21-أغسطس-2015

ميسي في هافانا (Getty)

فاز ليونيل ميسي بالكرة الذهبية 4 مرات ولم يفز بكأس العالم، فاز ميسي بالدوري الإسباني 7 مرات ولم يفز بكأس العالم، فاز ميسي بدوري أبطال أوروبا 4 مرات ولم يفز بكأس العالم، فاز ميسي بلقب أفضل لاعب في كأس العالم 2014 ولم يفز بكأس العالم. يُسجل لميسي فشله الوطني مع منتخب بلاده، الأرجنيتين، فرغم اقترابه في نهائيين متتاليين للظفر بلقب قاري وعالمي، إلاّ أن أسطورة  برشلونة لم ينجح دوليًا، وهذا ما يحول اليوم بينه وبين أن يكون الأفضل في كل العصور خاصةً وأن قائد الأرجنتين سيكون في عمر 31 سنة في كأس العالم المقبلة.

لا يُمكن إسقاط ميشال بلاتيني من قائمة الأساطير

تشير التجربة إلى أن الفوز بكأس العالم يرفع من قيمة اللاعب الكروية والفنية والإعلامية، فرغم أن حدوثه يتم في فترة زمنية ضيقة مقارنةً بالموسم الكامل ومبارياته القليلة إلا أنّ الحدث ما زال الأكثر جماهيرية في العالم، فضلًا عما يعنيه لجهة المجد الوطني. لكن المقياس الكروي للنجاح قد يتجاوز هذه العقبة إلى ما هو أكثر عمقًا، في عالم كرة القدم وتصبح المباريات الاسبوعية والاستمرارية وإيقاع تطور اللاعب والحفاظ على المستوى والشخصية القيادية والفوز بالبطولات المحلية والقارية مقاييس تجتمع لتصنع اللاعب الأسطورة.

لذلك لا يُمكن إسقاط ميشال بلاتيني من قائمة الأساطير، فالمهاجم الفرنسي الذي فاز بلقب أفضل لاعب في العالم 3 مرات وكان في المرتبة السابعة في قائمة أفضل اللاعبين في القرن العشرين، ونجح بالفوز ببطولة أوروبا مع المنتخب الفرنسي سنة 1984، لم يتجاوز عقبة نصف نهائي كأس العالم 1986 الذي فاز به المنتخب الأرجنتيي بقيادة دييغو مارادونا. وعكس ما يظن العديد من جماهير كرة القدم فإن مارادونا كان في المرتبة الخامسة بين أفضل أساطير في القرن العشرين، وكان صاحب المركز الثاني خلف البرازيلي بيليه الهولندي الطائر يوهان كرويف، فقائد الفلسفة الهولندية للكرة الشاملة لعب نهائي كأس العالم سنة 1974 وكان أفضل لاعب في المسابقة إلا أنه لم ينجح بالفوز في البطولة ولم يقم بإعادة المحاولة سنة 1978 واعتزل دوليًا في عمر 31 وذلك بعد محاولة اختطاف عائلته.

في بحثهم عن المهاجمين، لن يجد عشاق المستديرة لاعبًا أكثر فعالية من البرتغالي من أصل موزامبيقي، أوزيبيو، فهداف كأس العالم 1966 بـ9 أهداف سجّل مع فريقه بنفيكا 749 هدفاً في 745 مباراة وقاده للفوز بـ 11 بطولة دوري وبطولة دوري أبطال اوروبا، إلا أنه لم ينجح في قيادة البرتغال إلى نهائي كأس العالم في المرة الوحيدة التي شارك فيها في المسابقة واكتفى بالمركز الثالث بعد الخسارة في مواجهة حامل اللقب المنتخب الانكليزي. وفي الوقت الذي احتل أوزيبيو المركز التاسع في قائمة أفضل لاعبي العالم، كان المركز السادس من نصيب الهنغاري فيرينتس بوشكاش حامل لقب أولمبياد 1952 وصانع أمجاد ريال مدريد والمنتخب حيث سجل 508 اهداف في 521 مباراة وقاد منتخب هنغاريا إلى نهائي كأس العالم 1954. وحينها شكلت هزيمة الهنغاريين أمام منتخب ألمانيا الغربية أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم.

لا يصنع كأس العالم أسطورة في عالم كرة القدم، هذا على الأقل ما يُثبته حامل بطولة أبطال أوروبا 5 مرات ألفريدو دي ستيفانو، فاللاعب الذي وصفه دييغو مارادونا بأنه أفضل من شرّف لعبة كرة القدم في التاريخ وكان في المرتبة الرابعة بين أفضل لاعبين في القرن العشرين، لم يشارك في كأس العالم طيلة حياته الكروية. فدي ستيفانو لعب لثلاث منتخبات وكانت بدايته مع الأرجنتين حيث لم يستطع المشاركة في كأس العالم 1950 بسب خلاف بين الأرجنتين والاتحاد البرازيلي، ثم منع من المشاركة في كأس العالم 1954 بعد لعبه مع كولومبيا. بعدها حمل دي ستيفانو الجنسية الإسبانية في عام 1956 وفشل في التأهل إلى مونديال 1958 وحين قاد المنتخب الإسباني في تصفيات 1958 أصيب بعضلة الفخذ ما منعه من المشاركة بالبطولة.

دي ستيفانو ليس النجم الوحيد الذي لم يشارك في بطولة كأس العالم، أسماء عديدة منها أسطورة مانشستر يونايتد ريان غيغز والنجم الفرنسي إريك كانتونا ونجم الوسط الألماني الفائز ببطولة أوروبا 1980 بيرند شوستر. فالمونديال لم يحوّل يومًا أي لاعب إلى أسطورة، ولا يحتاج ميسي أو كريستيانو رونالدو أو مالديني أو فان باستان للفوز بكأس العالم ليكونوا أساطيرًا في عالم المستديرة.


سيئون لكنهم فازوا!

في المقابل كثيرون هم اللاعبون الذين حالفهم الحظ للفوز بكأس العالم وكانوا من دون المستوى المطلوب، ولم يقدموا ما يذكر في عالم كرة القدم، وهذه تشكيلة من أسوأ اللاعبين فوزًا بكأس العالم:

حارس المرمى: ديدا ( برازيل 2002)

الدفاع: شوكران مصطفي (ألمانيا 2014) - كريستيان زاكاردو (إيطاليا 2006) - روكي جونيور (برازيل 2002) - اربيليوا (اسبانيا2010)

الوسط: كليبيرسون ( البرازيل 2002) -- برنارد ديوميد (فرنسا 1998) - فامبيتا (برازيل 2002)

الهجوم:  لويزاو (برازيل 2002) - ستيفان غيفاريتش (فرنسا 1998) - فينشينسو ياكوينتا (ايطاليا 2006)