21-مايو-2022
المغرب

"getty"

توّج نهضة بركان المغربي بلقب كأس الكونفيدرالية الإفريقية للمرة الثانية في تاريخه، بعد فوزه على أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي بركلات الترجيح بنتيجة (5-4)، إثر نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي والشوطين الإضافيين بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شباك، وذلك في المباراة النهائية التي أُقيمت بينهما على ملعب جودسويل أكبابيو الدولي في نيجيريا مساء أمس الجمعة.

المغرب

المشهد الختامي لكأس الكونفدرالية الأفريقية لهذا العام الذي أقيم على أرضية ميدان جودسويل أكبابيو الدولي في مدينة أويو النيجيرية، تزيّن بالألوان البرتقالية والسوداء بين نهضة بركان المغربي وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، الفريق المغربي الباحث عن لقبه الثاني ِبثَاني مسابقات الأندية بالقارة السمراء، يدرك جيداً أن سلاحه الأول لتحقيق ذلك هو خبرة لاعبيه، ففريق مدينة بركان أصبح بالسنوات الأخيرة المتخصص الأول بكأس الكونفدرالية، فهو يخوض النهائي الثالث له بالأربع مواسم الأخيرة، بعد أن فشل أمام الزمالك في 2019، ونجح أمام بيراميدز في 2020، يطمح هذه المرة بعد مسار شاق للنهائي أقصى فيه كل من المصري البورسعيدي ومازيمبي الكونغولي بنصف النهائي وربع النهائي، لرفع الراية المغربية في إنجاز غير مسبوق، بتحقيق ثلاثة تتويجات متتالية لأندية المغرب بلقب الكونفدرالية.

المغرب

على الجهة المقابلة الفريق الجنوب إفريقي أورلاندو بيراتس المعروف بالقراصنة، يخوض بدوره غمار المباراة النهائية للكونفدرالية للمرة الثانية بتاريخه بعد نهائي العام 2015، الذي خسر فيه أمام النجم الساحلي التونسي، القراصنة صعدوا للمشهد الأخير على حساب كل من سيمبا التنزاني بالربع نهائي وأهلي طرابلس الليبي بالدور نصف النهائي، ويطمح لاستكمال مشوارهم البطولي بالمسابقة بالتتويج الأول لهم على المستوى القاري.     

تقاسمت جماهير الفريقين مقاعد ملعب جودسويل أكبابيو، لتشكل حلقة الدعم الأولى لفريقيها، من أجل نهاية سعيدة تنسيها مشقّة السفر والتنقل والانتظار لساعات أمام بوابات الملعب، النهاية السعّيدة لن تكون إلا ببداية جريئة، هذا ما أدركه فريق القراصنة الجنوب إفريقي في رحلة بحثه عن اللقب الأول، فسرعان ما رمى جانباً طقوس الحذر التي تسيطر عادة على بديات المواعيد النهائية، وحاول مباغتة خصمه المغربي منذ الدقيقة الثالثة، بكرة بينية أسفرت عن انفراد المهاجم بيبرا الذي استغل تقدم قلبي الدفاع، خرج من مصيدة التسلل وسدد لكن الحارس حمزة الحمياني تدخل بالوقت المناسب.

المغرب

غارات القراصنة المفاجئة، حركة خمود بركان المغاربة واستنهضت همّة زملاء يوسف الفحلي، فالتقط بكر الهلالي كرة عرضية للخلف من زميله يوسوفا دايو وصوبها بقوة على الطائرة، وقف الحارس إلتون موقف المتفرج عليها لكنها غيرت طريقها بالمليمترات الأخيرة وجاورت القائم الأيمن بقليل، هيجان الفريقين بالربع ساعة الأول، أجبر المدربين على ترك مقاعدهم والتدخل بالإرشادات العاجلة، وكأنهم أرادوا انتشال لاعبيهم من هفوة البدايات، وتذكيرهم بأن رهان الذهب غالباً لا يحسم إلا بالتريث.

المغرب

 ليدخل الفريقان في حالة من التحفظ بتجنب المجازفة الهجومية، والتعويل شبه الكلي على الكرات الطويلة، التي كاد أن يستغل واحدة منها المهاجم هوتو برأسية علت العارضة بقليل، في وقت سدّد فيه يوسف الفحلي تصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء كادت أن تغالط مرمى الجنوب إفريقيين، ليعلن الحكم الزامبي سيكازوي بعدها نهاية الفترة الأولى بتعادل على مستوى النتيجة والفرص.

المغرب

بداية الفترة الثانية جاءت مماثلة للأولى، فأورلاندو كشر عن أنيابه منذ البداية محاولاً اقتناص سبق مبكر، المهاجم البديل ماباسى استثمر هفوة دفاعية من بكر الهلالي، ووجه الكرة داخل شباك المغاربة غير أن إصرار الحمياني حال دون الهدف، وأنقذ عرينه بأطراف أصابعه، بكر الهلالي حاول التكفير عن هفوته وطار عالياً لركنية زميله العربي الناجي، حاول الفريقان بعد ذلك اللعب على الهجمات المعاكسة مع أولوية التغطية الدفاعية، نهجٌ شحّت معه الفرص الحقيقية، وكأن الفريقان استسلما للنتيجة الحاصلة، خاصة مع تراجع الحالة البدنية لجل عناصر الفريقين، حتى محاولة البحراوي بالدقائق الأخيرة عندما حاول ركن عرضية الفحلي بزاوية البعيدة، لم تكن لتعطل مرور المباراة للأوقات الإضافية.

المغرب

بالأوقات الإضافية أدرك رجال فلوران إيبينج بأن مجال التراخي قد ولى وقته، وأن  الفوز بالذهب يلزمه نهضةٌ على الخصم وبركانٌ متأجج أمام مرمى القراصنة، غليان بركان المغاربة على دفاع أورلاندو لم يأخذ الكثير من الوقت حتى أسفر عن ركلة جزاء إثر عرقلة الركراكي، فجرها يوسف الفحلي بنجاح داخل شباك إلتون، بالشوط الإضافي الثاني كثّف أورلاندو من محاولاته الهجومية بغية تعديل النتيجة فتتالت المواقف السانحة للتسجيل أمام استبسال الدفاعات المغربية، لكن في الأخير إصرار لاعبي أورلاندو كان أكبر من أن يقاوم، فقبل نهاية الوقت الإضافي الثاني بثلاثة دقائق استغل ثيمبينكوسي لورش خطأ دفاعي من الظهير دايو، ليحرز هدف التعديل في الوقت القاتل.

 احتكم الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت في الأخير لصالح المغاربة بنتيجة 5-4، بعد أن سجل لاعبو بركان ركلاتهم الخمس، في وقت تألق فيه الحارس حمزة حمياني وصد ركلة صاحب هدف التعديل لورش، ليظفر نهضة بركان بلقبه الثاني تاريخياً في مسابقة كأس الكونفدرالية الأفريقية.