09-يوليو-2018

الروائي فواز حداد

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


فواز حداد روائي من سوريا من مواليد دمشق 1947. تعد تجربته من أبرز التجارب السورية الراهنة في الرواية. أصدر 13 رواية، منها: "موزاييك 39" و"تياترو 1949" و"مرسال الغرام" و"المترجم الخائن" و"عزف منفرد على البيانو" و"السوريون الأعداء" و"الشاعر وجامع الهوامش".


  • ما الذي جاء بك الى عالم الكتاب؟

ربما كانت المصادفات، أعزوها أحيانًا إلى أخي الذي يكبرني بعامين، اشترى مجلدات ألف ليلة وليلة من سوق "المِسْكِيّة" لم يقرأها، أنا قرأتها وكنت في الثانية عشرة من عمري.  هواية القراءة فعليًا بدأت في سن التاسعة، كان بيتنا على مقربة من مكتبة "دار اليقظة" و"المكتبة العمومية"، ثم فتحت مكتبة في الدخلة الواقعة خلف سينما "الأهرام"، ورأيت فيها كتبًا لليافعين، سلسلة تتضمن كما أتذكر روايات "بينوكيو" و"سجين زندا" و"ايفانهو". أعتقد كان إغراء الكتب في هذه المكتبات لا يقاوم بسبب أغلفتها الملونة. وكنت في سن مبكرة مواظبًا على قراءة مجلتي "سمير" و"زوزو". فيما بعد، لم يعد عالم الكتاب سوى بيتي الشخصي، كيفما تلفت أجد نفسي في داخله.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب الأكثر تأثيرا في حياتك؟

الرواية، كانت المؤثر الأكبر، لا سيما كلاسيكيات الرواية العالمية، ومعها الروايات المصرية دونما استثناء، مع أنني كنت أقرأ كل ما يقع تحت يدي، وكان كثيرًا، بحكم ترددي على مكتبة المركز الثقافي في أبي رمانة. كان ارتيادي لها أشبه بالدوام الرسمي. خلال العطل الصيفية صباحًا ومساء. واكتشافي وجود مكتبة غنية في مدرستي "جودة الهاشمي"

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

ليس هناك كاتب مفضل، هناك كتّاب مفضّلون، أقرأ كل ما كتبوه، أو ترجم لهم. قرأت كل ما كتبه نجيب محفوظ، والطيب صالح وجميع ما ترجم لدوستويفسكي وأندريه جيد وفلوبير وستاندال وبعض أجزاء "البحث عن الزمن الضائع"، لم أكملها وذلك لمغادرتي سوريا، وغراهام غرين وماركيز، وطبعًا تشيخوف وغوغول وتورجنيف وتولستوي... بمجرد ما أعجب بكاتب أبحث عن جميع مؤلّفاته وأقرأها... من خلال تجربتي مع القراءة، كان لدي كتّابي المفضلون، لكنهم لم يحجبوا عني الكتاب الجيد، بحكم محاولاتي الدائمة التعرّف على الكتاب الجدد. 

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

لا، أبدًا. كنت أتحاشى التعليق على الكتاب، أو كتابة ملاحظات، كانت انطباعاتي عنه حبيسة صدري. وإعجابي الشديد به أعبّر عنه بكلمات قليلة، غالبًا لا أستطيع تفسيرها كان الكِتاب يستولي عليّ بحيث أعجز عن التعبير عمّا أضافه له من كثرة ما أسرّني. تمامًا مثلما لا أستطيع الكلام عن رواياتي، ربما لأنها تحضرني دفعة واحدة.   

  • هل تغيرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لم تتغير، وإنما بسبب ظروفي تآلفت مع الكتاب الالكتروني، أنا بعيد عن مكتبتي في دمشق وهي تضمّ عدّة آلاف من الكتب المتنوِّعة. كانت تشكّل بالنسبة لي مرجعية هامّة. مع الوقت استطعت تكوين مكتبة إلكترونية، ربما تزيد عن مكتبتي الورقية.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

لا تختلف مكتبتي الورقية عن مكتبتي الإلكترونية كثيرًا. أولا أعتقد أنّ مكتبة الروائي يجب أن تكون غنية بجميع أنواع المعرفة، لذلك ضمت مجموعات متنوعة في الرواية، النقد الأدبي، التاريخ (السوري، العربي، العالمي)، الفلسفة، الدين، التصوف، التراث، المسرح، السياسة، علم النفس، علم الاجتماع، السينما، العلوم المبسطة، إضافة إلى الدوريات.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

عادة أقرأ عدّة كتب معًا، وبالتناوب بينها، رواية، فلسفة، سياسة، تاريخ، سينما... في الوقت الحالي أقرأ "كل رجل" لفيليب روث، و"عودة الموت الأسود" لسكوت ودنكان، و"فتيان الزنك" لسفيتلانا ألكسييفيتش، و"معارك التنويريين والأصوليين في أوروبا" لهاشم صالح. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة طارق عزيزة

مكتبة علي جازو