20-يوليو-2020

الروائية دعد ديب

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


دعد ديب روائية وكاتبة من سوريا. تحمل إجازة في الاقتصاد والتجارة من جامعة دمشق. صدرت لها رواية بعنوان "وتترنح الأرض" عام 2019.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

ربما تتعدد أسباب في تحديد المسارات التي تحمل المرء إلى غاية ما، ولكن بالنسبة إلى موضوع القراءة والكتب أعتقد أنه ذلك التوق الخفي للحكايا والتخييل الذي يقودان بدورهما إلى شغف الكشف والمعرفة، وهذا بدأ مع حكايات جداتنا، ومن ثمَّ تصاعد مع الوقت إلى أن يصبح الكتاب رفيقًا وصديقًا عبر ما يتيحه من التجول في أفياء رواية، أو قصيدة، أو خيال.. وهكذا نعيشُ من خلاله تجربة بمناخات أكثر تحرراً مما تفرض علينا حياتنا الواقعية المثقلة بالقيود.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

لا أستطيع أن أحصر كتابًا بعينه أو أعمالاً بذاتها، لأني أعتقد أن ثقافة مجملة بكافة تلاوينها أثرت جميعها في صياغة وعيي على النحو الذي آل إليه، ولكني ربما أستطيع التحدث عن كتاب أو رواية أدهشتني بهذه الآونة ووقفت عندها مثلًا "كافكا على الشاطئ" لـ هاروكي موراكامي لأن هذا العمل أثار لديَّ أحاسيس غامضة والتبست لدي مقاصده ومدلولانه، بالإضافة إلى كثافة التشويق واللعب بفانتازيا حركة الشخوص وتداخل العوالم المتخيلة، والكثير مما يحس ولا يقال، وفي مجال الدراسات النقدية أدهشني كتاب اقترافات التأويل للناقد السوري خالد حسين، كونه كسر جفاف لغة التنظير النقدي القاسية، وجعلها والشعر صنوان يتبادلان الإيقاع والنغم والعذوبة مع العمق والرأي المتمكن من أدواته.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

يصعب الحديث عن كاتب واحد له أهمية بصفة مطلقة لدي، وخاصة لقناعتي الأكيدة بعدم اكتمال شيء بالحياة فما بالك بالأدب الذي تنفتح أبوابه على التأويل والاحتمال والعوالم الخبيئة وغير المطروقة! إذ إنه في كل مرحلة من حياتي يسرق اهتمامي وانتباهي كاتب ما، وهذا الاهتمام والانبهار يتراجع بعد مضي فترة من الزمن نتيجة تغير رأيي وتطور وعيي وذائقتي، ولكن مع ذلك فإن الكتابات المسرحية للإسباني إليخاندرو كاسونا مثل مركب بلا صياد وسيدة الفجر بقيت حاضرة في وجداني لشفافيتها المتناهية، وقربها من روحي، وللهالة الوجدانية العالية التي تثيرها في أعماقي.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

نعم بحكم كوني أكتب مراجعات نقدية لأعمال روائية مختلفة، فمن الضروري أن أدون ملاحظات حول ما أقرأ، وما أعتبره مميزًا، أو مناسبًا للتركيز عليه، وما أجده ضروريًا لتسليط الضوء على المفاصل المهمة عند صياغة مقال حوله، ومن ناحية أخرى تدوين هذه الملخصات أو الملاحظات بمثابة أرشيف شخصي لمطالعاتي في فترة ما قد استفيد منها لاحقًا في مشاريع مستقبلية.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

نعم لقد اشتدت علاقتي بالكتاب وارتفعت وتيرة قراءاتي بعد دخول الكتاب الالكتروني، وذلك بحكم توافره وسهولة الحصول عليه مهما بعدت المسافات وأماكن دور النشر، إذ إننا فيما سبق كنا مقيدين مكانيًا بالأعمال التي تقع بين أيدينا أو تتوافر في مجالنا الضيق، أو نحصل على العمل الأدبي أو الفكري بعد إصداره بوقت طويل أما اليوم ومع احترامي لحقوق النشر لدى الكتَاب وأنا منهم لا أستطيع رفض كتاب مهم أحصل عليه عبر شبكة الإنترنت ،رغم أن قرصنة الكتب تبخس حقوق مؤلفيها وجهدهم، لكنها تتيح لنا متعة الاطلاع العاجل عليها وقراءتها في حينها، ورغم الحميمية التي يتيحها الكتاب الورقي إلا أن المسألة هي اعتياد ومتى اعتدنا عليها لا نستطيع بعدها الاستغناء عنها، لدرجة عندما يتوفر لدي الكتاب ورقيًا والكترونيًا أفضل قراءته عبر شاشة الحاسوب بحكم العادة.

  • حدثينا عن مكتبتك

مكتبتي هي عالمي الخاص الجميل الذي أرجع إليه دائمًا، حيث إن القراءة هي نشاط يومي وممتع بالنسبة لي، يتراوح بين الأعمال الأدبية من شعر ورواية وبين الدراسات النقدية والفكرية، التي أرى أنه يلزمني عمر آخر حتى أنتهي من جزء منها، وألم بالمفيد مما جاء فيها، كما أن مكتبتي الإلكترونية تحفل بكمية هائلة من الأعمال التي تنتظر مني وقتًا لأتدبر قراءة متأنية لها، ودائًما هناك أعمال ذات شهرة تتنافس مع غيرها بأهمية وأسبقية القراءة، لذا تراني أبدأ بأكثر من كتاب بآن واحد ولا أخفي أن هذا الأمر يفسد المتعة المتأتية من الاستغراق في عوالمها وما قد يتناسل عنها من تهويمات وتداعيات تفتح أفاقًا مغايرة.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

أقرأ رواية "الريش" لسليم بركات. سمعت عنها كثيرًا إلى أن حصلت عليها، ولا أخفي سرًا أن لأسلوب الكاتب ميزة استثنائية وفرادة لا تشبه أحدًا سواه، تلك التي تدهش المرء وتفاجئه وتأسره في آن واحد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة محمد ناصر الدّين

مكتبة حنان قصاب حسن