14-أبريل-2021

صورة أرشيفية لتظاهرة في العاصمة الأردنية عمان (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

حكمت محكمة أردنية بالسجن لمدة عام واحد على فتاة بسبب ما اعتبرته جنحة "إطالة اللسان على جلالة الملك". وفي التفاصيل فإن تلاسنًا حصل بين المدّعى عليها، وهي موظفة في شركة الكهرباء في سن الـ34 تدعى آثار، مع سيدة تعمل في مجال الإعلام وحقوق الإنسان بسبب خلاف على ركن سيارة، حيث توجّهت الأخيرة إلى المدعى عليها بالقول إن جلالة الملك فوق الجميع وهو أعلى من والدك، فردّت عليها موظفة شركة الكهرباء بعبارة "أبوي أحسن من الملك"، ما دفع السفيرة بالتقدّم بشكوى قضائية ضد الفتاة بتهمة إهانة الملك.

توقف الكثير من الناشطين والحقوقيين في الأردن عند قرار المحكمة الأردنية، واعتبره معظمهم مجحفًا وظالمًا

وقد توقف الكثير من الناشطين والحقوقيين في الأردن عند قرار المحكمة الأردنية، واعتبره معظمهم مجحفًا وظالمًا، ويطال أهم أسس حرية التعبير عن الرأي. ولهذه الغاية، أطلق المغردون وسم "أبوي أحسن من الملك" الذي تمّ تداوله خلال ساعات قليلة، وقد شهدت التغريدات التي تضمّنت الوسم، نقاشات عديدة بين المغردين، ومطالبات بإبطال القرار في حقّ الفتاة المدّعى عليها.

مغرد باسم هزّاع قال إن الأردن بات مكانًا للحزن، لا يمكنك فيه التعبير عن الحب إلا إذا كان الحب للنظام. فيما اعتبر الناشط عبدالله العيسى أنه من المؤسف أن يحدث ذلك، عندما تقوم سيدة بالتعبير عن حبّها لوالدها، وتدافع عن هذا الحب بعد تعرّضها للإهانة، فإذ بها تحاكم بالسجن لمدة عام. وأشار عبد الفتاح عربيات أن هناك من يطالب الناس بالثقة في النظام القضائي في الأردن، في الوقت الذي يُحكم على امرأة بالسجن لأنها تعتبر أن والدها أهم من الملك بالنسبة إليها. فيما سأل ناشط آخر إذا كان يوجد بلد آخر يسجنك في حال قلت أنك تحب والدك أكثر من الحاكم.

واستخدمت دعاء العدوان أسلوبًا ساخرًا للتعبير والتعليق على الحادثة، حيث رأت أن المواطن الأردني لا يمكنه أن يفتح فمه إلا عند عيادة طبيب الإنسان. وللتعبير عن تضامنه مع المدّعى عليها، قال يزيد الصبح أنه هو أيضًا يرى أن والده "أحسن من الملك"، وأنه مستعد للسجن لألف سنة بسبب رأيه هذا. 

ونشرت المغردة ضحى خبر الحكم على السيدة آثار المذكورة بتهمة إهانة الملك، كما نشرت خبر إعلان الإفراج عن المتسببين بانقطاع الأكسيجين في مستشفى السلط الشهر الماضي، حيث سُجنوا لمدة ثلاثين يومًا فقط، وقالت أنها لا تعرف ماذا يمكن لها أن تعلّق على هذا التناقض. فيما أعادت إيناس الشيخ التذكير بالحديث النبوي "أمك ثم أمك ثم أباك"، وقالت أن حب الحكّام ليس من ضمن السنة، بعكس الوالدين. وضمن السياق نفسه،  نشر علي الطراونة الآية القرآنية "وقضى ربك ألا تعبدو إلّا إياه وبالوالدين إحسانا"، وقال إن حب الآباء فطري، ومجبول بالطبيعة الإنسانية، وقال إن الغطرسة وصلت عند الحكام، إلى درجة مخالفة الأوامر الإلهية والمشاعر الإنسانية بحسب تعبيره.

ونشر عبدالله الخالدي صورة المرأة التي تقدّمت بالدعوى ضد السيدة آثار، وقال إنها تعمل في منظمة لحقوق الإنسان، وتوقّف عند التناقض بين طبيعة عملها، وبين قيامها بالتقدّم بدعوى وتسبّبها بسجن فتاة لمدة سنة بسبب تعبيرها عن حبها لوالدها. فيما استغربت لميس كيف أن إطالة اللسان ضد الملك يعتبر جريمة في بلادها، في المقابل، فإن إطالة اللسان واليد على الشعب، والتي تحصل على مدار سنوات طويلة، هي أمور لا يتم التوقف عندها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

في سابقة عالمية.. مشروع قانون في نيوزيلندا خاص بالشركات المالية وتغير المناخ

الذكرى الـ46 للحرب الأهلية اللبنانية بعين الناشطين