16-أبريل-2021

صورة تعبيرية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أعلنت وكالة رويترز من خلال بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني، أنها بصدد إنشاء موقع إلكتروني جديد خاص بها، يستهدف قراءها ومتابعيها حول العالم، مقابل رسم اشتراك شهري يبلغ 34.99 دولارًا أمريكًا في الشهر، ويمكّنهم من الحصول على مستوى أعمق من البيانات والأخبار والمتابعات بحسب رسالة الوكالة، لتطوي رويترز بذلك صفحة طويلة من تاريخها، كان يتاح خلالها للقراء والمتابعين الوصول إلى الأخبار والبيانات التي تنشرها الوكالة على صفحتها الإلكترونية مجانًا.

أثار قرار رويترز الجديد نقاشات واسعة في صفوف قرّاء ومتابعي الوكالة من صحفيين وإعلاميين وهواة على حدّ سواء، وأعرب الكثير منهم عن غضبه من قرار الوكالة الجديد

وأشارت الوكالة في رسالتها إلى أنها ستستمر بالعرض المجاني في الفترة القريبة المقبلة، ولم تحدّد الموعد الذي سيصبح تصفّح أخبارها يحتاج للاشتراك الشهري. ووصف كبير مسؤولي التسويق في رويترز، ورئيس وكالة رويترز الاحترافية جوش لندن عبر البيان، الإطلاق الجديد بانه أكبر تحوّل رقمي في رويترز في العقد الأخير، وأشار إلى أن الوكالة يسرّها أن تقدّم التغطية الإخبارية، الدقيقة، الحيادية والموثوقة إلى المحترفين الذين هم بحاجة إلى الوصول البيانات والأخبار مباشرة من المصادر.

ومن خلال قرارها هذا، انضمت رويترز إلى لائحة طويلة من الوكالات الإخبارية، الصحف، والدوريات التي تفرض على القراء دفع رسم مالي شهري للوصول إلى المعلومات التي تقدّمها، حيث كانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية هي أول من فرض رسومًا شهريًا على قرائها في العام 1996، بقيمة 38.99 دولارًا أمريكًيا. في المقابل فإن رسم متابعة الأخبار في موقع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هو 18.42 دولارًا في الشهر. 

وأثار قرار رويترز الجديد نقاشات واسعة في صفوف قرّاء ومتابعي الوكالة من صحفيين وإعلاميين وهواة على حدّ سواء، وأعرب الكثير منهم عن غضبه من قرار الوكالة الجديد، ورفضه لمبدأ دفع ثمن الوصول إلى المعلومات، وعدم اكتفاء الوكالة بمصادر تمويلها الأساسية ولجوئها إلى هذا الإجراء الجديد، الذي سيكون له تداعيات كبيرة وتغييرات في طبيعة متابعي الوكالة كمّا ونوعًا. 

أحد المغردين على تويتر الذي يعمل في مجال الأرشيف، وصف قرار رويترز بالسيء، وقال إن الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت يجب أن يكون مجانيًا. وقال إنه مستعد لمساعدة من يريد الإلتفاف على إجراءات كل من رويترز، ووال ستريت جورنال، ونيويورك تايمز، فهو يمتلك طرقه الخاصة. 

من جهته، يرى الصحفي ماتيو إنغرام، إن قوة روتيرز هي في الحصول أحيانًا على سبق صحفي، لكن أي سبق يستمر لوقت قصير جدًا ثم يصبح متوفرًا عند جميع المواقع، وبالتالي فإنه لا يجد الحاجة لدفع اشتراك كبير مقابل هذه الخدمة.

وفي الإطار نفسه، وصف أليكس روو، وهو صحفي متخصص في الموسيقى، قرار رويترز بالغريب، ونصح المتصفحين بعدم الاشتراك، لأنه يرى من خلال خبرته في السنتين الأخيرتين، إن الأمر لن يكون مجديًا. فيما رأى المحرر كونور كيلي أن القرار الجديد سيشكل مشكلة كبيرة، فرويترز هي واحدة من أهم مصادر الأخبار الدقيقة والقيمة، وهو يتفهم حاجات الوكالة المادية، لكن الاضطرار لدفع الاشتراك سيحرم الكثيرين بشكل يومي من الحصول على هذه المعلومات. 

في المقابل دافع الصحفي المتخصص في التكنولوجيا في وكالة رويترز، ستيف نيليس، عن قرار مؤسسته في حظر الاشتراك غير المدفوع، وقال إنهم من آواخر المؤسسات الإعلامية الكبيرة التي نحت هذا المنحى، وقال إنه مؤمن بهذا النموذج، وهو يتطلع إلى التركيز على الأخبار العاجلة، والتقارير المميزة والفريدة التي تشكّل قيمة لدى المشتركين. وأيّده في ذلك الصحفي السابق في شبكة سي إن إن دايفيد كلينش، الذي رفض استخدام عبارة حظر الاشتراك غير المدفوع pay wall مفضّلًا استخدام عبارة اشتراك شهري، وقال إن الوكالات التي تقدّم محتوى قيمًا كرويترز، تستحق أن تحصل على مردود مباشر من المتصفحين مقابل ذلك. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قضية "البدون".. نقاش كويتي متجدد

انتقادات واسعة بعد قرار أردني بسجن فتاة تحت جنحة "إطالة اللسان على الملك"