه المدعي العام ميريك جارلاند كمستشار خاص الشهر الماضي بعد انهيار صفقة الإقرار بالذنب مع نجل بايدن.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه الاتهام إلى نجل رئيس أمريكي في منصبه بتهم جنائية اتحادية. 

ويمكن أن يواجه هانتر بايدن، عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات لكل من تهمتي الإدلاء بأقوال كاذبة لتاجر أسلحة في ولاية ديلاوير الذي باعه البندقية، وخمس سنوات لحيازته السلاح كشخص مدمن على المخدرات.

كما أن لها آثار سياسية كبيرة بعد إعلان رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، يوم الثلاثاء، أن الجمهوريين سيتابعون تحقيقًا لعزل جو بايدن بسبب تعاملات تجارية تتعلق بابنه.

وستبحث ثلاث لجان في مجلس النواب عن أوراق مصرفية ووثائق أخرى في محاولة لإثبات الادعاءات التي لا أساس لها حتى الآن، بأن الرئيس استفاد بشكل غير قانوني من العلاقة التجارية مع ابنه.

وأدان آبي لويل، محامي هانتر بايدن، لائحة الاتهام ووصفها بأنها ذات دوافع سياسية. وقال في بيان: "كما كان متوقعًا، قدم المدعون اليوم اتهامات اعتبروها غير مبررة قبل ستة أسابيع فقط بعد تحقيق استمر خمس سنوات في هذه القضية".

وأضاف: "الأدلة في هذه المسألة لم تتغير في الأسابيع الستة الماضية، ولكن القانون تغير، وكذلك فعل التدخل الحزبي غير اللائق من جانب الجمهوريين في هذه العملية".

getty

وتابع البيان، بالقول: "إن امتلاك هانتر بايدن لسلاح فارغ لمدة 11 يومًا لم يكن يشكل تهديدًا للسلامة العامة، لكن المدعي العام، بكل السلطة التي يمكن تخيلها، والخضوع للضغوط السياسية، يمثل تهديدًا خطيرًا لنظام العدالة لدينا".

وانتقد أنصار بايدن ما يعتبرونه محاكمة سياسية قاسية لشخص ليس له سجل إجرامي سابق.

وقال محامو بايدن الشهر الماضي إنهم يتوقعون إسقاط تهم جناية السلاح مقابل التزامه بشروط اتفاقية الإقرار، التي اعتبروها منفصلة عن القضايا الضريبية وبالتالي لا تزال سارية.

وأحال البيت الأبيض، تماشيًا مع موقفه القديم، أسئلة الصحفيين إلى وزارة العدل والمحامين الخاصين لهانتر بايدن.

وقاد فايس تحقيقًا استمر خمس سنوات مع بايدن قبل تعيينه مستشارًا خاصًا، وقدم صفقة إقرار بالذنب لإنهاء القضية إلى قاضية المقاطعة الأمريكية ماريلين نوريكا، وهي المعينة الأخرى من قبل ترامب، في تموز/ يوليو. وتضمنت الصفقة عامين من المراقبة مقابل اعتراف بايدن بالذنب في التهرب الضريبي، وتحويل تهم الأسلحة قبل المحاكمة.

لكن نوريكا قالت في جلسة الاستماع يوم 27 تموز/ يوليو إنها تشعر بالقلق إزاء دورها في تنفيذ شروط الاتفاق. وغير بايدن اعترافه بالبراءة وأمهل نوريكا الطرفين 30 يومًا لإعادة التفاوض.

ولم يتضح ماذا سيحدث لتهم التهرب الضريبي الموجهة ضد بايدن. فيما أبلغ فايس المحكمة أنه في غياب اتفاق الإقرار بالذنب، قد يتعين تحويل أي محاكمة إلى واشنطن العاصمة أو كاليفورنيا، حيث يعيش بايدن، وحيث يُزعم أن المخالفات الضريبية وقعت.

وألمح فايس أيضًا إلى أنه لا يزال من الممكن توجيه اتهامات إضافية.

ووفقًا لأوراق المحكمة، اعترف هانتر بايدن بأنه مدمن على الكحول والمخدرات، لكنه أصبح أقلع عنها في أيار/ مايو من عام 2019 ودفع حوالي مليوني دولار من الضرائب المتأخرة، بمساعدة طرف ثالث غير محدد، على مدى الأشهر الخمسة التالية.

وقال لشبكة سي بي إس نيوز في مقابلة في أيار/ مايو 2021: "أنا متأكد بنسبة 100% من أنه في نهاية التحقيق سيتم تبرئتي من أي مخالفة".

وأظهرت ملفات المحكمة أنه تم إصدار أمر استدعاء لبايدن بشأن تهم السلاح الجديدة، ولكن لم يتم تحديد موعد بعد لجلسة الاستماع.

getty

نكسة بايدن

وقالت صحيفة "الواشنطن بوست": "في ما يزيد قليلاً عن 48 ساعة هذا الأسبوع، واجه الرئيس بايدن هجمة مزدوجة من الانتكاسات السياسية والشخصية، حيث خلقت تعاملات ابنه التجارية وصراعاته الشخصية اضطرابات جديدة في وقت أراد مستشاروه تركيز الاهتمام على مشاكل الرئيس السابق دونالد ترامب والجمهوريون في مجلس النواب".

وإلى جانب لائحة الاتهام إلى نجله، فهي جاءت بعد يومين من فتح الجمهوريين في مجلس النواب تحقيقًا رسميًا في قضية المساءلة، التي تركز على ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد استفاد من المعاملات التجارية لابنه، على الرغم من أنهم لم يقدموا سوى القليل من الأدلة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن "التطورات المتتالية سلطت الضوء على التحديات التي يواجهها بايدن أثناء ترشحه لولاية ثانية. وهو لا يواجه منافسة جدية على ترشيح الحزب الديمقراطي، لكن بعض الديمقراطيين يشعرون بقلق متزايد بشأن نقاط ضعفه، بما في ذلك عمره، حيث تظهر استطلاعات الرأي سباقًا متقاربًا بينه وبين ترامب، المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري".

وحول هذه الأزمات، قال السيناتور السابق دوج جونز، وهو حليف لبايدن، عن لائحة الاتهام الموجهة إلى هانتر بايدن: "إنها مصدر قلق دائمًا. تثقل كاهله والأسرة بأكملها".

وتابعت الواشنطن بوست، بالقول: "المحاكمات الجنائية لترامب الناجمة عن جهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020 وسوء تعامله مع الوثائق السرية قد ألقت بظلالها إلى حد كبير على تحديات بايدن حتى هذه اللحظة. لكن التحقيق في عزل الرئيس وتوجيه الاتهام إلى أحد أفراد الأسرة المباشرين، خاصة في مثل هذه التعاقب السريع، يمثل ضربة مزدوجةً من النكسات للرئيس، وهي حقيقة قد تصبح أكثر وضوحًا مع الإطلاق الرسمي للإجراءات في قاعة المحكمة ومبنى الكابيتول".

وقال جونز إنه يعتقد أن القضية ستنتهي بقرار لصالح هانتر بايدن، وتوقع أنه في هذه الأثناء، سيواصل الرئيس تركيزه على ترويج سجله للناخبين.

وأضاف السيناتور السابق عن إنجازات بايدن: "إنها مهمة وتاريخية. هذا ما سوف يعمل عليه. لا أعتقد أن الشعب الأمريكي سوف يبالي إذا تم اتهام ابنه بارتكاب جريمة سلاح".

وتسبب أقارب الرئيس الأمريكي في حدوث مشاكل من قبل، ولكن نادرًا ما تسببوا بها بهذه الطريقة، قال المؤرخ الرئاسي دوغلاس برينكلي: "إن وجود ابن أو ابنة يقعان في المشاكل ليس بالأمر الجديد. لكن لم يبرز بيلي كارتر وروجر كلينتون أبدًا في البيت الأبيض، في حين أن قصة هانتر بايدن تدور حول محاولة ربطه في والده".

التطورات المتتالية سلطت الضوء على التحديات التي يواجهها بايدن أثناء ترشحه لولاية ثانية

وبحسب الواشنطن بوست: "من المعروف أن بايدن يشعر بقلق عميق بشأن ابنه الذي بقي على قيد الحياة، والذي كان قبل بضع سنوات فقط في خضم إدمان المخدرات. بقي هانتر بايدن في البيت الأبيض لمدة أسبوعين هذا الصيف، ويتجنب معظم مساعدي الرئيس مناقشة مشاكل هانتر معه، معتقدين أن مساهماتهم وأفكارهم لن تكون موضع ترحيب، حتى مع قلقهم بشأن الخسائر الشخصية التي تلحق به".

ووفق الصحيفة الأمريكية، تم إبلاغ بايدن باتهام ابنه بعد وقت قصير من نشر الخبر، وقبل أقل من ساعة من مغادرته البيت الأبيض يوم الخميس لإلقاء خطاب اقتصادي في ماريلاند. ولم يتطرق بايدن إلى لائحة الاتهام يوم الخميس، وقال المسؤولون إنه لا توجد خطط للبيت الأبيض للقيام بذلك.