21-يناير-2022

الشاعرة مي مي بيرسنبروج

مي مي بيرسنبروج (مواليد 1947)، شاعرة وكاتبة مسرحيات صينية أمريكية معاصرة، حائزة على جائزتين أمريكيتين للكتاب، غالبًا ما يرتبط عملها بمدرسة اللغة، وشعر مدرسة نيويورك، الظواهر، والفن المرئي. وهي متزوجة من الرسام ريتشارد تاتل الذي تعاونت معه كثيرًا. نشأت بالقرب من بوسطن، ماساتشوستس. وقد تلقت تعليمها في بارنارد، ريد، وجامعة كولومبيا. بعد حصولها على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من كولومبيا في عام 1974، استقرت في المناطق الريفية في شمال نيو مكسيكو، والتي ظلت محل إقامتها الرئيسي منذ ذلك الحين.


غناء

1

أشعر طوال اليوم بقرب الدلافين مني، أفكارها في عقلي.

عندما أسبح تتناغم خلاياي معها، فالمحيط مليء بالاهتزازات التي تنتقل إلى الماء في جسدي.

إنه مستودع البيانات الأصلية القادمة من الفضاء، يمكن لجميع الكائنات الموجودة في الماء الوصول إلى أكاشا.

تتحول النغمات التي تدخل خلاياي إلى شعور؛ وعيٍ بعالمين في وقت واحد.

أعيد إرسال أفكاري وصورتي وشعوري، ونشكل معًا اهتزازات جديدة من المعرفة التي كانت كامنة بداخلي.   

إنها هنا!

أسبح خارج الجَون باتجاهها.

أهمهمُ بسعادة كبيرة، وأصداء رد الجوقة عبر الماء: نحن نعرف بعضنا البعض.

لا تزال إحدى الدلافين أسفل مني بكثير.

تأخذ هيئتها شكلًا، بينما تطلع بصمت بلون ٍأزرق فاتح، بلا حراك، مُنارة بضوء الشمس.

أشكرك على إظهار نفسك، وتحقيق توق عميق في ذاكرتي العميقة.

 

2

أفرغ عقلي، وأستمع لردها الذي يأتي على شكل موجات من العاطفة.

تحيط بي سحابة، أمتدّ في سكونها، وأتلقى نغمات توصل المعلومات بسرعة كبيرة.

يعلمنني الطنين والصفير والغناء، يضخّم الصوت جسدي عبر المياه المفتوحة. حتى لعبها المبهج لديه إحساس بتكوين الفضاء، وعندما تنام تزيد النجوم تردداتها.  

نتبادل الحديث عن طريق خلايا الدماغ اللولبية للصورة والإحساس.

الإرث الكوني وبصمة الامتداد الكوني الهولوغرافي على خلايا القلب العصبية مثل تعاطف الدلفين.

ثمة أصوات يمكنها إيقاف الوقت أو تغيير المحيط أو تغيير بُعدك.

أفقدتني السباحة إحساسي بالمكان والجسد، وارتباطي بالحب المتراكم.

علمتني أن أضم هالتي إلى الكون؛ من خلال الدوران معي في النجوم الرباعية الصوتية، وأن أحب أولئك الذين نندمج معهم.

ثم يُشفى الوجود بالبراءة، حين يصبح الحيوان هو المعلّم.

 

3

تسبح إحدى الدلافين نحوي؛ أحرر التخاطر وأستجيب.

أمارس طريقة التفكير هذه لِمَسّ أشكال الحياة من أماكن أخرى، يحاولون فيها قدر استطاعتهم مقابلتنا.

يطلق نجم الشعرى اليمانية ترددات عالية ليضيء الكواكب الكثيفة المعتمة.

وتسافر الدلافين من وإلى مثل هذا الكوكب من خلال الرسوم البيانية، ومثل الأغاني في طبقات المحيط.

ترغب في أن نشارك في الإضاءة الكبيرة لمجموعة الأرواح في مجرتنا، وأن نتحالف معها للوصول إلى فضاء الأشقاء والشقيقات.

ومن خلال هذه الدوامات الكوكبية تحفز الدلافين ضوء النجوم لتحديث المياه على الأرض.

الانتقال بين هذه الأصناف يكون خلويًا أو هولوغرافيًا أو هندسيًا.

فمثلًا جسم صديقتي يكون ثلاثي الأبعاد من الأمام ومن الخلف رباعي الأبعاد. توجَد هي من خلال الأبعاد، بينما تبدو عادية جدًا بقميصها الأصفر وبنطلونها الأزرق ونحن نسير على الشاطئ.  

"الذاكرة اهتزازية، مثل الحمض النووي؛ ضوءٌ مكثّف". تتطوّع.

"أنا وأنت نروي ماضينا المشترك عن نجم الشعرى اليماني في جلاستنبري في سانتا في".

لذا أكرر مقاطعها اللفظية المرحة والمتقطعة، أستمع إلى المدونات الصوتية الخاصة بمغني النُّو، وأستمع إلى النغمات العالية التي تستخدمها الثريا لتتقدم في غلافنا الجوي باستخدام رموز النجوم الخاصة بالدلافين.

 

4

لدينا ميزات في الحقائق، لسنا على علم بها.

تقيم الدلافين في هذه الأبعاد، مثل الأحلام في المحيطات.   

إنها تسبح عبر تيارات مغناطيسية لكيانات أخرى، ملائكةٍ اخترعناها، سماواتٍ لآخرين، ومصير دوريّ.

ألاحظ قفزة واحدة في طور طاقتها، تجذبها هالة صديقي الشديدة.

لقد أراني الكوكب الشقيق للأرض منسوخًا بالصوت الذي صنعناه أثناء الغناء، جالسًا في فناء منزله، تحت أشجار الصنوبر يحدّق في المحيط.

ثمة رسائل في السحب، وفي الموجات الصغيرة على الجرانيت، وفي الزيز ونداءات المروج.   

يُستحضر المسافرون عبر الفضاء من الجمال المحلي ويتحدون معنا.

تتيح السفر بين الزمن والنجوم من خلال إبرازها النغمات قبل وعي المهاجر. إنها الطريقة التي تتجاوزني فيها الدلافين ولا أرى الفقاعات، إلى أن تصبح بعيدة ومتوارية عن الأنظار.    

 

مرحبًا الورود

1

روحي تتدحرج شعاعيًا إلى أطراف جسدي، وفقًا لذات القوانين

حيث تتألق النجوم وتتواصل بالانبثاق مع جسدي.

عندما تراها ستشعر بتأثير ما يمكن أن يعنيه الشكل المرئي.

تأتي الرؤية من خلال اللون الوردي الغامق أو اللون الذي أراه باستبصار.

الوردة بأكملها بتلاتٌ في الهواء المتحرك، وعاطفة العطر تشير إلى الميدان، لذلك

عندما أتذكر العاطفة أتطرق إلى الأبعاد.

من برعم صغير تظهر حزمة ضيقة من بتلات ناعمة مرجانية اللون، مثبتة فيها

نصف الكرة الأرضية، كما لو كانت بأيدٍ مضمومة كالكأس.

ثم تكون البتلات لا حصر لها، رخوة، مضاعفة، فخمة، موحدة.

أنظر من خلال أصابع متباعدة لأخفف نظرتي، لذا فالضوء البطيء المتألق يرشح؛ فأنظر بإحساس إلى اللون الخاطف هناك.

إنه السطوع الذي يبدو كأنه الظهيرة؛ لأن رؤيتي تسير بنفس السرعة.

أقوم بعمل توازن متبادل بين الضوء الساقط على الجزء الخلفيّ من عيني إلى العصب البصري للغدة الصنوبرية حيث ينسحب الإشعاع عن المادة، ونفسي في المستقبل

إذ تطلع من هذا المشهد.

يمضي الوقت بتأثير الإحساس بالوردة، متضمنًا سعادة جديدة

حيث ثمة ورود متخيلة، ورود لم أرها في حياتي ولم أرها في الكتب

المسجلة في تجربتي.

 

فالتجربة هي الوحي، لأن النباتات والبشر يمتلكون

جزيئات للضوء في خلاياهم

التي قد تصبح متلاحمة، والتي قد تشع فيزيائيًا وأيضًا

مع إبداع الاستعارة، كما هو الحال في الضوء الذي يشع بطريقة هولوغرافية بواسطة

الحدس، حيث أستنشق عبق ورد البوربون، ثم أحاول التمييز؛

ما هي الرائحة، المعنى، وما تسمونها الذاكرة، ما هي العاطفة، وأين في

الحوار مثل اللمس يكون ما يهزني ويجذب انتباهي و

توقي مع وقعٍ مثل بصمات الأصابع في كل مكان؟

أنا أقول إن الإدراك المادي هو بيانات تجسيدي، بينما بالنسبة لـ

الوردة، القرمزي نفسه مسألة.

 

2

الوردة تتواصل على الفور مع المرأة عن طريق البصر، فتنهار

الحدود، والمرأة توسع حدودها.

ويتباطأ "معدل إدراكها" بسبب تعقيدها.

ثمة شعور باللمس وشعور بأنّ هناك من يلمسك، ظلال اللون التي يمكن أن تشعر بها

بسبب اللمس.

ثمة انجذاب بين الوعي والتفتح.

ترمز الوردة إلى ضوء التقارب الذاتي هذا.

لقد أتيتُ لزيارة ورود الملفوف البيضاء المتدلية عند الغسق.

يضيء هذا الركن من الحديقة ضوء مثل طبيعة الضوء التي قد أراها إذا

لمع عبر الضباب أو في الصباح الباكر إذا انعكس على الماء.

أقف بهدوء وأسمح لهذه السمة أن تتخلل الهواء حولي.

هنا مع الوردة البيضاء، اللون واضح، ودقيق أيضًا هذا اللون الذي في طور الوجود

مثل رؤية كوكب الزهرة في النهار.

أثناء المشي، أتحرك داخل وخارج الفضاء السلبي حيث كل وردة مرتبطة بالأخرى

وأصبح غير واثقة من مداي الجسدي ككائن.

انظر إلى الطاقة بين الناس والنباتات، سيصل قلبك إلى معرفة عميقة، قراءة عميقة وسريعة للضوء.

لقد ضبطتُ نيتي عن طريق الإحساس بالانتقال إلى التماسك مع الفوتونات الحيوية

للنبات وإحداث شعور بالاستجابة.

الفضاء يُفتح والإدراك يتجمع، كما هي أحلامي في الليل عديمة اللون

وتحاك داخل الفارق الدقيق.

 

يمكنني الانخراط قصدًا مع تماسك أشعة الضوء وعلى الفور كما لو أنّي

مظلمة، أو كأنّ الضوء الملون للبعد لم يصل بعد، لأن قلوبنا لا

تألف الخارج ولا تراعي طول الموجة، تشكيل المعنى، استخدام القدرة على

الشعور؛ للإحساس بفعاليته في وردةٍ، ولتشجيع التفاعل مع عطر

الصيف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آن سكستون: نشيدٌ لأجلِ السيّدَة

ديان دي بريما: يوم مارسنا الحب عادَ إلهُ الخبز