21-فبراير-2024
 الإطار النظري للبحث العلمي

الإطار النظري للبحث العلمي جزء من أجزاءه المهمة

يعد الإطار النظري جزء من أجزاء أي بحثٍ علمي ولا يكتمل البحث بدونه، وهو يمثل الهيكل الفكري والمفاهيمي الذي يعتمد عليه الباحث في دراسة وتحليل موضوع بحثه. كما يشكل الإطار النظري الأساس الذي يوجه الباحث في فهم طبيعة المشكلة وتحليلها، ويعتبر نقطة انطلاقٍ لاستكشاف الظواهر والعلاقات المعقدة في المجال البحثي.

 يعتمد الإطار النظري على مجموعة من النظريات والمفاهيم التي تمثل الأساس لفهم الظواهر المدروسة، وتفسيرها بشكلٍ منطقي ومنهجي. وبواسطة هذا الإطار يستطيع الباحث وضع الفرضيات والمساهمات الجديدة في مجال البحث، مما يسهم في إثراء المعرفة العلمية وتطوير العديد من المجالات البحثية المختلفة.

تظهر وظيفة الإطار النظري جليةً في توجيه الباحث نحو بناء فهمٍ عميقٍ ومنطقي للمشكلة.

 

ما هو الإطار النظري للبحث العلمي

يظهر الإطار النظري في البحث العلمي في مرحلةٍ مبكرةٍ من عملية البحث، ويُعتبر جزءًا أساسيًا من تصميم الدراسة وتخطيطها. ويأتي هذا الإطار عادةً ضمن مقدمة البحث أو الورقة العلمية؛ أي بعد المقدمة وقبل استعراض الدراسات السابقة ومنهج البحث. 

تظهر وظيفة الإطار النظري جليةً في توجيه الباحث نحو بناء فهمٍ عميقٍ ومنطقي للمشكلة، وإتاحة إطار لتفسير النتائج والتوصيات الصادرة من الدراسة أو البحث. ويتكون هذا الإطار عادةً من مجموعةٍ من النظريات والمفاهيم والمبادئ التي تتعلق بموضوع البحث. وهنالك بعض العناصر الأساسية للإطار النظري في البحث العلمي، وهي كما يأتي:

  1. المقدمة: يُشير الباحث في المقدمة إلى الخلفية العلمية للموضوع أوالبحث، ويوضح كذلك أهمية الدراسة. ومن الممكن أن يُقدم بعض الإشارات الأولية إلى الإطار النظري المتوقع.
  2. الإطار النظري: يعرض الباحث في هذا القسم المفاهيم النظرية، ونماذج المعرفة النظرية المرتبطة بموضوع البحث. ويُبين هنا كيفية فهم الباحث للمشكلة المدروسة والمفاهيم الأساسية التي سيعتمد عليها في تحليل البيانات وتفسير النتائج.
  3. النماذج الفكرية: وهي التي تشرح وتوضح الإطارات المفاهيمية التي توضح كيفية عمل الظواهر والعلاقات بينها.
  4. الفرضيات والمتغيرات: في بعض الأحيان يُشير الباحث أيضًا في الإطار النظري إلى الفرضيات المتوقعة، والمتغيرات المرتبطة بالدراسة والتي سيتم اختبارها خلال البحث.
  5. المفاهيم الرئيسية: وهي الأفكار الأساسية التي يتم بناء البحث عليها وتوجيه عملية التحليل والتفسير.
  6. الإطار النظري التاريخي: وهو السياق التاريخي الذي يساعد على فهم كيفية تطور النظريات والمفاهيم في المجال المعني بالبحث أو الدراسة.
  7. الإطار الفلسفي: يشمل النهج الفلسفي والمفاهيم الفلسفية التي توجه مسار الباحث نحو فهم المشكلة وتحليلها.
  8. الدراسات السابقة أو المراجع والأبحاث ذات الصلة: وتشمل عرض الأبحاث والمقالات والدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع، والتي تساعد على بناء الإطار النظري.

 

ما هي شروط الإطار النظري للبحث العلمي 

يمكن للإطار النظري أن يكون أداةً قوية وفعالة في توجيه البحث وتحقيق النتائج المرجوة منه بطريقةٍ علميةٍ ومنطقيةٍ، وحتى يتحقق هذا لا بد من الإلتزام بشروط الإطار النظري للبحث العلمي تتعلق بالجودة والمنطقية والاتساق، فمن الضروري أن يتوافر في الإطار النظري العديد من العناصر لضمان فعاليته وملاءمته لأهداف وأهمية البحث. وفيما يأتي بعض الشروط الأساسية للإطار النظري في البحث العلمي، وهي كالآتي:

  1. المنطقية: يجب أن يكون الإطار النظري مبنيًا على قواعد منطقية، إذ يتمثل في مجموعة من النظريات والمفاهيم التي تعبر عن العلاقات المنطقية بين المتغيّرات والظواهر المدروسة، وينبغي للباحث أن يعد إطار بحثي يتناسب مع المشكلة الرئيسية للدراسة.
  2. الشمولية: ينبغي أن يكون الإطار النظري شاملاً، بحيث يشمل جميع الجوانب والعوامل ذات الصلة بموضوع البحث ولا يتجاهل أي جانبٍ هامٍ منها.
  3. التحديث والتطور: يجب أن يكون الإطار النظري قادرًا على تفسير الظواهر والتطورات الجديدة في المجال المدروس، وأن يكون قابلاً للتطور والتحديث وفقًا للأبحاث والمعرفة الجديدة.
  4. التفسير والقدرة على التنبؤ: ينبغي للإطار النظري أن يكون قادرًا على تفسير ظواهر معينة، والتنبؤ بنتائج محتملة بناءً على المفاهيم والنظريات المطبقة.
  5. التوافق مع أهداف البحث: يجب أن يكون الإطار النظري متناسبًا ومتوافقًا مع أهداف البحث، ومع الأسئلة التي يحاول الباحث الإجابة عنها، وأن يوفر الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق تلك الأهداف.
  6. المصداقية والثبات: يجب أن يكون الإطار النظري مبنيًا على مصادر موثوقة ومواقع علمية معتمدة، كما ينبغي أن يتمتع بالثبات والاستقرار، وأن لا يتغير بشكلٍ كبيرٍ بمجرد تغير توجهات البحث.
  7. التوجيه والارشاد: يجب أن يوفر الإطار النظري التوجيه والارشاد للباحث في عملية البحث وتحليل البيانات، ويساعده في اتخاذ القرارات الصائبة.
  8. الوضوح والبساطة: يجب أن يكون الإطار النظري واضحًا وسلسًا لفهمه، وأن يتجنب التعقيد الزائد واللغة المعقدة قدر الإمكان، مما يساعد في فهمه بشكلٍ أفضل.

 

ما هي طريقة صياغة الإطار النظري في البحث العلمي

صياغة الإطار النظري في البحث العلمي تتطلب طريقة متأنية لضمان وجود هيكل فكري قوي يوجه الباحث في فهم وتحليل المشكلة المدروسة بشكلٍ صحيح. وفيما يأتي خطوات صياغة الإطار النظري بشكل فعّال ومتكامل يلبي متطلبات البحث العلمي، ويسهم في تحليل وفهم الموضوع بشكلٍ أفضل، وهي كالآتي:

  1. استعراض المراجع والدراسات السابقة: قم بمراجعة الأبحاث والمقالات والكتب السابقة المتعلقة بموضوع بحثك. وحاول فهم النظريات والمفاهيم التي استخدمها الباحثون السابقون في استكشاف موضوعك الحالي.
  2. تحديد النظريات الرئيسية والمفاهيم الأساسية: اختر النظريات التي تعتبر الأكثر أهميةً وصلةً بين موضوع بحثك والمفاهيم التي تسهم في فهمه بشكلٍ أفضل.
  3. بناء الإطار النظري: قم بتنظيم النظريات والمفاهيم التي اخترتها في هيكل منطقي ومتناسق. ويمكنك تقسيم الإطار النظري إلى عناصر مختلفة مثل المفاهيم الرئيسية، النماذج النظرية، والعلاقات المفترضة بين المتغيرات.
  4. التوضيح والتفصيل: يجب أن تكون صياغة الإطار النظري واضحةً ومفصلة بما يكفي لفهم القارئ. وتوضح العلاقات بين المفاهيم وتوضيح كيفية تطبيقها على موضوع البحث الخاص بك.
  5. التحليل والتفسير: قم بتحليل النظريات والمفاهيم التي تضمنتها الدراسات السابقة، وحاول فهم العلاقات والتأثيرات بين المتغيرات المختلفة.
  6. التوجيه والاستنتاج: يمكن للإطار النظري توجيه عملية البحث وتقديم التوجيهات اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة. كما يمكنك تقديم استنتاجات مبدئية تساعد في فهم الموضوع بشكلٍ أعمق.

 

نصائح عند  كتابة الإطار النظري للبحث العلمي

فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الباحث في إعداد  إطارٍ نظريٍّ جيد لبحثه، وهي:

  1. تحديد الهدف البحثي من قبل الباحث بوضوح، ومن ثم جمع المعلومات والبيانات المساندة التي تلبي احتياجات بحثه بشكلٍ مباشر.
  2. كتابة الباحث مشكلة البحث التي ينوي التركيز عليها في الإطار النظري بطريقةٍ واضحة وموجزة.
  3. كتابة الباحث أسئلة البحث المشتقة من المشكلة، وكذلك ذكر المنهج المستخدم في تحليل البيانات.
  4. مراجعة الدراسات السابقة من قبل الباحث ذات الصلة بموضوع بحثه قبل كتابة الإطار النظري، حيث توفر هذه الدراسات أساسًا مهمًا لتوجيه البحث.
  5. تحديد البيانات ذات الصلة بالبحث، والتركيز فقط على المتغيرات الرئيسية والمهمة.
  6. وصف الباحث لمفاهيم الدراسة والنظريات المتعلقة بها، بالإضافة إلى إطار العمل العام، مع إمكانية تضمين السياق التاريخي الذي يدعم نظريته.
  7. استخدام الباحث  الفعل المضارع عند كتابة النظرية لتعزيز الوضوح والمصداقية، وكتابة الإطار النظري بلغةٍ موجزةٍ وواضحة ومباشرة، مع ترك التفاصيل الدقيقة للبحث نفسه، وعدم إدراجها في الإطار النظري.

 

تحدثنا خلال هذا المقال عن الإطار النظري للبحث العلمي، وأهميته، ومكوناته، وشروط لا بد أن تتوافر فيه ضمن البحث، وكيفية صياغته، ونصائح تساعد الباحث عند كتابته.