04-أبريل-2021

لوحة لـ أيمن بعلبكي/ لبنان

منذُ سنواتٍ ليست بقليلة، أخذتُ ألاحظُ أنّ أحكامي على القصيدة الجديدة تميلُ أكثر فأكثر نحو أن تصيرَ أقلّ قسوة مما كانت عليه من قبل. وإنّ ما كنتُ أعتبره لسنواتٍ خلَتْ غيرُ مقبول على الإطلاق، أصبحَ اليوم مقبولًا بل وفي أحيانَ كثيرةٍ مرغوبًا وممتعًا، إذا ما اعتبرنا مراقبةَ الضعفِ والحيرةِ الّتي تعتري الآخرين متعة على وجه من الوجوه. هذا الميلُ نحو اللّين يفترضُ في مقلبِه الآخر، إنّني لم أعُد أطلبُ من القصيدة الجديدة ما ليس في إمكانها، وما لا تستطيع تقديمه. والحق يقال إنّني سرعان ما انتبهتُ إلى أنّ أحكامي القاسية، ومطلبي الأبرز أخذ يتّجه نحو التّحليل والنقد أكثر منه نحو القصيدة، الّتي يقولُ فيها بول شاوول شاعرنا الكبير، تولدُ وتموتُ ضعيفةً، إذا ما تسنّى لها الموت.

الكلمة، التي كان الخلق في البدء صفتها، لم تعد تستطيع أن تخلق ولم تعد تستطيع أن تعترض أو تغيّر أو تقيمَ عزًّا لأصحابها أو تدمّر مجدَ أعدائها

ثمّ إنّني أيضًا لمْ ألبث، ومنذ زمن ليس ببعيد، أن أخذتُ أشفق على النقّاد والمحلّلين والصحافيّين من أحكامي الّتي بدَت لي جائرة على حين غرّة، وجعلتُ أفكّر في أنّ العلّة الّتي يجب أن أوجّه قسوتي نحو أسبابها تنمو ويقسو عودُها في مكان آخر. كنتُ أحسبُ على أبعد تقديرٍ أن في وسع الكلمةِ الثّاقبة أن تفعل فعلها في الاجتماع والسّياسة والسّلوك اليوميّ.

اقرأ/ي أيضًا: ملف| بسام حجار.. شاعر المتاهة

بكلامٍ أقل إشكالية وأكثر وضوحًا في مقصده، إنّ ما قرأته وما عشته واختبرته لا يعينني على فهم كيف يكون مئات الألوف من الناس مستعدّين لبذل الدّم من أجل خروج الجيش السوري من البلاد، ثم وبسحر ساحر ينقلبون على أعقابهم ويستعدّون مجددًا لبذل الدّم من أجل حماية التدخل السوري في الشؤون اللبنانية. أقولُ هذا لا لأدخل الناس في متاهات السياسة بل لأظهرَ المنطق الذي يحكم معظم المشتغلين بالثقافة. الفكرة مفادها أنّ الكلمة التي كان الخلق في البدء صفتها لم تعد تستطيع أن تخلق ولم تعد تستطيع أن تعترض أو تغيّر أو تقيمَ عزًّا لأصحابها أو تدمّر مجدَ أعدائها. قد يجوز خلافُ هذا الذي ذكرت وقد يصحُّ فيما لو افترضنا أن ما نقرأه من تواريخ وقصص لم يكن من مواليد السّلطات الغاشمة.

غاشمة بمعنى أنّها لا تفقهُ ولا تقيمُ للحجّة وزنًا ولا للتبريرِ اعتبارًا، وهذه كلّها من نشاطات اللّسان ومن بعض ما يُحسنه.

هكذا أخذتني الرأفة بالقصيدة، منذ سنوات بدأت ارأف بالكلمة عمومًا، وبالمنطق السليم على وجه التحديد. لعلّ هذه تحية لجبران تويني وسمير قصير، فهما حتى استشهادهما رأيا في القول والخطاب والمنطق سببًا كافيًا ليموت المرء من أجلها.

ولأنّ الشهداء يقيمون بيننا على نحو لا نستطيع الفكاك منه، أحسبُ أنّ مدخلي لنقاش آفاق قصيدة النثر واحتمالاتها يبدأ من الموت نفسه. هو يبدأ من شعورنا العارم بالحزن، في هذه الأزمنة بالذات، وبعض القصائد التي كتبت في وداع الذين ماتوا وما كانوا يريدون الموت، اتخذت من العجز عن الفعل والتأثير سببًا للكتابة. وأغلبُ الظنّ أنّ من يريد العودة إلى تلك الكلمات التي كتبت في من فقدناهم، على غير رغبة منّا ومنهم على حدّ سواء، سيجدُ في هذا العجز ما يقيم أودُّ الكلام برمته.

القصيدة الحديثة تقفُ أمام الجدار العالي الذي واجه الرجل الفيل والغزال معًا، لكنّها في معنى من المعاني تؤثِرُ البوحَ على الهجوم

كان ميشال أبو جودة يقول أنّه لو تسنّى للصّحافي أن يكتبَ مقالةً في قاتله فسيظلُّ يكتب ضدّ قاتله، وأحسب أنّ الأصح أنه سيكتب ما كان يريد أن يكتبه من قبل. وكان ميشال شيحا، وهو صانع من صناع السياسة اللبنانية، يقول وهو يلاحظ الأوضاع من حوله عاجزًا وواقعًا في الحيرة: أحيانًا يكتبُ المرء للأشجار الكبيرة، للرّيح.

ألا يقعُ هذا الكلام في الشعر؟

من نافل القول إنّ تحرر قصيدة النثر من النظم والشّكل أوقعها في غابة من الأسئلة. ليست الأسئلة تلك التي تشكك بشاعريّتها، فهذا أمر لا أعيره الكثير من اهتمامي، وليأخذ الناظمون صفة الشعر لما يكتبونه إلى بيوتهم الشعرية، وليُطلقوا على هذه القصيدة المنثورة ما يريدون من تسميات فلست كثير الاهتمام في حيازة هذا العرش الاسمي والانتساب إلى مملكته. الأسئلة الجوهرية التي أرى أنها تواجهني شاعرًا وقارئًا تقع في سياقين اثنين: السياق الأول يتعلّق بمدى قدرة هذه القصيدة على احتلال موقعٍ مهم في غابة خطابات السّلطات المتنوعة. السياق الثاني يتعلّق بمدى قدرة هذه القصيدة من جهة أخرى على الاستمرار مربوطة إلى قيد المكان الذي تأتي منه.

اقرأ/ي أيضًا: استعادة "رتق الهواء" لوديع سعادة: إنّه مجرّد لَعِب

في السياق الأول يمكن القول أنّ القصائد التي تسنّى لي الإعجاب بها في السنوات الأخيرة كانت تنتمي بمعنى من المعاني إلى ضرب من ادعاء الوهن والعجز في أصل بنيتها المعنوية. كانت القصائد، ضعيفة، بالمعنى الذي يجعلها تشبهُ في بنيتها الحقيقية بوحًا يطلَقُ لمرة واحدة. من يتذكّر فيلم الرجل الفيل لدافيد لنش؟ في هذا الفيلم، تلاحقُ زمرة من الرجال الرّجل الفيل، وحين يجد نفسه محشورًا بين الجدار والزمرة التي تلاحقه، يلتفت، ويسفر عن وجهه ويقول: أنا إنسان. يقول ذلك بما يشبه بوح الرجل لامرأة بأنّه يحبها. يبوحُ لأنّه لم يعُد يجدْ حيَلًا كافية لإطالة تواجده معها، فيطلقُ بوحَهُ بوصفه طلقته الأخيرة. في هذه اللّحظة على من يبوح أن ينتظر الحكم. فإما أن تؤمن الزمرة التي تلاحق الرجل الفيل بأنه إنسان فتكفّ عن ملاحقته وتهديده، وإما لا تقيم للعبارة وزنًا فتصرف النظر عن الكلام الذي قاله والكلام الذي يمكن أن يقوله وتقتله كما يقتل الأسد فريسته، من دون أن يقيم وزناً لأخطائها، بخلاف ما يرى كاظم جهاد في قصيدته الرائعة "هزيمة النسر" الصادرة ضمن مجموعة بديعة عن دار الجمل. وفي الحالين يكون الرجل الفيل قد أطلق سلاحه الأخير وأخذ ينتظر حكم الآخرين عليه.

ربّما يجدر بنا أن نرفقَ هذا المثال، بمثال آخر، لبنانيٌّ بامتياز: في عام 1965 نشرت مجلة أوروبية فيلمًا من أربعة صور لواقعةٍ طريفة بطلاها غزال صغير وكلب دانماركيّ من الفصائل المتوحّشة. في الصّورة الأولى نرى الغزال هاربًا من الوحش راكضًا بأقصى سرعته، في الصّورة الثانية نرى الكلب قد أخذ يقترب من الغزال، وفي الصّورة الثالثة نجدُ الغزال وقد واجه جدارًا عاليًا لا يستطيع القفز فوقه والكلب وراءه تمامًا، أمّا في الصّورة الرّابعة فنرى الغزال قد استدار نحو الكلب وهجم عليه فما كان من الكلب إلا أن ولّى هاربًا بأقصى ما يستطيع من سرعة. على هذه الواقعة كتب ميشال ابو جودة مقالة في تحليل سياسة الرئيس شارل حلو في العام 1968 وكان عنوانها "اوعا الغزال".

أحسبُ أنّ القصيدة الحديثة تقفُ أمام الجدار العالي الذي واجه الرجل الفيل والغزال معًا، لكنّها في معنى من المعاني تؤثِرُ البوحَ على الهجوم، وتؤثِرُ أن يُحكَم عليها على أن تحكُم على الآخرين. وفي هذا المعنى فهي تجهد في أن تقع في موقع الضحية. وهذا الموقع بالذات هو ضربٌ من ضروب السّلطات الحديثة ويملكُ خطابًا متماسكًا يجدر بنا أخذه بعين الاعتبار. لكن ما يجري اليوم، وأمام الموت الذي يصيب الصحافيين والمفكّرين وأهل الثقافة، يمكننا أن نتخيّل نهاية أخرى لبوح الرجل الفيل. باح الرجل الفيل بكونه إنسانًا وانتظر أن يُعفَى عنه، لكنّ الزُّمرة في ما يبدو قتلتهُ في حالتنا اللبنانية والعربيّة.

الناظر اليوم إلى هذا العالم العربي الممتد على رقعتي الدم والفوضى، والواقف عند تخوم مستقبله الكارثي يدرك أن لا خلاص لهذا العالم إلا بالشعر

حين يقتل الرجل الفيل، فإنّما نقتلُ معهُ كلّ الكلام الذي كان يمكن له أن يقوله فيما بعد، وتتقلّص مساحة الكلمة بموت واحد من أصحابها في غير أوانه. أليس هذا ما أصاب سمير قصير وجبران تويني؟

اقرأ/ي أيضًا: 12 صوتًا شعريًا من لبنان: كل شيء زائف

نعودُ إلى القصيدة: حين تنتحي القصيدة جانبًا وتشرع في بوح ينتظر اعترافا نقديًا أو سياسيًا أو ثقافيًا أو حتّى اعترافًا لهامش اجتماعي خافت النبرة ومستكين، فإن أقصى ما تطمح إليه، يكونُ والحال هذه، أن تقع في موقع من يجهد في أن يفسح الطريق امام جرافات السلطات الأخرى المقرقعة في أذن العالم العربي عمومًا. تفسح القصيدة مكانًا فسيحًا لشتّى أنواع الضجيج، وتقبع في نهاية الأمر في المكان الذي يجعلها غير مرئية تمامًا، بل وإن نجحت في أن تكون مرئية، فإنها تجهد في جر الكلمة معها نحو المواقع التي لا تؤثر في ما يجري أو يدور. هذه الجماهير الجاهزة التي تتقلّب بين الشعارات بأسرع مما تطرف عينٌ مُتعبة، تريد أن تضع الكلمة على الرّف.

في مجال آخر، في وسع القصيدة وهي تحثُّ الخطى نحو تأسيس موقع الضحية وترتيب أعمدة سلطاتها في هذه المملكة، وقد تنجح في ذلك، ولو حصل أن نجحت فإنها تستطيع أن تتخشب على نحو لا علاج بعده. فما إن نقع في موقع الضحية، حتى يقيم الكلام مجدًا للشهداء. وما إن يقام مجد الشهداء حتى يعفى الأأحياء من التأثير. القصيدة الحديثة تمجد الشهداء، لأن الإقامة في قلعة الموت سبب للمجد الذي لا ترقى إليه الجماهير. وبكلام آخر خروج من الوقائع الحية نحو المتعالي والمترفع، وكتابة للأشجار الكبيرة، والريح.

في السياق الثاني: أحسبُ أن شطرًا لا يستهان به من قصيدة النثر اليوم مصاب بنعمة النجوم. وأول شروط تكوّن النجم، كما حددها لنا إدغار موران، أن يقيم في عالم هو غير العالم الواقعي. عالم مكيف ومضبوط الحرارة كذاك الذي تقيم فيه هيفاء وهبي في كليباتها الغنائية، عالم يمكنه أن يكون في أي بقعة في العالم، شروطه الوحيدة أن يكون متنعّمًا بالسلم والكهرباء والماء وشبكة الاتصالات اللازمة، وبطاقات الائتمان. والحال يمكن أن يكون هذا العالم في فندق فينيسيا أو في مراكش أو في أفغانستان سواء بسواء. هذه العاهة التي تنعم بها هيفاء وهبي هي عاهة تصيب الشعراء. لنفكر قليلًا في حالنا كلبنانيين: نحن خضنا حربًا دامية كلفتنا أكثر من مئة ألف قتيل وعشرات الألوف من المصابين والجرحى، وبعضهم مصاب بعاهات دائمة، وفي بلد لا يتجاوز تعداد سكانه الأربعة ملايين، لأسباب شتى، إذ إنه بهذا المعنى يشبه الفندق الذي يتسع لعدد محدد من النزلاء، يشكل وجود عشرات الألوف من المشوهين جسديًا والمصابين بعاهات دائمة نسبة لا بأس بها من اللبنانيين. لكن حبيبات الشعراء دائمًا يشبهن آفا غاردنر، بل ولا يخجل الشعراء من القول ما إن تغمض الحبيبة عينيها حتى يتوقف الزمن عن الجريان. والحق إنني لا اشك أن مدينة بيروت تزخر بالجميلات كما لا تفعل مدينة أخرى، لكنني أتساءل إن كانت الجميلات هن حقًا حبيبات الشعراء.

القصيدة الحديثة تمجد الشهداء، لأن الإقامة في قلعة الموت سبب للمجد الذي لا ترقى إليه الجماهير

أكثر من ذلك: بعض نقد القصيدة النثرية لا يدلنا على موضع او مكان. دائمًا يحلق في الفضاء، حيث الزرقة لامعة ومبهرة، وحيث الهواء نقي ومنعش، دائمًا نقرأ ولا نفهم، أين يقيم هؤلاء بالضبط؟ وهل يعانون مثلنا من سوء الحظ الذي يجعلهم يبحثون يوميًا عمن يستدينون منه ليكملوا عيشهم في الصمت والوحشة؟ دائمًا نسأل، ولأن أحدًا لم يجب حتى الآن على هذه الهمهمة المتصاعدة، لم يعد ثمة من يقرأ نقدًا في اي مكان. لننظر إلى صفحاتنا الثقافية، من منكم يذكر ما خلص إليه عقل العويط في كتابته عن محمد الماغوط؟ أحسب أن قليلين من شعرائنا لكن الكثيرين منكم يذكرون ما كتبه عباس بيضون عن ميشال عون. وأجزم أن كثيرين منكم يذكرون رسالة عقل العويط إلى ﷲ، وهذا كله يقع في شأن غير شؤون القصيدة. الأمر لا يتعلق بانصراف القراء عن الشعر واهتمامهم بالسياسة. هذه مسألة فيها نظر، لكن هذه المسألة لا تعفينا من طرح السؤال: أين يقيم الشعراء ونقادهم، حتى لا اقول أين يقيم الفنانون ونقادهم؟

اقرأ/ي أيضًا: أنسي الحاج.. نصوص غير منشورة

مثل هذا السعي الحثيث نحو تقليد النجوم، يجعل من الشعر مادة للتسلية والتذاكر في أوقات التزجية.

وهو بالضبط ما حرصت القصيدة الحديثة على تجنبه ورفضه. كانت القصيدة الحديثة تريد الخروج من المتحف حتى لو ضحت بسلطاتها وسلاحها، تماشيًا مع الحديث عن سلاح حزب اﷲ اليوم. ضحت بسلاح النظم الذي يجعل من قارضه أعلى كعبًا من الناثر، وأرادت أأن تخرج من المتحف والإطار وسهرات الجنرالات في الفن والثقافة والسياسة إلى الشارع والبيت والعالم الأوسع. لكن مزاج الشعراء سرعان ما يجعلهم مرة أخرى يستسيغون الإقامة في المتحف، فهناك الجو مكيف والرفقة مبهجة، والنساء جميلات والرجال مثيرين.

هل من افق لقصيدة النثر؟

أزعم أنها يجب أن تخرج من المتحف لترى إن كان ثمة أفق أم لا. لا أفق في المتاحف، على الأقل للأحياء من الشعراء. لكن الناظر اليوم إلى هذا العالم العربي الممتد على رقعتي الدم والفوضى، والواقف عند تخوم مستقبله الكارثي يدرك أن لا خلاص لهذا العالم إلا بالشعر. بالشعر الذي ربما يحتاج ان نعيد النظر في قوالبه مرة أخرى، فلقصيدة النثر قوالبها التي بحث عنها طويلًا، والتي يهجس بها كل الشعراء الذين يقترفون هذه المعصية. لكن الأهم من ذلك، أن الشعاب الذي يمكن أن تشقها القصيدة اليوم في غابة الجنون التي نعيش فيها، ليست متيسرة للسياسة ولا للمنطق نفسه.

يمكنُني الآن أن أكتبَ ما يلي:

" الموتُ أسترُ

ذلكَ أنّ الجرحَ المُميت يعرّيني.

أمام العيونِ الفاحصةِ الّتي تفترسُني يجدرُ بي أنْ

أغتسلَ بدمي".

هذا ما كانت لتقوله جريحةٌ عراقيّةٌ وهي تعاينُ عريَها أمام كاميرات التلفزيونات لو تسنّى لها أن تمسك القلم وتكتب شيئًا ما. وهذا بالضبط ما لا يستطيع المنطق الرياضي أن يحيطَ به. ذلكَ المنطقُ الّذي يسندُ السّياسة والأفكار والفلسفات.

وحدهُ الشعرُ قادرٌ على قولِ ما لا يخطرُ بداهةً للِسان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أحمد عبد الحسين.. مكان بلا زمن

فن اللامبالاة.. درس في سؤال الألم