18-أغسطس-2016

خالد مالك/ سوريا

الميت

1

أنا الميت
وفي فمي سكاكين تأكلني
لم أعد أعرف طريقًا إلى رحمها
جثتي ذبيحة، ورأسي يضرب الأبواب
إخوتي لافتات الموت بين حطام المدينة
أين الله؟ أين الاتجاهات؟
آهٍ حبيبي مَن سافر في وجهي مثلك
ووجهي الخرابُ والخفافيش في وجهي
متى ولدنا كي تموت؟
مَن الزاني بحقي أكثر مني؟ 
مَن المجرم؟
مررتُ.. والسكاكين في جرحي 
وفي جثتي رائحة الحريق
مَن أرسى الجبال في حلقي!
مَن فتح أبواب الجحيم؟
مَن ذبحني أمام عيني، لتبكي نفسي على نفسي

2

حزن أمي غريب
فتت عالجرية وكأنو غراب البين فتح جناحو وغطاها
متى انتحبت، وفي ثوبها رائحة الموتى والقبور؟
حزن أمي غريب، كأني طلعت من وجهي، على وجوه تلطم 
حزن أمي غريب، أمي ربتنا بدموعها 
وها هي الآن.. تأكل لحمها حزنًا، وكل مَن حولها مجانين يرقصون سوادًا تحت السماء 
والسماء ندابة، امتلأ صدرها بالبكّائين 
وأنا كالغراب، ابتسمت لمن ذبحوه، اقتربت من رحمها ونمت هناك 
ورأيته في المنام يبتسم!

اليتيم

1

يسكن الله قلبي، وأنا لا بيت لي
مشنقتي بين يديَّ 
وأحلامي في الظلام
أخاف أن يهبط الضوء

2

لم أُخلق بائسًا أيها العالم
لقد تعلّمت البؤس منك
أرضعتني الشوارع خيبتي
وعلى هذا كبرت حزينًا.

3

كلما تعبت 
أحضنُ جسدي وأنام
أنا أمي وأبي

جبرائيل

لعنتُ نفسي مرة
ثم كررتها على الفور
هكذا أستردّ هيبتي أمام نفسي
هكذا أمضيتُ عمري
لعنة إثر لعنة
جبرائيل.. أرجوك اقلبِ السماء

لا شيء جميل إلا إذا خلته جميلًا.
دائمًا نسقط في داخلنا
لأن الأرض قريبة، لا تكفي المسافة لنشعر بالسقوط
جبرائيل أرجوك اقلبِ السماء

من الغباء أن نعيش شجعانًا في عالم لكي نعيش فيه 
علينا أن نكون جبناء
وأنا أعرف
أنه لو اجتمع العالم لإيذاء ميت واحد لما استطاعوا
جبرائيل.. أرجوك اقلبِ السماء

أشدُّ أنواع الغربة لعنة 
أن تشمّ الرحيل في كل الأشياء ولا تدري إلى أين ترحل
جبرائيل: دعِ السماء وشأنَها.

اقرأ/ي أيضًا:

سيرة يدي اليسرى

بريد الغرباء