ألتراصوت- فريق الترجمة
نجحت مجموعة من الجراحين في الولايات المتحدة الأمريكية بزراعة كلية تم تطويرها داخل خنزير معدل جينيًا داخل جسم إنسان مريض، وجاءت النتيجة مبشّرة بعد أن عملت الكلية بشكل طبيعي، في اختراق علمي فريد قد يكون له أثر كبير على حيوات ملايين البشر حول العالم، ويحلّ معضلة تتعلّق بزراعة الأعضاء وتوفّرها للمرضى.
ما تزال هنالك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، خاصة فيما يتعلق بالأثر بعيد المدى لعملية زراعة كلية خنزير في جسم إنسان
ورغم هذا النجاح المبدئي، فإنه ما تزال هنالك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، خاصة فيما يتعلق بالأثر بعيد المدى لعملية زراعة كلية خنزير في جسم إنسان، حيث إن العملية التي تنفيذها مؤخرًا في إحدى مستشفيات نيويورك قد اشتملت على مريض ميت دماغيًا، وتمت متابعة حالة كليته لمدى 54 ساعة فقط بعد العملية. إلا أنّ ذلك لم يمنع العلماء من وصف هذه العملية بأنها خطوة مهمّة ومبشّرة فيما يتعلق بمستقبل زراعة الأعضاء، وتطويرها داخل الحيوانات المعدلة جينيًا، مثل الخنازير.
الدكتور دوري سيغيف، أستاذ علم زراعة الأعضاء في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، يقول في حديث مع نيويورك تايمز إن العلماء بحاجة لمعرفة المزيد عن الفعالية طويلة المدى لزراعة كلية خنزير في جسم إنسان مريض، ولمثل هذه الأعضاء عمومًا. ومع ذلك قال سيغيف، وهو ليس أحد الباحثين في تلك التجربة، إن ما تمخّضت عنه العملية يعد اختراقًا هامًا، وأنّه أمرٌ لا يمكن الاستهانة بإمكاناته أبدًا.
ولطالما حاول العلماء تطوير أعضاء في الخنازير بحيث تكون مناسبة للزراعة في البشر، من القلب والرئتين والكبد وغيرها، وهي جهود لو تكللت بالنجاح فإنها كفيلة بإنقاذ حياة ملايين الناس حول العالم على قوائم انتظار التبرع بالأعضاء، علمًا أنه في الولايات المتحدة فقط، يموت 12 شخصًا ممّن هم على قوائم انتظار التبرع بالأعضاء يوميًا.
يذكر أن عملية زراعة كلية خنزير في جسم إنسان قد أجريت في مستشفى "لانغون هيلث" في ولاية نيويورك الأمريكية، وتناولها موقع USA Today. كما أنّ البحث الخاص بهذه التجربة لم يخضع بعد لمراجعة الأقران كما لم أنّه لم ينشر في مجلّة عملية محكّمة بعد.
أما الكلية التي جرت زراعتها، فقد تم الحصول عليها من خنزير معدل جينيًا بشكل يسمح بتطوّر عضوٍ لا يرفضه الجسم البشري في حال زراعته فيه. وقد جرت التجربة على شخص مريض، ميت دماغيًا، ويعيش على الأجهزة.
وبحسب الطبيب روبرت مونتغمري، مدير معهد زراعة الأعضاء في المستشفى أين نفذت العملية، فإن الكلية، التي ربطت بالأوعية الدموية في أعلى الساق خارج منطقة البطن، بدأت بالعمل بشكل طبيعي فورًا، وأنتجت البول ورشحت الكرياتينين. ويقول الأطباء المشرفون على العملية إن فعالية العضو خارج الجسد يمنح مؤشرًا جيدًا بأنه قد يعمل في حال زراعته داخله.
ردّة فعل المجتمع العلمي الأمريكي
تباينت ردود الفعل بين المختصين في مجال زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، بين التفاؤل الحذر والاستبشار الكبير، وجميع من علقوا على عملية زراعة كلية خنزير في جسم إنسان في مستشفى نيويورك قد أوضحوا بأن النجاح المتحقق واعدٌ للغاية.
يتفق الأطباء والخبراء على أن عملية زراعة كلية خنزير في جسم إنسان واعدة للغاية
ويرى بعض الجراحين أن مثل هذه العمليات المتعلقة بزراعة أعضاء الخنازير في البشر قد يصبح واقعًا جديدًا في غضون أشهر، بينما رأى آخرون أننا ما نزال في مرحلة مبكّرة من مثل هذا النوع من العمليات وأنه ما يزال لدى العلماء الكثير للإجابة عنه ودراسته.
اقرأ/ي أيضًا:
المغاربة لا يتبرعون بالأعضاء.. ما السبب؟
التبرع بالأعضاء في الأردن.. حملات تواجه الرفض