14-يونيو-2019

زهير حسيب/ سوريا

1

إلهي،
رأيتُ في المنامِ
أني 
أتشبّثُ بعرشِكَ،
كالنمر الذبيح 
كالليلِ

كنتُ
معلّقًا
بين السماوات 
والأرض،
ودمي
كان يقطرُ
فوق رؤوس الأنبياء!

 

2

أعيش في غرفة ضيقة 
بنافذة واحدة 
تطلّ على المرآب..
وثمة مخبز أوتوماتيكي
في الغرفة المجاورة
يعمل بلا توقف
طرقاته على الجدران
تدفعني إلى الجنون.
أمتنع عن النوم لأسبوع 
آخذ صداعي في نزهات طويلة 
وأكوّم الأيامَ في آلة الغسيل 
آملا في نهاية ما ...
دون جدوى
أنا لا أعرف حقا ما الذي أنتظره..
عالقًا في مدار ميت 
لكوكب توقف عن الدوران!
كم أتمنى لو أفتح الباب،
الباب الصغير
في آخر الممر 
وأغادر!
دون أن أفكر في شيء 
أو أحد..
هكذا فحسب،
أتلاشى في العتمة 
مثل ظلّ شاحبٍ 
لرجل غير موجود..!

 

3

هل تدركُ يدا النحّاتِ المنهكتانِ

بالمزيدِ من النقوشِ

على بَدَني الصّلْدِ

خدعةَ الخَلْقِ أخيرًا؟

 

4

دع الليل يأتي 
بفكيه المزيّنين بالطحالب 
وريش الطيور المائية 
كوحش غامض 
في خرافة 
أو كتمساح.
أود 
أن يغرز أنيابه الألف 
في جسدي
أن تطقطق عظامي 
في جوفه
مثل جوقةٍ،
أن تبصر عيناي
في عينيه 
مشهدَ رعبها المفضل.
أنا بحيرة الدم 
التي سيخلفها وراءه،
ستحلم بي الأسماك،
وأحذية الأطفالِ الغرقى 
ستترسبُ عميقًا 
مطلقةً سراح أقدامها،
والحياةُ
سترى وجهَها القبيحَ 
أخيرًا 
على جلدي الذي يلمعُ كنصل!

 

5

قبل أن يلثمَ الحجرُ الأوّلُ خمرةَ الظلال

من الطريقِ المتقشّف

كنتُ حجرًا ناسكًا

في الطريق المتقشّف ذاته،

 وكانت البصيرة

مسندة إلى مشتهىً هشّ

وماثلة في حضرة الطيور

التي لم تهتك فخاخَ الأرض

ولم تدّعِ الزرقةَ

حين لامسَ ريشَها المجدُ الآيلُ

واعتدلت القمّةُ بالهُوّةِ،  

ثم حلّقَ في خشبِ الغابة الكبيرةِ

 عواءٌ سرّيٌّ

يندلقُ من أوجاع النار

وأقدام الأشجار المبتورة 

وفناء السريرة

السريرة البسيطةُ... كنهر،

الواضحة

كإشارة حجرية في حقل رماد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عنكبوت متعبٌ من الزوايا

نوبةُ سعالٍ يغذيها الغبار