14-أبريل-2024
طفل سوداني يعاني من سوء التغذية

(epa) تهدِّد المجاعة حياة 5 ملايين سوداني

تحل غدًا الإثنين، 15 نيسان/أبريل، الذكرى السنوية الأولى للحرب في السودان وسط تصاعد التحذيرات الأممية والدولية من مجاعة كارثية تهدِّد حياة 5 ملايين سوداني، من أصل 18 مليون يعانون من الجوع الحاد.

ويحذّر عمّال ووكالات الإغاثة من مجاعة واسعة النطاق في السودان تُنذر بحدوث وفيات جماعية خلال الأشهر القليلة المقبلة، نتيجة انهيار شبكات إنتاج وتوزيع الغذاء، وعجز وكالات الإغاثة عن الوصول إلى المناطق المتضررة لأسباب مختلفة.

رغم ذلك، يواصل طرفا الصراع، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، القتال في ولايات ومدن سودانية مختلفة. بينما تواصل الصحف والمنظمات الإنسانية تسجيل انتهاكات وفظائع تشمل القتل والتشريد والاغتصاب، سيما في العاصمة الخرطوم والمنطقة الغربية من إقليم دارفور.

يموت ثلاثة أطفال كل 12 ساعة بسبب أمراض متعلقة بسوء التغذية في أحد مخيمات دارفور

وفي ظل استمرار القتال وعرقلة وصول المساعدات، تبدو المجاعة أقرب من أي وقت مضى. وقد حذّر رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، جاستين برادي، من احتمال وفاة عشرات بل ومئات الآلاف في الأشهر المقبلة بسبب سوء التغذية.  

وقال إن الأمور ستكون سيئة للغاية وبسرعة كبيرة، إذا لم تتمكن وكالات الإغاثة من التغلب على التحديات المتعلقة بوصول المساعدات إلى المحتاجين، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للضغط على طرفي القتال لوقف الحرب، وجمع الأموال التي تحتاجها الأمم المتحدة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.

وتواجه الأمم المتحدة أزمة حادة في تمويل خطتها للاستجابة الإنسانية في السودان. فمن أصل 2.7 مليار دولار تحتاج إليها لتأمين الغذاء والرعاية الصحية وغيرها من الإمدادات لأكثر من 24 مليون شخص في البلاد، لم يقدّم المانحون سوى 145 مليون دولار فقط، أي حوالي 5 بالمئة من المبلغ المطلوب بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

واعتبر كريستوس كريستو، رئيس منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان، أن مستوى الإهمال الدولي للأزمة في السودان "صادم". فيما أعلنت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة أنها وثقت ما لا يقل عن 159 حالة اغتصاب واغتصاب جماعي خلال العام الفائت، وقعت جميعها في الخرطوم ودارفور.

وأكدت سليمة إسحاق شريف، رئيسة المنظمة، أن هذا الرقم يمثل فقط قمة جبل الجليد بحسب تعبيرها، ذلك أن العديد من الضحايا لا يتحدثون علنًا خوفًا إما من الانتقام أو وصمة العار المرتبطة بالاغتصاب.

ويشهد إقليم دارفور أوضاعًا إنسانيًا صعبة وانتهاكات مروعة، حيث أشارت العديد من التقارير إلى ارتكاب قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى حلفائها، أعمال عنف جنسي وهجمات عرقية على مناطق القبائل الإفريقية. في حين أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تحقق في مزاعم جديدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في هذه المنطقة، التي شهدت حرب إبادة جماعية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، قرب الحدود مع تشاد، قتلت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ما بين 10 إلى 15 ألف شخص من قبيلة المساليت الإفريقية، وفقًا لتقرير قدّمه خبراء الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من العام الجاري، أكدوا فيها أن المنطقة تشهد: "أسوأ أعمال عنف منذ عام 2005".

ونتيجة عدم قدرة منظمات الإغاثة على الوصول إلى مخيمات النازحين في دارفور، تضطر 8 من كل 10 عائلات في المخيمات إلى تناول وجبة واحدة في اليوم فقط بحسب المتحدث باسم فريق تنسيق شؤون النازحين واللاجئين في دارفور، آدم رجال.

وأوضح رجال أن ثلاثة أطفال في المتوسط يموتون كل 12 ساعة بسبب أمراض مرتبطة بسوء التغذية في مخيم كلمة في جنوب دارفور، مضيفًا أن المركز الطبي في المخيم يستقبل يوميًا ما بين 14 إلى 18 حالة سوء تغذية، معظمهم من الأطفال والنساء الحوامل.

وأدى القتال بين طرفي الصراع إلى انهيار إنتاج الغذاء وتوقف الواردات وإعاقة حركة المواد الغذائية في جميع أنحاء السودان. وذلك عدا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة وصلت إلى 45 بالمئة في أقل من عام.

ووفقًا لمنظمة "أطباء بلا حدود"، دمّرت الحرب نظام الرعاية الصحية في البلاد، إذ لم يتبق سوى 20 إلى 30 بالمئة من المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في جميع أنحاء البلاد.

ويعاني ما لا يقل عن 37 بالمئة من السودانيين من سوء التغذية، التي تهدد حياة 230 ألف طفل وامرأة حامل وأمهات حديثي الولادة بحسب منظمة "إنقاذ الطفولة" التي أكدت أنهم قد يموتون في الأشهر المقبلة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 3.5 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم أكثر من 710 آلاف يعانون من مستويات سوء تغذية مرتفعة وخطيرة للغاية. بينما يواجه 17.7 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد.