19-مارس-2016

موقع زانزو

أثار إطلاق موقع zanzu "جسمك بالكلمات والصور" المتخصص بالشؤون الصحية، موجًة من الانتقادات الواسعة في الوسط الصحافي والفضاء الافتراضي العربيين، على اعتبار أنه موجه للاجئي الشرق الأوسط وأبناء المنطقة العربية، لتعليمهم ثقافة الحياة الاجتماعية والجنسية الأوروبية.

انتقد حزب البديل من أجل ألمانيا موقع zanzu معتبرًا أن "الحكومة الألمانية أطلقت الموقع حتى يشعر اللاجئون أنهم في سياحة جنسية"

ويهدف الموقع الذي أطلق بمبادرة من المركز الاتحادي للتثقيف الجنسي في ألمانيا ومنظمة الصحة العالمية، وبإشراف مختصين من ثقافات متعددة، إلى أن يكون مرشدًا للحياة الأوروبية مع مراعاة ثقافات الشعوب الأخرى.

يضم الموقع قاموسًا إلكترونيًا يحتوي على ثلاث عشرة لغة حية، من ضمنها اللغة العربية، واللغة الفارسية، إضافة للغات دولٍ من داخل القارة الأوروبية، وينقسم إلى ستة أقسام، تقدم نصائح صحية للجسد، ومن بينها جزء مخصص للعلاقات الجنسية.

اقرأ/ي أيضًا: اللاجئون.. قنبلة الغرب المسيحي الكافر؟

ورغم أن الموقع سيتم تداوله بين شرائح مختلفة في الثقافات، والأطباء والأخصائيين الاجتماعيين الذين يتعاملون مع أشخاص من لغاتٍ مختلفة، نجد أن الحكومة الألمانية قالت إنها أطلقت الموقع لتسهيل عملية اندماج اللاجئين في المجتمع الأوروبي.

حتى أن القوانين والحقوق المدنية التي على الفرد أن يلتزم بها، وضعت وفق قوانين الحكومة الاتحادية الألمانية، والتي نجدها في مختلف اللغات التي يتضمنها الموقع، ما يعلل أن الحكومة الألمانية، تحاول أن يصل إلى شرائح واسعة من اللاجئين المقيمين في أوروبا.

وكان للموقع نصيب لا بأس به من الانتقادات التي تعرض لها، ومن ضمنها ألوان البشرة التي تميز بين الجنسين، رغم أن الموقع كان يحاول أن يقدم توازنًا في ألوان البشرة، فمن يبحث في القسم الذي يتحدث عن الجنس، يرى أن ألوان البشرة بين الجنسين تختلف، بين فصل وآخر، وهو ظاهر في فصل "أنواع الجنس" على سبيل المثال لا الحصر.

كذلك انتقد حزب البديل من أجل ألمانيا، الصاعد حديثًا في الانتخابات الألمانية، ما يتضمنه الموقع من صور، وطريقة توزيعها، والذي رأى فيها دعوة اللاجئ لممارسة الجنس مع الألمانيات، واصفًا ما يحدث بأن "الحكومة الألمانية أطلقت الموقع حتى يشعر اللاجئون أنهم في سياحة جنسية".

موقع zanzu هو ضرورة ملحة للحياة الأوروبية، قبل أن يقدم للاجئ، نظرًا لأن أوروبا ذاتها تعاني من خلل في العلاقات الاجتماعية

اقرأ/ي أيضًا: تحولات الهوية عند العرب الأمريكيين

أما فيما يخص المضمون، فالموقع يقدم البديهيات المعرفية الصحية للحياة الجسدية، مع صورٍ وشرح لجسد الرجل والمرأة، وطبيعة العلاقات العاطفية، مع تخصيصه فصلًا كاملًا لطبيعة العلاقات الجنسية، والتأكيد على الحقوق المدنية للأفراد، أي أنه يقدم بطريقة مبسطة صورة واضحة عن طبيعة الحياة الأوروبية بشكل عام.

يمكن القول إن الغالبية العظمى، تعرف جيدًا أن اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ينتمون إلى شرائح مختلفة من حيث العادات والتقاليد وطريقة الحياة الاجتماعية، ففي النهاية أحداث كولونيا الأخيرة لا تزال عالقة في أذهان نسبة كبيرة من الألمان، والتي جعلت أحزاب المعارضة ترفض سياسات الحكومات الأوروبية تجاه اللاجئين، زد على ذلك موجات العنصرية التي بدأت بالتصاعد، ما يعني أن الموقع ليس إلا أحد أشكال التسهيلات التي تقدمها الحكومة الألمانية للإسراع في عملية اندماج الوافدين الجدد إلى القارة العجوز.

فالموقع إن أمكن القول، هو ضرورة ملحة للحياة الأوروبية، قبل أن يقدم للاجئ، نظرًا لأن أوروبا ذاتها، تعاني من خلل في العلاقات الاجتماعية، ولطالما تسربت مقاطع فيديو يظهر فيها تعرض الإناث للضرب، وهناك قصص كثيرة يتم تداولها بين الصحافة الصفراء، والصحف التي باتت تبحث عن قراءة مجانية، تروي ما يحدث من تعنيف، وإشكاليات في الحياة الجنسية بين الزوجين من مناطق مختلفة من العالم.

ربما علينا أن نأخذ الموقع من المنظور الإيجابي، فهو يقدم المعلومة بطريقةٍ سهلة، ومن دون أي تعقيدات، فهو سهل الانتقال بين الأقسام والفصول، وهو سيساعد اللاجئين على فهم طريقة الحياة الاجتماعية في ألمانيا، وباقي الدول الأوروبية ما سيسهل عليهم الاندماج في ثقافة جديدة، كانت بعيدة عنهم إلى وقت قريب.

اقرأ/ي أيضًا:

اللاجئون في السويد.. أسئلة قلقة

اللاجئون.. سلاح آخر في الحروب