12-فبراير-2024
من ندوة حركة حماس ما بعد العدوان على غزة

جانب من ندوة حركة حماس ما بعد العدوان على غزة (المركز العربي)

اختُتمت، يوم الإثنين 12 شباط/فبراير 2024، أعمال الدورة الثانية للمنتدى السنوي لفلسطين التي ينظّمها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالتعاون مع "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" خلال الفترة بين 10-12 شباط/فبراير 2024.

وكانت أعمال الدورة الثانية من المنتدى قد انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة قبل يوم أمس السبت. وقد استُهلّ بجلسة افتتاحية، قدّمتها آيات حمدان، منسقة منتدى فلسطين والباحثة في المركز العربي، التي أشارت، في كلمتها الترحيبية، إلى أنّ هذا المنتدى يُعقد في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، تشنّ فيها إسرائيل حربَ إبادةٍ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتستهدفه في الضفة وكذلك المجتمع الفلسطيني في أراضي عام 48.

وبينما أصبحت الكلمة لفائدة القضية الفلسطينية محرّمةً أكثر من أيّ وقت مضى، يأتي المنتدى، وبحسب ما جاء في كلمة حمدان، ليسدَّ فراغًا ويشكّل فضاءً حرًّا لالتقاء الباحثين والمهتمين لتبادل وجهات النظر، ومناقشة قضية فلسطين بأبعادها المختلفة.

يُعد "منتدى فلسطين" الذي ينظّمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، بالتعاون مع "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، الحدث الأكاديمي السنوي الأبرز عالميًا المخصص للقضية الفلسطينية

وأكد طارق متري، رئيس مجلس أمناء "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، في الكلمة الافتتاحية للمنتدى، على مواصلة الجهد المشترك بين "المركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية في تدارس القضية الفلسطينية في جوانبها كافة منذ النكبة، وخلال النكبات المتعاقبة والمتجددة، حيث تأتي هذه الدورة في ظل المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني في غزة وثباته في أرضه.

وشدّد متري على استمرار الجهد الأكاديمي والتوثيقي والتحليلي للمركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية للاستجابة لاحتياجات الرأي العام الحاضرة بحيث تكون مرجعًا، لا عن الماضي فحسب، بل عن الأوضاع الحاضرة. وانتهى إلى أنّه من الواجب إطلاق برامج جديدة وامتلاك أدوات للمتابعة فرضت الأوضاع الراهنة الحاجة الملحّة إليها، وهو الهدف الأساس من هذا المنتدى، وهو مناسبة لتيسير الحوار بشأن القضية الفلسطينية، وحافز للمزيد من العمل.

وألقى المفكر العربي عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي، المحاضرة الافتتاحية للمنتدى التي تطرّق فيها إلى تطوّر حقل الدراسات الفلسطينية والخطر المحدق بإنجازاتها وبالحرية الأكاديمية عمومًا نتيجة جماعات الضغط الإسرائيلية واستحضار تهمة اللاسامية الجاهزة ضد نقّاد إسرائيل، والطبيعة الاستعمارية الاستيطانية لإسرائيل، ومحددات الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية.

بالإضافة إلى تطوّر العلاقة بين إسرائيل والدول الغربية ومصالحها المشتركة، ومآلات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني، والاستراتيجية المأمول أن ينخرط الفلسطينيون فيها لتحقيق السيادة والاستقلال، وتطرقت المحاضرة إلى الجدل الدائر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حول عملية طوفان الأقصى ومسؤولية المقاومة، وغير ذلك من القضايا ذات الصلة.

وقد شهد المنتدى تقديم نحو 70 ورقة علمية محكّمة في 6 جلسات ضمن كل واحدة منها أربعة مسارات متوازية. كما ضم في دورته الثانية خمس ندوات عامّة شارك فيها عدد من الأكاديميين والإعلاميين والنشطاء، وتناولت الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

عُقدت الجلسة الأولى للمؤتمر في أربعة مسارات فرعية متوازية: "فلسطين وحركات التضامن العربية"، و"فلسطين في السياق الدولي"، و"في حق العودة الفلسطيني"، و"استعادة الأرشيف المسروق". كما عُقدت الجلسة الثانية في أربعة مسارات فرعية متوازية أيضًا، وهي: "النكبة: رؤى من خلال سجلات الأرشيف"، و"الاستيطان في الضفة"، و"القدس: سياسات المحو والمقاومة"، و"نظام الأبارتهايد والهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية".

وفي نهاية اليوم الأول، نظّم المنتدى ندوة عامة بعنوان "المواقف العربية والدولية من العدوان على غزّة"، ترأسها خالد فراج، وشارك فيها ثلاثة متحدثين، تطرّقوا خلالها إلى الموقف الأميركي من الحرب على غزة، واستجابة الدول الأوروبية للحرب، والموقف الاستراتيجي العربي منها.

وانتظمت أعمال اليوم الثاني من المنتدى في جلستين انعقدتا في أربعة مسارات فرعية متوازية، وندوتين. انعقدت الجلسة الأولى في أربعة مسارات فرعية متوازية، وهي: "تصوّرات لمستقبل فلسطيني"، و"الشباب الفلسطيني والديموغرافيا"، و"الاقتصاد الفلسطيني: بين الصمود والكفاف"، و"القيادات والمؤسسات الفلسطينية في بداية القرن العشرين".

وانعقدت الجلسة الثانية في اليوم الثاني من المنتدى في أربعة مسارات فرعية متوازية أيضًا: "منظومة السجن الإسرائيلية"، و"الفلسطينيون ومنظومات القوانين"، و"الشتات الفلسطيني: الانتماء والمواطنة"، و"في المقاومة الفلسطينية".

وشهد اليوم الثاني من المنتدى عقد ندوتين؛ تناولت الأولى التي عُقدت تحت عنوان "العدوان على غزة في وسائل الإعلام الغربية والعربية" طريقة تناول وسائل الإعلام العربية والغربية للحرب على غزة. أما الثانية "تحديات إعادة الإعمار في غزة بعد العدوان"، فجرى خلالها تناول العديد من المواضيع المرتبطة بإعادة الإعمار وتحدياته ما بعد انتهاء الحرب.

أما اليوم الأخير من المنتدى، فقد انتُظمت أعماله في جلستين انعقدتا في مسارات فرعية متوازية، وندوتين. انعقدت الجلسة الأولى في ثلاثة مسارات فرعية متوازية، وهي: "فلسطين في أصدائها العالمية: فكرًا وتضامنًا"، و"اللاجئون والمهجرون: الذاكرة والمكان"، و"المجتمع الفلسطيني: الانتماء والفاعلية".

أما الجلسة الثانية، فانعقدت في أربعة مسارات فرعية متوازية: "أنظمة السيطرة الاستعمارية في غزة والضفة"، و"الصحة والبيئة في سياق الاستعمار الاستيطاني"، و"فلسطين وصراع الذاكرة: نماذج نصّية"، و"تحديات بناء الاقتصاد في ظل الاحتلال".

وعُقدت الندوة الأولى "حركة حماس ما بعد العدوان على غزة"، وشارك فيها عدد من الباحثين الذين عرضوا أفكارهم عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما بعد العدوان على غزة. بينما تناولت الندوة الثانية مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.

يُذكر أن منتدى فلسطين يُعد الحدث الأكاديمي السنوي الأبرز عالميًا المخصص للقضية الفلسطينية؛ لناحية الجودة الأكاديمية للأوراق البحثية المقدمة فيه، وتنوّع المقاربات البحثية والباحثين المساهمين من مختلف أنحاء العالم.

وتشمل هذه الأوراق مروحةً واسعةً من الموضوعات المهمة المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، مثل: تاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، وفلسطين في العلاقات العربية وفي العلاقات الدولية، وغيرها من الجوانب المهمة في تحليل القضية، مثل الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد. وقد أصبح هذا المنتدى يمثّل رافدًا مهمًّا للبحث العلمي بشأن فلسطين، واكتسب سمعةً عربية ودولية، ويجذب حضورًا واسعًا من المهتمين بقضيتها وسياقاتها الإقليمية والعالمية، وهو يُعدّ مكانًا للالتقاء وتبادل وجهات النظر بشأن فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.