03-سبتمبر-2023
من المعرض

من المعرض (صفحة الغاليري في فيسبوك)

افتتح "غاليري الأورفلي" في العاصمة الأردنية مساء الإثنين الماضي، الثامن والعشرين من آب/ أغسطس الفائت، معرض "ترددات الخزف" للفنان العراقي شنيار عبد الله، وهو المعرض الفردي الـ15 في مسيرته الفنية الممتدة على أكثر من 50 عامًا. 

يضم المعرض الذي يتواصل حتى الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، أكثر من 30 منحوتة منفذة بالسيراميك، الذي يسعى عبد الله من خلالها إلى تقديم فهمٍ جديد لمادة الخزف، يتجاوز الشائع عن استخدامه بوصفه حرفة يدوية، ويؤكد قابليتها لتكون منحوتات فنية خالصة لها هويتها وخصوصيتها. 

يعرض شنيار عبد الله في  أكثر من 30 منحوتة منفذة بالسيراميك يسعى من خلالها إلى تقديم فهمٍ جديد لمادة الخزف

يقدّم الفنان العراقي في منحوتاته أشكالًا مختلفة بعضها هندسي مثل الكرات التي قدّمها بعدة أشكال، فنرى كُرات مكتملة منتظمة ومألوفة، مقابل أخرى غريبة غير مكتملة كدّس عبد الله في مكان ما منها رقاقات ومجسمات مختلفة، تأخذ حيزًا بسيطًا من الكرة، لكنها تمنحها الكثير من المعاني التي تُثير لدى المتفرج انطباعات عديدة قد تتلاقى مع رؤية صاحبها أو تتعارض معها.

وهناك منحوتات جاءت على شكل أجساد بشرية أنثوية غير مكتملة، نصف وجه، أو نصف جسد، أو أماكن معينة منه. بالإضافة إلى منحوتات أقرب إلى الشعب المرجانية وما يوجد في عمق البحر، وهذا الجديد الذي يقدّمه الفنان العراقي في معرضه هذا، فقد ذكر في تصريحات صحافية أن المعرض ينهض على مفهومين، يتعلق الأول بجميع الأشكال التي تندرج تحت مسمى "المنتظم" و"اللامنتظم"، ويرتبط الثاني بما يوجد في عمق البحر سواء شُعَب مرجانية أو غير ذلك.

وحول المعرض، كتب مكي عمران في تقديمه له: "إن أي متابعة حاذقة لتجربة الخزّاف العراقي شنيار عبد الله، لا سيما في العقود الأخيرة، تُحيلنا إلى رهان الفنان المستمر على فاعلية التجريب، والتنوع في الصياغات الشكلية لخزفياته، بعيدًا عن فخاخ النمطية وتكراراتها". 

ويُضيف عمران: "في الوقت الذي تطفح علينا منصات التقانة بأتمتة القراءة والوعي، والتنكر الحاد لكل تقليد راسخ، أو ماض، نلقى أعمال الخزاف شنيار عبد الله تُحسن الإنصات للترسبات الصورية في التراث الخزفي".

يُذكر أن شنيار عبد الله فنان تشكيلي عراقي من مواليد مدينة بعقوبة في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، عام 1945. حاصل على شهادة البكالوريوس في الفنون تخصص الخزف من كلية الفنون ببغداد عام 1968، وعلى شهادة الماجستير من جامعة ميتشغان في الولايات المتحدة.

أقام خلال مسيرته الفنية الممتدة على أكثر من 50 عامًا 15 معرضًا فرديًا، وشارك في العديد من المعارض الجماعية في دول مختلفة.