26-مارس-2023
من المعرض

من المعرض

يستضيف "غاليري آزاد" في العاصمة المصرية القاهرة، حتى 30 آذار/ مارس الجاري، معرضًا فنيًا للفنان المصري طه القرني بعنوان "مقام".

يضم المعرض الذي افتُتح مساء الإثنين الماضي، 13 آذار/ مارس، 50 عملًا فنيًا أُنجز بعضها على الجوبلان، وهو نوع من القماش يُصنع بخيوط من الصوف الملوّن لتكوين الأشكال والرسومات. وكذا الخيامية التي تُعتبر من الحرف التقليدية المصرية القديمة، وإحدى أشهر فنون التطريز على الأقمشة في مصر، وذلك في تجربة فنية جديدة تُضاف إلى تجاربه السابقة.

 يقدّم طه القرني في معرضه رؤى وتصورات جديدة حول العادات والطقوس الدينية والشعبية السائدة في المجتمع المصري

يتناول الفنان المصري في معرضه الجديد مواضيع مرتبطة بالعادات والطقوس الدينية والشعبية السائدة في المجتمع المصري، خاصةً زيارة مقامات وأضرحة الأولياء لإيفاء النذور، التي يقدّم حولها رؤى وتصورات جديدة اعتمادًا على منظور "عين الطائر"، الذي يجعل من اللوحات تبدو كما لو أنها مُلتقطة من أعلى.

تصوّر هذه اللوحات دراويش يرقصون بالزي التقليدي "التنانير"، ورجال يحملون الطبول والمزامير في أجواء احتفالية، ونساء يرقصن بملابس زاهية وأنيقة، وأشخاص يحملون الندور إلى المقامات التي يرتبط بها عنوان المعرض، إذ أشار القرني إلى أن العنوان جاء في الأصل من اهتمامه بالفقراء الذين يقصدون المقامات، وما يرتبط بزياراتهم من طقوس. 

وفي جميع لوحات المعرض، جاءت نظرات البشر الموزّعين داخلها موجهة نحو الأعلى، تمامًا كما لو أنهم يحدّقون في الفنان نفسه، ثم في المتفرج من بعده، الأمر الذي يمنحها بُعدًا أكثر واقعية وأشد تعبيرًا عن الفكرة التي يُراد إيصالها من خلالها.

يُذكر أن طه القرني أحد أهم الفنانين المصريين الذين اشتغلوا على توثيق ملامح الهوية المصرية، ومواكبة متغيرات المجتمع المصري وتحولاته السياسية والثقافية والاجتماعية، خاصةً أنه يستمد مفردات أعماله إما من طفولته في جنوب وادي النيل، أو من الطقوس والعادات الدينية والشعبية، جنبًا إلى جنب أجواء الأسواق، وتجمعات الباعة.

انشغل، منذ بداياته، بالتساؤلات المتراكمة حول تحولات المجتمع المصري التي دأب، في مختلف أعماله الفنية، على رصدها والإضاءة على موقع الفرد فيها، وموقفه منها أيضًا، من خلال التركيز على الأحداث الكبرى، وما أفرزته من متغيرات سياسية واجتماعية تعبِّر عنها حركات شخصياته وملامحها وكيفية تصويرها داخل اللوحة.