07-مايو-2024
يتداخل دعم المانحين لبايدن مع دعمهم للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين (AFP)

(AFP) يتداخل دعم المانحين لبايدن مع دعمهم للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين

ردد المتظاهرون الأميركيون الداعمون للقضية الفلسطينية والداعين لوقف إطلاق النار في غزة، لأشهر عديدة، شعارات تهاجم الرئيس الأميركي جو بايدن، وصفوه فيها بـ"جو الإبادة الجماعية"، لكن بعض المجموعات التي تقف وراء المظاهرات تتلقى دعمًا ماليًا من المانحين الذين يدفعون بقوة لإعادة انتخاب بايدن.

وبحسب صحيفة "بوليتيكو" تضم القائمة أسماء عائلات ذات نفوذ قوي داخل الحزب الديمقراطي، لاسيما عائلة سوروس وروكفلر وبريتزكر.

وتشير الصحيفة الأميركية أن جماعتين منظمتين للاحتجاجات في حرم جامعة كولومبيا وجامعات أميركية أخرى، هما "أصوات يهودية من أجل السلام" التي تعرف عن نفسها بأنها معادية للصهيونية، و"إن لم يكن الآن"، وكلاهما تحظيان بدعم من مؤسسة "تايدز فاونديشن" التي يمولها المتبرع الكبير للديمقراطيين، جورج سورس. وهذه المؤسسة منحت ما يقرب من نصف مليون دولار لـ"أصوات يهودية من أجل السلام" على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقًا للإقرارات الضريبية.

تتلقى جماعتين منظمتين للاحتجاجات في حرم جامعة كولومبيا وجامعات أميركية أخرى دعمًا من مؤسسة "تايدز فاونديشن" التي يمولها المتبرع الكبير للديمقراطيين جورج سورس

كما قام ديفيد روكفلر جونيور، وهو أحد أمناء مؤسسة روكفلر، بتحويل مبلغ 300 ألف دولار إلى "تايدز فاونديشن" في عام 2022. وتعد عائلة روكفلر من أبرز المانحين للحزب الديمقراطي.

وهناك مؤسسات أخرى دائمة لحقوق الفلسطينيين من بينها مؤسسة سوزان ونيك بريتزكر، وهم ورثة مؤسس شركة فنادق "Hyatt Hotel". وتبرعت هذه العائلة التي تعتبر إحدى أغنى العائلات في العالم، بمبلغ 6600 دولار لصندوق انتخابات بايدن قبل عدة أشهر، وساهمت بأكثر من 300 ألف دولار لانتخابه رئيسًا للولايات المتحدة في انتخابات عام 2020.

وتشير "بوليتيكو" إلى أن "مسار التبرعات يظهر سلسلة من الخطوط غير الواضحة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الليبرالية والسياسة الديمقراطية. وفي كثير من الأحيان تكون هذه المهام متوافقة، لكن في بعض الأحيان يكون لها أيضًا أجندات وتكتيكات مختلفة ومتضاربة، خاصة عندما يتعلق الأمر بغزة. وغالبًا ما تلعب مجموعة صغيرة من الأثرياء ذوي الوزن الثقيل دورًا كبيرًا في تمويل العديد منهم".

بالمقابل، تتعرض الجهات المانحة لانتقادات من أطراف أخرى، فقد لفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه "مع تزايد حدة تكتيكات المتظاهرين، مثل الاستيلاء على مباني الجامعات والصراخ بعبارات معادية للسامية، فإن المجموعات التي تقف وراءها تجتذب الآن انتقادات من مانحين بارزين من اليسار".

ويسأل إليشا ويزل، وهو متبرع ديمقراطي يرأس مؤسسة "إيلي ويزل"، وهي منظمة تدعم العمل المناهض للإبادة الجماعية: "لماذا يقدم صندوق روكفلر منحًا كبيرة لمنظمة أصوات يهودية من أجل السلام، التي ألقت باللوم في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل والولايات المتحدة بدلًا من حماس؟".

وقادت "أصوات يهودية من أجل السلام" في آذار/مارس الاحتجاجات ضد بايدن خلال حملة لجمع التبرعات في قاعة موسيقى راديو سيتي في نيويورك، وهتف المحتجون "بايدن مؤيد للإبادة الجماعية".

وكانت "أصوات يهودية من أجل السلام" قد أصدرت بيانًا في أعقاب هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، قالت فيه: إن "مصدر كل هذا العنف هو نظام الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي مع الاضطهاد".

 من جهتها، أرسلت مؤسسة "روكفلر" بيانًا للصحيفة الأميركية أشارت فيه " إلى أنه لا يمكن الصندوق "دعم النشاط السياسي أو الحملات ولا يشارك في العطاء السياسي الشخصي للأمناء. يدعم المستفيدون من منحنا في جميع المحافظ الثلاث مجموعة واسعة من الأفكار السياسية، بعضها يتوافق مع أجندة إدارة بايدن والبعض الآخر يتعارض. هذا التعقيد جزءً لا يتجزأ من عملنا غير الحزبي".

وقال بعض المستشارين للقضايا الداعمة لليسار: "هذا جزء من الطريقة التي تدار فيها الأمور عندما يتعلق الأمر بمنح التبرعات". ويقول كالفين كونلون، الذي عمل مع بايدن وحملة هيلاري كلينتون ويعمل مستشارًا للمنظمات غير الربحية: "في بعض الأحيان تتصادم مواقف المنظمة أو المرشح مع مواقف المانح الشخصية".

تقول "بوليتيكو": "معظم المنظمات غير الربحية التي تحصل على منح مالية من منظمات كبيرة، وتشارك في الاحتجاجات، لديها مهام ومشاريع لا علاقة لها بالسياسة الخارجية الأميركية، إلا أن الحرب على غزة، والتي أصبحت في مركز النقاش السياسي الوطني الأمريكي دفعت هذه المنظمات للمشاركة".