أعلنت السلطات الألمانية في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، 9 آذار/مارس، وقوع عدة ضحايا بين قتلى وجرحى في حادثة إطلاق نار استهدفت مبنى يتبع لجماعة دينية مسيحية في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا.
قتل ثمانية أشخاص على الأقل في الهجوم الذي استهدف مبنى تابعًا لجماعة شهود يهوه
وبحسب بيان رسمي عن شرطة هامبورغ، فإن عدة أشخاص أصيبوا في الحادث، وأن بعض الإصابات جاء في مقتل، كما رجّح البيان أن يكون الجاني من بين القتلى. إلا أن البيان لم يكشف عن حصيلة القتلى، رغم أن وسائل إعلام محلية ذكرت أن سبعة على الأقل لقوا مصرعهم في الهجوم الذي وقع في التاسعة ليلًا بالتوقيت المحلي للمدينة.
مكان الهجوم
وقع حادث إطلاق النار في مبنى تابع لطائفة "شهود يهوه" بشمال المدينة، وشهود يهوه هم طائفة ذات جذور مسيحية نشأت في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، لكنها ذات تقاليد خاصة وتاريخ معقّد في ألمانيا، حيث اتّهمت بدعم اليهود إبان الحقبة النازية، وكانت هدفًا للاضطهاد والاستهداف حينها. ومن بين أشهر المعتقدات الخاصة بهذه الطائفة التي يرى بعض أتباعها أنها "دين" قائم بذاته، هو عدم جواز التبرع بالدم ولا تلقّيه من الآخرين، الأمر الذي يضعهم تحت انتقادات عديدة، خاصة في الظروف الطارئة كحوادث السير أو العمليات الجراحية.
ويتبع هذه الجماعة في ألمانيا عدد قليل من الأشخاص، لا يتجاوز 175 ألفًا، من بينهم 3800 عضو في هامبورغ.
إلا أن شرطة مدينة هامبورغ أوضحت أنه ليس ثمة معلومات دقيقة تتعلق بدافع الجريمة أو مرتكبها، داعية المواطنين ووسائل الإعلام إلى تجنب التطرق إلى أية فرضيات أو التسرع بنشر شائعات، لكيلا يعيق ذلك عملية التحقيق، ولاسيما أن موقع الهجوم قد ضم حوالي أربعين شخصًا على الأقل، بحسب ما نقلت دويشته فيله، عن شبكات ألمانية.
حالة من الذعر
وقد أطلقت السلطات الألمانية في المدينة عقب الحادث تحذيرًا للسكان من وجود "تهديد شديد"، وقد دعا بيان الحماية المدنية في هامبروغ السكان إلى تجنب المناطق القريبة من موقع الهجوم، والاحتماء في داخل المباني على الفور. كما وصلت تنبيهات للسكان في المدينة عبر الهواتف المحمولة بضرورة تجنب استخدام الهاتف إلا في حالات الطوارئ القصوى، لعدم إحداث ضغط على الشبكة.
يعتقد أن منفذ الهجوم كان من بين القتلى داخل المبنى
;كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن عددًا كبيرًا من عناصر وحدة الشرطة الخاصة الألمانية قد هرعت إلى المكان للتعامل مع الحادثة، حيث دخلوا إلى المبنى وأخلوا من فيه على الفور إلى مكان آمن، وكان من بينهم امرأة حامل. كما وجد عناصر الوحدة عدة أشخاص ملقين على الأرض جراء الإصابات القاتلة التي تعرضوا لها، وفي الأثناء سمعوا طلقة نارية جديدة، كان مصدرها من الطابق العلوي من المبنى، وعند الوصول إلى مصدر الصوت وجدوا جثة أخرى، يعتقد أنها لمنفذ الهجوم.
