26-مارس-2018

نويل إسد/ هنغاريا

1

لا أصدّق أنّ سنة كاملة مضت

منذ أن قبّلتُ مخاوفي

على شفاهها المالحة،

وقلتُ لها: سوف أحبكِ إلى الأبد!

 

حملتُ ثِقَلَ العالم

على كتفيّ لثلاثين سنة،

وانظروا إلى حالي الآن!

 

لدي شيء أقوله

عن الاثني عشر شهرًا الماضية؛

أنا لستُ نفس الرجل الذي كنته.

أعاني من صعوبة التعرف إلى الأشياء،

وغالبًا ما أضطر إلى تناول حبوب قوية

لأستطيع التعامل معها!

 

ثم.. يا إلهي!

لقد فقدت السيطرة تمامًا،

أحدق في هذا الجحيم الذي أحياه

محاولًا أن أشعر به،

 لكن

الأيام التي عبرت فوقي

بعرباتها المشتعلة

والأوقات

التي كالثيران الدامية

سحقتني

كانت مجرد أيام أخرى

وأوقات أخرى

مثل كل شيء آخر

ظننتُ أنه سيقتلني...

لكن...!

 

لديّ ما أقوله أيضًا

عن العائلة التي فقدتها؛

أتمنى أن يكون أبي وأمي سعيدين

لقد رزقا طفلًا بصحة جيدة،

أروع طفل على الإطلاق!

هذا ما اعتقداه.

وها قد كبر الآن.

مشروعُهما الرائع!

آآآه،

إنه لا يستطيع حتى الخروج من البيت

دون مرافقة طبيب نفسي!

 

صديقي الوحيد هو رجل مرح

يرتدي معطف مختبرات أبيض على الدوام،

يربّتُ على كتفي المرتعشة

ويعطيني دواء،

كان ذلك يمنحني شعورًا دافئًا

كما لو أنني في المنزل،

لكنه في النهاية

يستحيل إلى ألم قاتل!

 

أقول له:

ما زلتُ أشعر بالوحدة!

فيقول:

"لا تقلق، يومًا ما، أعدك،

ستشعر أنك كامل!".

 

2

حسنًا، لقد حلمتُ بشيءٍ فظيع الليلة الماضية؛

كنتُ أحملُ سكينًا

وأمشي نحوك بخطى متمهلة،

بينما كنتَ غارقًا في نوم هادئ

 تحلمُ ربما مثلي.

شققتُ حلقك من الوريد إلى الوريد.

كان الجرحُ عميقًا يحاول التشبث دون طائل بالهواء،

وكانت صرختُك واضحة.

 

لكن لا يمكن لكل حلم أن يتحقق.

لا أظن أن أشياء كهذه ممكنة الحدوث

إلا في عقل فاسد كعقلي.

 

في الفنادق البعيدة

في الليالي التي بدت طويلة

وبلا معنى

في المنامات التي مزقتني أشلاء

احتجتُ إلى مخرج ما.

وكان الأمر يزداد سوءًا

الجدران تضيق

أكثر فأكثر،

كما لو أنني قبوٌ

داخل قبوٍ،

أراقبُ جثتي

تحت ستة أقدام

من تراب متراكم ومُر

تنبتُ نحو الأسفل

بشكل عمودي

ولا تصل أبدًا إلى أي مكان.

 

لقد حلمتُ بشيءٍ فظيع الليلة الماضية؛

حلمتُ أني أسطو على مصرف.

مصرف كبير ومكتظ.

حاول طفلٌ في الخامسة إيقافي.

لكنني صوّبتُ على رأسه

وأطلقت النار.

جثة أخرى سعيدةٌ

نجت مبكرًا من العالم.

وأنا نجوتُ كذلك،

بكيسٍ أسود ثقيل

على ظهري.

عندما فتحتُه

لم أجد شيئًا.

مجرد فراغ ثقيل

حملته معي

طوال الطريق!

 

اقرأ/ي أيضًا:

القمر مجازك للصرخة.. مكتملًا ووحيدًا

حكاية الرجل ذي الوجه التعيس الذي يقول أشياء جميلة وحزينة

دلالات: