05-أبريل-2023
getty

ناقش الاجتماع العلاقة بين المجلس الرئاسي اليمني والمجلس الانتقالي الجنوبي (Getty)

استضافت العاصمة السعودية الرياض طيلة اليومين السابقين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والهدف حسب ما هو معلن يتمثل في التشاور حول عدد من الملفات العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية بين المؤسسة اليمنية والمكونات السياسية المنضوية تحتها، لصياغة موقف جديد بشأن الملفات الراهنة المطروحة على جدول مباحثاتها. 

تسعى المباحثات للوصول إلى أرضية مشتركة للدّفع بفرص نجاح الحوار السياسي مع الحوثيين وتذليل الصعوبات التي تواجه ذلك الحوار، ويأتي هذا التطور الجديد في ظل استمرار حالة التردي التي يعرفها الوضع المعيشي في اليمن منذ سنوات.

استضافت العاصمة السعودية الرياض طيلة اليومين السابقين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وذلك لمعالجة عدة قضايا راهنة

وفي تفاصيل التحرك الأخير الذي كانت الرياض محطّته، تأكّدت مشاركة كل أعضاء المجلس الرئاسي، إلى جانب رؤساء مجلس النواب والشورى والحكومة، وعدد من المسؤولين والوزراء والقيادات، وعدد من مستشاري رئيس مجلس القيادة في مشاورات ومباحثات بين الفرقاء اليمنيين استمرت ليومين في العاصمة السعودية الرياض.

ترتيب البيت الداخلي

كان اجتماع الرياض فرصة حسب المتابعين للشأن اليمني لما يسمى بـ"فرقاء الشرعية" من أجل حلحلة أزمات مجلس القيادة الرئاسي نفسه، سواء منها تلك الأزمات الحديثة أو القديمة، على غرار النقاش الدائر حول تقليص مجلس القيادة الرئاسي إلى رئيس ونائبين، أو الاستمرار بالمجلس بشكله الموجود حاليًا، لكن مع تقليص وتحديد صلاحيات كل عضو. 

وبالإضافة إلى ذلك نوقشت في الرياض العلاقة المتوترة بين مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتصرف بحذر شديد إزاء كل ما له صلة بأي تفاهمات أو نقاشات تخص مستقبل الجنوب والقضية الجنوبية.

وفي هذا الصدد، أكّدت مصادر يمنية، أن السعودية دفعت بمقترحات للحد من تلك التوترات، استنادًا على الاتفاقيات المبرمة في مشاورات الرياض خلال الفترة الماضية، خاصةً منها تلك المتعلقة "بملف عمليات دمج جميع القوات المسلحة، وتوحيد المواقف"، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة.

getty

وتعليقًا على هذا التحرك السعودي، لترتيب البيت الداخلي اليمني الممثل للشرعية، قال الصحافي والناشط السياسي اليمني عبد الله ناجي علي، في حديث لـ"العربي الجديد" إن السعوديين "صاروا يدركون جيدًا أن دورهم في اليمن -خاصة المناطق التي تسيطر عليها الشرعية والمجلس الانتقالي- يجب أن يكون أكثر فاعلية لضبط إيقاع المشهد في هذه المحافظات الخاضعة للشرعية وللمجلس الانتقالي وقوات طارق صالح (عضو مجلس القيادة الرئاسي)، ولا سيما أن الإطار الجغرافي الذي تسيطر عليه هذه التشكيلات العسكرية المتعددة يعيش حالة كما لو أنه جزر متناثرة، ولم يستطع مجلس القيادة الرئاسي خلال الفترة الماضية، نتيجة لهذه الاختلالات، أن يدير الأمور بشكل يجعل منها إدارة ناجحة تحقق نتائج إيجابية تجاه المجتمعات المحلية أولاً، وتجاه حشد كل الإمكانات العسكرية لمواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية، حسب ما جاء في مخرجات تشاور الرياض في العام الماضي".

مردفًا القول، في حديث لصحيفة العربي الجديد،: "لهذا، أعتقد أن استدعاء أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس الوزراء، وبعض الوزراء، ورئيس البنك المركزي، هدفه الأول والأخير تصحيح هذه الاختلالات التي لم تُنجَز خلال العام الماضي. وربما تحدث بعض التعديلات التي تعزز تفعيل دور المؤسسات الحكومية، بما يدفع الانتقال من حالة الركود الاقتصادي والسياسي، إلى حالة الانتعاش، خصوصاً في الجانب الاقتصادي".

ملف آخر على صلة بهذه المساعي طُرح على طاولة المفاوضات، هو ملف تعثر عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى عدن.

فضلا عن ذلك طُرح بقوة الملف الاقتصادي خاصة منها الجانب المتعلق بوصول الوديعة السعودية الإماراتية، وملف إصلاح البعثات الدبلوماسية.

وفي هذا الصدد أكد مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه قبل يومين "دعمه الكامل لإجراءات وزارة الخارجية لتصحيح أوضاع البعثات الدبلوماسية، ضمن مسار الإصلاحات الشامل في الجوانب المالية والإدارية، وتقليص النفقات إلى الحد الأدنى، وتوجيهها نحو الخدمات الأساسية التي تمسّ حياة المواطنين ومعيشتهم".

ومن المقرر أن يتقلص عدد الملحقيات الدبلوماسية بشكل كبير بعد الإطاحة بـ 100 ملحق دبلوماسي في الخارج، يزعم رئيس الحكومة معين عبد الملك، أنّهم عُينوا بطرق مخالفة للقوانين.

الحوثيون على جدول مباحثات الرياض

تناولت مباحثات الرياض ملف الاستهدافات العسكرية التي قام بها الحوثيون مؤخرًا، خاصة في تعز والساحل الغربي، كما ناقشت المباحثات ملف السلام والضغوط الدولية وملف الأسرى والمعتقلين، حيث من المفترض أن تجري صفقة التبادل بين الحكومة اليمنية والحوثيين خلال أيام، مع مخاوف من أن التطورات الأخيرة قد تؤثر فيها، لكونها مرتبطة برؤية عمليات السلام الشاملة.

كان اجتماع الرياض فرصة حسب المتابعين للشأن اليمني لما يسمى بـ"فرقاء الشرعية" من أجل حلحلة أزمات مجلس القيادة الرئاسي نفسه

وفي سياق متصل بهذه التطورات، التقى كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمس الثلاثاء، حيث بحث معه "الترتيبات الإنسانية والسياسية للحل الشامل، وكذلك مراحل ترتيبات الإفراج عن الأسرى في خطوات مستمرة لا تتوقف، وصولًا إلى الإفراج الكامل"، بحسب تغريدة نشرها المسؤول الحوثي على تويتر.