25-يوليو-2018

مهرجان وهران للفيلم العربي - فيسبوك

الترا صوت – فريق التحرير

أعلن "مهرجان وهران للفيلم العربي" عن أناقة ومصداقية خاصّتين، منذ دورته الأولى عام 2007، بفضل الخبرة التي يتميّز بها مديره حمراوي حبيب شوقي، وزير الثّقافة والاتصال الأسبق والمدير العام للتّلفزيون الجزائري يومها. وتجلّت تلك المصداقية في طبيعة الوجوه الحاضرة والأفلام المشاركة والنّشاطات المقترحة.

كان الانتقاد في الدّورات السّابقة من "مهرجان وهران للفيلم العربي" يذهب إلى طبيعة الأسماء والأفلام المشاركة، لكنّه انصبّ هذه المرّة على الملصق

خصّصت إدارة المهرجان جائزة "الوهر الذّهبي"، والوهر هو الأسد في اللّغة الأمازيغية، في مجالات أفضل إخراج وأفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل سيناريو وأفضل مقال نقدي وأفضل فيلم وثائقي وجائزة لجنة التّحكيم.

اقرأ/ي أيضًا: مهرجان وهران للفيلم العربي.. انتقادات بالجملة

غير أنّ إزاحة حمراوي حبيب شوقي من إدارة المهرجان وتعيين مديرة الثقافة في المدينة ربيعة موساوي، أوقعاه في تخبّطات كثيرة جعلته يفقد بريقه وألقه. وهو ما حاولت وزارة الثقافة استرجاعه من خلال تعيين الشّاعر ومدير الأخبار السّابق إبراهيم صدّيقي عام 2015.

نجح المدير الثّالث للمهرجان في أن يستقطب وجوهًا وأفلامًا وازنة، لكنّه فشل في جوانب تتعلّق بالتّنظيم والجماليات والتّسيير الإعلامي، بما جعل أصواتًا تدعو إلى إقالته وتكليف شخصية أكثر خبرة ونزاهة، مثلما ذهب إليه النّاقد السّينمائي عبد الكريم قادري عام 2017.

مهرجان وهران للفيلم العربي

كان الانتقاد في الدّورات السّابقة يذهب إلى طبيعة الأسماء والأفلام المشاركة، وإلى فقر البرنامج الثّقافي المرافق للمهرجان، وإلى بعض اختيارات لجان التّحكيم أو إلى بعض وجوهها نفسها. لكنّه انصبّ هذه المرّة على ملصقة المهرجان، التي ما أن تمّ الإعلان عنها حتّى شكّلت وجبة ساخرة لدى الفنّانين والإعلاميين في موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك. بسبب ما وصف بضحالة التّصميم، والبعد السّياسيّ على حساب البعد الفنّي في شعار الدّورة "نعيش معًا"، انسجامًا مع خطاب المصالحة الوطنية، الذي يتبنّاه نظام الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالإضافة إلى الخطأ اللّغوي الذي تضمّنته الملصقة، حيث كتبت الحاء عوضًا عن الخاء في عبارة "فخامة الرّئيس".

فنّانون وكتّاب وإعلاميون، شجبوا ما وصفوها برداءة التّصميم، "بما يشكّل تراجعًا صارخًا عن المستوى الجمالي، الذي عرفته ملصقات الدّورات السّابقة". تقول الإعلامية دليلة مالك لـ"الترا صوت". وتضيف: "إنّ التّقليل من أهمّية هذا الباب، ينفي كون السينما أكثر الحقول الفنية عناية بالجوانب البصرية والجمالية، فكيف يأخذ مهرجان سيمائي مصداقيته إذا كان يبتذل الجماليات؟".

عزّ الدّين ميهوبي: ماذا لو تمّ تنظيم مهرجان وهران للفيلم العربي دون ملصق؟ هل كان هذا سيؤثّر على الحدث؟

في كلام دليلة مالك إشارة إلى تدوينة وزير الثّقافة الكاتب عزّ الدّين ميهوبي، التي ورد فيها اختزال مهرجان تكرّس كموعد ثقافي سنوي بامتياز في شكل ملصق أمر يدعو للأسف. يسأل الوزير: "ماذا لو تمّ تنظيم مهرجان وهران للفيلم العربي دون ملصق (أفيش)؟ هل كان هذا سيؤثّر على الحدث؟ لا أعتقد". وتختم التّدوينة التي نقلها موقع المهرجان على موقع فيسبوك: "الملصق اكتفى بعرض شعار "نعيش معًا" تعزيزًا لمبادرة الجزائر الإنسانية. والسينما إحدى أدوات التعبير عن ذلك".

اقرأ/ي أيضًا: متى ستُوثق السينما الجزائرية لجزائر الحاضر؟

يبدو أن فيسبوك تحوّل إلى جهاز رقابة حقيقية وأداة للضّغط على المؤسسات الثقافية الجزائرية، بما يجعلها تحسب ألف حساب قبل القيام بخطوة لا تراعي المعايير الجمالية والفنية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل أساء فيلم أحمد راشدي الجديد للثّورة الجزائرية؟

نادٍ للسّينما باسم الأخضر حامينة في الجزائر