أجمع الكثيرون من متابعي كرة القدم أنّ اللعبة الشعبية الأولى قد تحولت إلى مهنة، حيث باتت الموهبة لوحدها غير كافية، وإنما يجب على اللاعب صقل موهبته نظريًا و عمليًا ليسير على الطريق الصحيح، علّه يتفوق على أقرانه و يتحول إلى نجم، وربما أسطورة قادرة على تسجيل وتحطيم الأرقام، وعندما نقول كلمة مهنة يعني أنّ هناك عقد، هذا العقد الذي يوضح بموجبه حقوق اللاعب المالية من النادي الذي سينتقل إليه، ويتم تحديد قيمة وشروط العقد بناءً على القيمة السوقية للاعب.
ماهي القيمة السوقية للاعبين؟
القيمة السوقية للاعبين هي القيمة الحقيقية الكامنة التي يبدأ عندها الاتفاق، بين وكيل اللاعب والنادي الراغب بشرائه، وتتحدد القيمة السوقية حسب ثلاثة معايير رئيسية: مستوى اللاعب وعمره ومدة عقده مع فريقه الحالي.
و يعتبر مستوى اللاعب مع فريقه من أهم العوامل التي تحدد قيمته السوقية، و يمثّل مدى تأثير اللاعب في فريقه إضافة إلى عدد الدقائق التي يلعبها، و قدرته على اللعب بأكثر من مركز، وقلة ارتكابه للأخطاء هي تحدد جميعًا مستواه، ولكن تختلف القيمة السوقية هنا حسب مستوى اللاعب تبعاً للنادي والدوري الذي يلعب فيه، أي لا يمكننا القول بأن القيمة السوقية للاعب في ريال مدريد تساوي القيمة لنظيره في زينيت الروسي.
اقرأ/ي أيضًا: ليس بالحضور الجماهيري وحده تعيش الأندية
و تتناسب القيمة السوقية للاعب عكساً مع عمره، فكلما تقدم اللاعب في السن، تضعف لياقته و ينخفض عطاؤه، وبالتالي تنخفض قيمته السوقية، لكن هذا لا يعني أن اللاعب لا يمكنه الحصول على راتب عالٍ، بل هنا يحدَّد الراتب باتفاق مع اللاعب حسب خبرته وحاجة الفريق له، كما هي الحالة عند زلاتان ابراهيموفيتش وميسي وكريستيانو رونالدو.
أما المعيار الثالث والمتعلق بعقد اللاعب مع ناديه، فهو معيار ذو تناسب طردي مع القيمة السوقية، أي كلما كانت المدة المتبقية في عقد اللاعب مع ناديه طويلة، زادت قيمته السوقية، بعكس اللاعبين الذين تبقى لهم سنة او أقل في عقدهم مع ناديهم.
ومن أهم المواقع التي تحدد القيمة السوقية للاعبين هو موقع transfermarket، كما تشتعل المنافسة بين أندية العالم صيف كل عام، من خلال سوق الانتقالات (الميركاتو)، فتتسابق الأندية للتعاقد مع اللاعبين المعروضين للبيع من قبل أنديتهم، وتتحول مرحلة الاهتمام باللاعب إلى الاتصال به لكسب رضى مبدئي، ثم تبدأ مرحلة التفاوض لوضع الأسس الأولى للعقد، وعند التوقيع يمكن أن يضاف عليها بعض الشروط الخاصة، كالحوافز أو الشرط الجزائي ...
ماذا يحدث للاعبين المنتهية عقودهم في حال عدم التجديد؟
قبل بداية كل ميركاتو يكون هناك الكثير من اللاعبين المنتهية عقودهم، ولا يجدون طريقاً للتجديد مع ناديهم أو حتى رغبة من ناد آخر للتعاقد معهم، ومعظم هؤلاء اللاعبين يكونون من أصحاب الرواتب العالية، لكن قيمتهم السوقية منخفضة، وبالتالي يحق لهذا اللاعب الانتقال إلى أي ناد يريده، ويتفاوض بشكل مباشر معه، دون الرجوع إلى ناديه و يسمى هذا بقانون (بوسمان) .
اقرأ/ي أيضًا: ريال مدريد في الريادة.. أعلى 10 عقود رعاية لقمصان الأندية في العالم
قانون بوسمان تم إقراره من قبل الاتحاد الأوروبي عام 1995، وهو قانون يسمح للاعب بالانتقال مجاناً إلى أي ناد في حال انتهاء عقده مع ناديه دون تجديد، ويعود سبب التسمية (قانون بوسمان) نسبة للاعب البلجيكي جان مارك بوسمان، والذي منعه فريقه لييج البلجيكي، من الانتقال بشكل مجاني إلى فريق دانكيرك الفرنسي القابع في الدرجة الثانية، وطلب ناديه مبلغاً مالياً، ليتقدم بوسمان بعدها بشكوى للمحكمة الرياضية على ناديه والاتحاد البلجيكي لكرة القدم، وطلب الحرية للاعبين المنتهية عقودهم، لكن بوسمان لم يصل لحكم سريع، فحرمه ناديه من 75% من راتبه، وتعطل انتقاله للنادي الفرنسي، و أُجبر على تجديد عقده كل عام أو يواجه عقوبة التجميد، وبالتالي تم إنهاء مسيرته بشكل إكلينيكي، لكن الحكم في قضيته جاء متأخراً بعد خمس سنوات، لينتج عنه هذا القانون الذي غير بوصلة التعاقدات.
وفيما يلي ترتيب أعلى قيمة سوقية للاعبين العشر الأوائل حسب موقع ترانسفر ماركت:
1_ كيليان مبابي ( 180 مليون يورو)
2_ نيمار ( 128 مليون يورو)
3_ هاري كين( 120 مليون يورو)
4_هالاند ( 110 مليون يورو)
5_ محمد صلاح ( 110مليون يورو)
6_ سانشو (100 مليون يورو)
7_ترينت أرنولد(100 مليون يورو)
8_ ساديو ماني (100 مليون يورو)
9_ رحيم سترلينج(100 مليون يورو)
10_ دي بروين (100 مليون يورو)
اقرأ/ي أيضًا:
سولشاير يقترب من التمديد مع اليونايتد.. قائمة المدرّبين الأعلى أجرًا في العالم
بعد 10 سنوات من تطبيقه.. اليويفا يقترب من إلغاء قانون اللعب المالي النظيف