03-يوليو-2022
كتاب شيء من حياتي

كتاب شيء من حياتي

أصدر الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي الجزء الأول من ثلاثية سيرته الذاتية تحت عنوان "شيء من حياتي" عن منشورات التوحيدي. ومن المنتظر صدور الجزء الثاني عن الدار نفسها في أيلول/سبتمبر المقبل، أما الجزء الثالث فيصدر في كانون الثاني/يناير 2023. ومن المتوقع صدور طبعة مصرية لهذه المذكرات.

تقدم هذه المذكرات لمحات من مسيرة الموسيقار والملحن، الذي يعتبر عميد الأغنية المغربية، منذ بداياته الأولى وحتى وقت كتابة هذه الثلاثية. وفيها يتذكّر الدكالي صوت رصاص طائرة حربية في طفولته زمن استعمار المغرب، وتأثير هذا الحدث فيه، واعتقال أخيه الذي كان يوزع منشورات وأسلحَةً بطلب من الوطنيين، كما يتحدث عن مشاركته طفلًا في المظاهرات ضد الاستعمار، وترديد شعارات على صوت الرصاص، يتذكّر منها "مغربنا وطننا روحي فداه.. بن يوسف إلى عرشه والاستعمار إلى قبره".

كرس عبد الوهاب الدكالي حياته الفنية إبداع مؤلفاته التي تجمع بين الزجل المغربي العميق، والموسيقى التي تمتح من الجذور واللغة الفصحى على مدى أكثر من خمسين عامًا

ويتحدث عن البدايات التي كانت مع المسرح، وأخته فتيحة التي كانت أول فتاة مغربية اعتلت خشبة المسرح. وفتيحة جرح غائر طبع شبابه ومساره بعد رحيل اضطراري مفاجئ، لكن أثرها لا يزال باقيًا فإليها يعود الفضل في أن أصبح مطربًا، بعدما دفعته دفعًا للمشاركة في حفل فتح للجمهور.

لا تخلو المذكرات من نوادر مثل تطويله أغنية "النهر الخالد" اعتبارًا لثمن الدقائق. وتحضر حكايات تفسر انقطاع الدكالي عن المسرح، بسبب الغناء وجمهوره الذي لا يريد قبوله دون عود في يده.

وتحضر في هذا الجزء أيضًا حكايات من الجزائر، التي شهد استقلالها واحتفل به كما احتفل بأخوة الشعبين، وقصص من فنلندا، والطريق إليها، يتذكر معها تجارب وجدانية طبعت رؤيته للحياة. كما تحضر مصر التي كانت حجّه الفني، الذي لا اكتمال للمبدع آنذاك بدونه.

كرس عبد الوهاب الدكالي حياته الفنية إبداع مؤلفاته التي تجمع بين الزجل المغربي العميق، والموسيقى التي تمتح من الجذور واللغة الفصحى على مدى أكثر من خمسين عامًا. نشأ بمدينة فاس، وتلقى دروسًا في الموسيقى والتمثيل والرسم مند الصغر. بدأ حياته الفنية سنة 1957. في 1958 تلقى تدريبًا في المسرح. وفي سنة 1959، قام بإنجاز أول تسجيل لأغنية "مول الخال"، ثم سجل أغنية "يا الغادي في الطوموبيل". وفي سنة 1962 قام بجولته الأولى إلى الشرق العربي فأقام لمدة طويلة في القاهرة.